الخميس، 24 سبتمبر 2009

نصرُ الله للفئة المؤمنة

نصرُ الله للفئة المؤمنة – في آيات القرآن

خلاصة البحث :

أن هناك أسباب في أيدينا نحن – وهي نوعين أسباب دنيوية , أسباب إيمانية - , و هناك أسباب في أيدي العدو , و هناك موانع للنصر – و هي أشياء منهي عنها إذا فعلناها و لم ننتهي عنها مُنعنا النصر –

و كذلك مراعة سنن الله الكونية , مثال عدم الدخول في مواجهة مباشرة مع قوة كبرى في أوج قوتها و إزدهارها قبل أن نكون نداً لها , و المطلوب أن نفعل الأعمال التي تجلب النصر و نمتع عن الأفعال التي تجلب الهزيمة


* التنازل عن أجزاء من الدين لأغراض دنيوية بحتة أي بغرض جني مكاسب دنيوية وليس بناءا على اضطرار أو ضعف, يمنع نصر الله

أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلآخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ البقرة 86

* نصر المسلمين لا يأتي إلا من الله ! أي أن أخذ الأسباب وحدها يمكن أن ينصر غير المسلمين , أما المسلمين فقد كتب الله عليهم ألا يأتيهم النصر إلا اذا سلكوا سبيل الله , عن طريق الإيمان + الأخذ بالأسباب الدنيوية

هذا و إن كان فيه شدة على المسلمين و ابتلاء – إلا أنه فيه حفظ لدينهم و صيانة لهم من أن يتركوا دينهم و يتكلوا على الأسباب وحدها , فيضلوا

أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ البقرة 107

إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ آل عمران 160

* إتباع أهواء اليهود و النصارى بما يخالف ما أتى بها الإسلام , يمنع نصر الله

وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُمْ بَعْدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ البقرة 120

{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تُطِيعُواْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ } * { بَلِ ٱللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ ٱلنَّاصِرِينَ } آل عمران 149-150

وَلاَ تَرْكَنُوۤاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ هود 113

* ولاية المسلمين للكفار و لليهود و النصارى بما يضر الدين , تجلب سخط الله أو الهزيمة

يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ للَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً النساء 144

* نصر الله يأتي بعد أن يمس المؤمنين البأسآء و الضرآء , كاختبار من الله لصدق إيمانهم بنصر الله , فكون الفئة منصورة لا يعني أن النصر سيكون سهلا و يسيرا

أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ البقرة 214

* الوقت الأنسب للدعاء هو بعد الأخذ بجميع الأسباب , و قبل خوض المعركة

وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ البقرة 250

وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَٱجْعَل لِّي مِن لَّدُنْكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً الأسراء 80

* الظلم يمنع النصر بل و يجلب الهزيمة

وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ البقرة 270

وَلاَ تَرْكَنُوۤاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ هود 113

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَّنَعَ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآ أُوْلَـٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلاَّ خَآئِفِينَ لَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ البقرة 114

وَإِذِ ٱبْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي ٱلظَّالِمِينَ البقرة 124

فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ الأعراف 162

* وعيد القرآن للمسلمين ان لم يتركوا الربا بحرب من الله و رسوله , و من يحاربه اللهُ و رسوله فكيف ينتصر ؟

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَٰواْ إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ* فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَٰلِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ البقرة 278-279

* بعد استفراغ الوسع و بذل كل الطاقات الممكنة – حتى و لو كان هناك أخطاء – يأتي الدعاء

لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَٱعْفُ عَنَّا وَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَٰـنَا فَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ البقرة 286

* نصر الله يأتي للفئة المؤمنة – التي أخذت بالأسباب الدينية و الدنيوية للنصر – حتى ولو كانت قوة عدوهم ضعف قوة الفئة المؤمنة

قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ ٱلْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ ٱلْعَيْنِ وَٱللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَآءُ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ آل عمران 13

* ينزع النصر عن الفئة غير المؤمنة حتى ولو أخذوا بالأسباب , طالما الفئة المؤمنة التي تواجههم قد أخذت بأسباب النصر هي الأخرى

أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ آل عمران 22

فَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ آل عمران 56

* اذا أخذت الأمة بأسباب الخيرية من أمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الإيمان بالله , و حدثت مواجهة بينهم و بين أهل الكتاب , فإن الله يعدنا في هذه الحالة خاصة ألا يصيبنا إلا أضرار محدودة (الأذى في القرآن هو من أخف أنواع الضرر) , و أيضا ينزع عن أهل الكتاب في هذه الحالة النصر و أن يفروا من أمامنا ! , و هذه الحالة هي حالة خاصة من حالات النصر , فالله عز وجل وعد المؤمنين بالنصر لكن اذا أضيف للإيمان الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر سواء للمسلمين بعضهم بعضا أو من المسلمين لغير المسلمين , جاءت بركة إضافية فوق النصر و هو أن يأتي النصر سهلا !

كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَاسِقُونَ* لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ ٱلأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ * ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوۤاْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ ٱلنَّاسِ وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْمَسْكَنَةُ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلأَنْبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْاْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ آل عمران 110 -112

* قد يأتي النصر رغم الضعف , فلا يشترط القوة للنصر , لكن يشترط الأخذ بكل الأسباب المتاحة الدنيوية منها و الإيمانية , و بعد النصر لابد من تأكيد التقوى و شكر النعمة

وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ آل عمرا 123

وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي ٱلأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ الأنفال 26

* اذا كان الصبر و التقوى و الدعاء , نزلت الملائكة ! و نزولها كنوع من البشارة و بث الطمأنينة في قلوب المؤمنين لكن النصر يأتي من الله و على أيدي المؤمنين ليُنسب النصر لهم و ليس للملائكة و هذا من تمام الفضل و النعمة !

بَلَىۤ إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مِّن فَوْرِهِمْ هَـٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءَالَٰفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُسَوِّمِينَ } * { وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ آل عمران 125 - 126

إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُرْدِفِينَ } * { وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ الأنفال 9- 10

* بما إن النصر من عند الله فقد يؤخر الله النصر أو لا يراه جيل معين , بسبب سُنة من سنن الله مثل سنة التداول , أو كتمحيص و اختبار لقلوب المؤمنين , أو يؤخر النصر لجولة أخرى مع الكافرين حتى يكون النصر كاسحا عندما يأتي , أي قد تاتي هزيمة مؤقتة و يدخر النصر حتى يستبدله الله بنصر أكبر على الكافرين

{ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } * { هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } * { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } * { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَلِيُمَحِّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ ٱلْكَافِرِينَ } * { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ٱلصَّابِرِينَ } * آل عمران 140-142

* لكن هذا لا بنقص من أجر المجاهدين الذين ابتلوا بالهزيمة بل على العكس يضاعف لهم الثواب و المثوبة !

وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ٱسْتَكَانُواْ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّابِرِينَ } * { وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِيۤ أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ } * {فَآتَاهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ آل عمران 146-148

فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يَشْرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً النساء 74

* اذا أخذتم بأسباب الفشل بدلا من أسباب النصر , و تنازعتم فيما بينكم , و خالفتم أولي الأمر منكم , و دب حب الدنيا في قوبكم , جآءت الهزيمة إلا أن يعفو الله سبحانه و تعالى

وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي ٱلأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِّن بَعْدِ مَآ أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ آل عمران 152

وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْغَالِبُونَ المائدة 56

وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ النفال 46

*الصبر و تحمل الأذى و التكذيب , من مفاتيح النصر

وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ وَلَقدْ جَآءَكَ مِن نَّبَإِ ٱلْمُرْسَلِينَ الأنعام 34

يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَى ٱلْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُنْ مِّنكُمْ مِّئَةٌ يَغْلِبُوۤاْ أَلْفاً مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ* ٱلآنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُنْ مِّنكُمْ مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوۤاْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ الأنفال 65-66

فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلْجُنُودِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّيۤ إِلاَّ مَنِ ٱغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا ٱلْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُواْ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ البقرة 249

