الخميس، 23 يونيو 2011

عوامل النهضة



هذا المقال عن العوامل الفاعلة في صناعة النهضة لأي أمة من الأمم , و المقصود بالنهضة هو التحول الجذري و المتسارع لحال الأمة من التأخر و الضعف إلى التقدم و القوة , مع مواصلة النمو بوتيرة متسارعة دون توقف عن النمو


إقامة العدالة
إن العدالة هي تجعل الإنسان آمناً , مطمئن النفس , فتعطيه السند النفسي للسعي و العمل , و تحميه من الشعور السلبي المتولد من الظلم و الدخول في محاولة دفع الظلم و الانتقام و الخوف من الظلم مجدداً , و الدائرة السلبية المحبطة عن العمل , و انتشار الظلم بسبب عدم وجود رادع.
و العدالة تتمثل في تساوي الفرص , و إعلاء قيمة المجهود و قيمة الفكر , أي يكون مطمئنا أن إذا بذل مجهوداً سيحظى بوضع أفضل , و أيضا منع الظلم قبل أن يحدث , و في حالة وقوع الظلم يكون رفع الظلم سريعاً مع عقاب الظالم فيما يسمى بالعدالة السريعة و الناجزة.
تطوير منظومة عملية , و تهيئة جو عام ييسر تولي المناصب العليا للأكفأ و الأصلح

بناء الانسان
إن النهضة هي بالانسان و للإنسان , فهو محورها و نتيجتها , و هو الوسيلة و الغاية , و بناء الانسان أي بناءه علمياً و عقلياً و نفسياً و سلوكياً و جسدياً و دينياً.
علمياً تجهيزه بحزمة من المعارف العلمية والعملية حديثة.
عقلياً ببناء العقل و تعليمه طريقة التفكير السليم (من جمع للمعلومة و فرز المعلومة و هضمها و تحليلها ثم الاستنتاج و الحكم و الابتكار) و إصلاح العقل هو مفتاح التطور الذاتي .
نفسياً أي تطهيره من الداخل من الحقد و الحسد و الغل و الكره , و بناء نفسية سليمة متوازنة.
سلوكياً فالتخلص من السلوكيات السيئة مثل الكسل و الغش و التواكل و زرع السلوكيات الحسنة مثل حب العمل و الاتقان و النظافة.
جسدياً بالمحافظة عليه صحياً بالوقاية و العلاج و , و بالتغذية السليمة , كذلك بالرياضة البدنية.
دينيا , رغم أن الدين يحض على كل ما سبق , فالمقصود هنا بدينياً هو امداده بما يحتاجه من علوم دينية تجعله صحيح العقيدة , عالماً بغاية وجوده في الحياة , و الاستفادة من قدرة الدين على التحفيز و على التغيير للأفضل.

تراكم الخبرات و الجهود لا البدء من الصفر
بدون تراكم الخبرات و تناقلها جيلاً بعد جيل , و البناء فوق ما بناه السابقون , فسنظل دائماً  نبدأ من الصفر , و نكرر الأخطاء طالما لم نتعلم من نجاحات و كذا من اخفاقات من سبقونا , و عدم الهدم ثم البناء من الصفر إلا في أضيق الحدود , إنما يكون الأصل هو إكمال البناء , لا مانع من تصحيح و تصويب المسار , لكن ليس نسف المسار , و الاغترار بالذات و تسفيه خبرات السابقين

عدم التناحر و التقاتل – وقف تبديد الجهود –
التناحر و التنازع يؤدي لتضييع الجهود و الأوقات والأموال و زيادة الضغائن , فالجهود لا تبذل في الاتجاه الصحيح , و إذا بذلت فهناك من يبذل جهداً مضاداً
فلابد من الوصول لنقاط الاتفاق و زيادة التواصل و التنسيق في المواقف , و عدم قلب الخلافات لعداوة و قطيعة و حرب.
و كذا الاعتراف لكل ذي فضل بفضله , و الايمان بأن الله عز وجل خلقناً متمايزين و متفاضلين ليتعاون بعضنا مع بعض.

توحيد الجهود أو العمل و التفكير الجماعي البناء – العمل التآزري -
الاستفادة من الميزات التي تأتي من العمل الجماعي , فيكون الأساس هو العمل الجماعي لا الفردي , و كذلك الاستفادة من التفكير الجماعي فيما يعرف بالشحذ العقلي المتعاضد – brain storming -, لكن مع عدم القضاء على العمل الفردي و التفكير الفردي , لأنهما مصدر هام من مصادر الابداع و التجديد

التنوع الفكري
تشجيع التنوع في التفكير , فهذا ينمي الحلول الابداعية , و يخلق خيارات و مسارات متعددة , فما لا يصلح الآن قد يكون هو الأمثل غداً , و ما هو غير صالح الآن قد يكون صالحاً الآن أيضا لكن لو قمنا ببعض التعديلات , و وجود أكثر من طرح يرتقي بالمستوى الفكري العام
و بدون ذلك سيأتي يوم و يتوقف فيه النمو – بسبب حالة الجمود الفكري في المجتمع -

وجود الرؤية أو الحلم
وجود الرؤية البعيدة و الهدف الكبير , هو الذي يجعل كل الجهود و الخطط تصب في الاتجاه الصحيح

التحفيز المتواصل
التحفيز المستمر للشعب , بشتى الطرق , و منها العنصر السابق و هو الرؤية و الحلم , فهذا يحفز الشعب على العمل ويساعد الشعب على الصبر (لأن النتائج عادة تحتاج لوقت) , و من ضمن وسائل التحفيز خلق روح المنافسة داخلياً و كذلك بين الشعب و غيره من الشعوب

الحذر
لابد من اليقظة و الوعي بالمخاطر المحيطة بالأمة , داخلياً و خارجياً , فلكل أمة أعداء , و الطريق ليس وردياً , بل ملئ بالصعاب , و الأفضل هو التحسب لهذه الصعاب و وضع الخطط الملائمة لها – قبل حدوثها -

المبادرة و سرعة التحرك
لابد من وجود روح المبادرة و المبادأة , أو الاستباقية , وهو توقع ما سيحدث و التعامل معه قبل أن يحدث , و عكيه هو سياسة رد الفعل , أي التحرك بعد حدوث المصيبة , و لأنه لا يمكن توقع كل شئ فلابد من حدوث مفاجآت فتأتي أهمية سرعة التحرك , فلابد من وجود آليات تكفل التحرك السريع و السليم في مواجهة المفآجات

الاطلاع على خبرات الأمم الأخرى
الاختلاط و الاحتكاك بتجارب و خبرات الأمم الأخرى , و استقدام ما قد ينفعنا منها – مع وضع التعديلات اللازمة – حتى تتوائم مع حال وطبيعة مجتمعنا
و الخطأ الجسيم المعتاد , هو الانبهار بالآخر , و تطبيق نموذجه بشكل كامل دون تفكير حقيقي , وعدم الالتفات لمقدرات الأمة و اختلاف الظروف و الطباع , و استيراد الحلول الجاهزة دون أدنى محاولة للتعديل ناهيك عن التطوير و محاولة الخروج بنموذج أرقى و أفضل ! فهي حالة محو عقلي كامل


ليست هناك تعليقات:

تابعونا على تويتر

Translate