* المظلوم و خصوصا في الدماء - منصور

وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي ٱلْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً الإسراء 33

أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الحج 39

ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا ٱسمُ ٱللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الحج 40

ذٰلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ الحج 60

* ينصر الله من ينصره , أي يجعل أعماله كلها بهدف نصرة دين الله

ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا ٱسمُ ٱللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الحج 40

* الجهاد الحق , و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و الإعتصام بالله – من مفاتيح النصر

وَجَاهِدُوا فِي ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ ٱجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَـٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَـاةَ وَٱعْتَصِمُواْ بِٱللَّهِ هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ الحج 78

* اتباع الأهواء دون سند من علم حقيقي يخرج متبعي الأهواء من زمرة المنتصرين

بَلِ ٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ ٱللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ الروم 29

* وعد الله المؤمنين النصر

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَٱنتَقَمْنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ الروم 47

إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ غافر 51

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ محمد 7

وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ النور 55

* دخول الناس في دين الله أفواجا هو الفتح !

{ إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ } * { وَرَأَيْتَ ٱلنَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفْوَاجاً } * { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً } سورة النصر

* أذا جاء النصر , فلابد من عبادة الله على أكمل وجه و حمده على نصره و الأستغفار على ما كان منا من تقصير في أيام ما قبل النصر بسبب الضعف و الظروف المحيطة

{ إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ } * { وَرَأَيْتَ ٱلنَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفْوَاجاً } * { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً } سورة النصر

وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ النور 55

ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَـاةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأُمُورِ الحج 41

* الفوز العظيم هو دخول جنات النعيم , أما النصر الدنيوي فهو فضل من الله

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ هَلْ أَدُلُّكمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } * { تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } * { يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّن ٱللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } الصف 10 -13

و خلاصة القول أن السعي و بذل الجهد لنصرة دين الله هو الهدف و هو الذي سيكون عليه الأجر و المثوبة من عند الله , بل ان أجر من بذل ما في وسعه و لم ير النصر بعينه أكبر ممن بذل نفس القدر من الجهد و رأى النصر ! , بل إن من يرى النصر , بسبب هذا الفضل من الله فإنه يكون عليه تكليفات جديدة ناشئة عن هذا الأمرو هي أعباء ما بعد النصر من كمال العبادة و الأخلاص لله و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و شكر نعمة النصر ! لأنهم أصبحوا في وضع منعة و تمكين فلا يقبل منهم ما كان يقبل من المؤمنين في أوقات الفتنة

ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأ

حكم النقاب


لن أتكلم عن النقاب و أدلته , فقد أصدر فيه الشيخ الألباني رحمه الله - كتابين هما جلباب المرأة المسلمة , و الرد المفحم

و أسهب في سرد الأدلة التي تثبت أن النقاب ليس فرضا , و أنه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان هناك من تخفي وجهها و كان هناك من تكشف وجها

فالنقاب وجدنا حوله ثلاثة آراء :
أولها : أنه فرض أو واجب , و هذا قد بين ضعفه الشيخ الألباني وغيره
ثانيا : أن النقاب مكرمة أو فضل , و هذا رأي الشيخ الألباني و كثير من المشايخ أيضا
ثالثا : أن النقاب بدعة أو تشدد , و هذا رأي الشيخ محمد الغزالي , و هو رأي الدكتورة سعاد صالح , و أصدر فيه وزير الأوقاف محمد حمدي زقزوق كتابا

و قد تكلمنا عن الرأي الأول و نحن مع ضعفه
لكن الرأي الثاني يفيد أن من تفعله تأخذ ثوابا - لأنها تقتدي بأمهات المؤمنين -
و الراي الثالث يفيد أنها تأخذ ذنبا لأن البدعة من الذنوب و كذلك التشدد منهي عنه

مناقشة الرأي الثاني :
هذا الرأي ليس عليه دليل من قرآن و لا سنة , و من قال أن الأقتداء بأمهات المؤمنين الذين لهم خصوصيات يجلب المثوبة ؟ فهل من تمنع نفسها من الزواج بعد زوجها تأخذ ثوابا ؟
هل من يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم و يمنع زوجاته من الزواج بعده - هل هذا يأخذ ثوابا ؟
الأجابة لا لا لا
النبي صلى الله عليه وسلم له خصوصيات و كذلك أمهات المؤمنين و ما كان من خصوصياتهم لا يصح الأقتداء به أو تقليده - بل الأغلب أنه إثم

مناقشة الرأي الثالث :
أيّ ذنب لابد له من دليل , و هناك أدلة قوية تفيد أن النقاب كان موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , و لم ينهى عنه , إنما نهى فقط عن أن تنتقب المحرمة , فبان ضعف هذا الرأي أيضا

و الذي نراه :
أن الرسول صلى الله عليه و سلم لم ينهى عنه و كذلك لم يأمر به و لم يحض عليه , فعلى ذلك لا يثاب فاعله , و لا يأثم تاركه , و لا يأثم فاعله
فهو مجرد مباح
لماذا لم ينهى عنه صلى الله عليه وسلم ؟
الأجابة : لأنه صلى الله عليه وسلم , لا ينهى عن المباحات , و لأن طبيعة المرأة فيها حياء , فترك لها الحرية في أن تفعل ما تريد , و كذلك لأن من طبيعة الرجل الغيرة فلم يرد أن يحجر واسعا , و لو كان إثما لنهى عنه و لو كان عملا صالحا لأمر به

لكن أن تنهى المنتقبة أختها غير المنتقبة فهذا أثم لأنه تشدد و غلو , و الأنكار يكون في الذنوب لا في مسائل الأجتهاد , فهي تعرض عليها الأدلة فقط , لكن أن تضيق عليها - أي على المحجبة - و تنتقدها و تخوفها , فهذا باطل و إثم
و أن تدعو من تدخل في الأسلام حديثا إلى النقاب و تلقنها أنه فرض , فهذه دعوة إلى مذهب أحمد بن حنبل لا دعوة إلى الأسلام , و الصحيح أن يعرض عليها الآراء - بتبسيط للأدلة - و هي تختار , و عندما تتقدم في الأسلام و فقهه تستطيع أن تفقه عميق الأدلة أو تستطيع أن تختار لها شيخا تتبعه و تأخذ بفتواه

ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا

الاثنين، 21 سبتمبر 2009

سنن الله في الجماعات المنتصرة

لله عز وجل سنناً كونية يٌسيِّر بها الكون , و السنة أي الشئ المتكرر , فيكفي أن نرى شيئا يحدث باستمرار بشكل مترابط مع أشياء آخرى لنحكم عليه أو لنستنتج أنه سنة كونية إلهية , و هذه السنن هي من آيات الله ليذكر الناس أنه هو الملك و أنه لا شئ خارج سلطانه , و هي بمثابة قوانين لكنها ليست قوانين فيزيائية لكنها قوانين حياتية بشرية , ففكرت في فكرة هذا الكتاب ألا و هي محاولة استنباط أو استخراج هذه السنن الإلهية فيما يختص بالنصر , أو نشأة الدول , و صعود دول , و بروز فئات معينة أو علوها , هذا الأستنباط يكون من الأمثلة التاريخية لنشأة الدول , ما الذي يجمع بين هذه النماذج ؟ كي نستفيد منها و نأخذ العبرة و نستطيع الحكم أو التنبؤ بسهولة بمن سيصعد و بمن سينتصر !!! و بمن سيفشل لا محالة, و قد تكلمنا – أي العرب و المسلمين – بما فيه الكفاية و أزيد عن الهزيمة و الهزائم و سقوط الدول ! كفانا حديثاً عن الهزائم فنحن نعرفها جيدا ! كفانا جلدا للذات , فإذا كنا نبغي النصر أفلا نعرف أولا ما هو النصر؟ و من أين يأتي ؟ و كيف يأتي ؟

أنا و إن كنت على يقين تام أن النصر من عند الله

وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ الأنفال 10

أي نصر هو من عند الله حتى النصر الذي يحققه غير المسلمين هو من عند الله يعز من يشاء و يذل من يشاء و يداول الأيام بين الناس فانه لابد من أسباب

سمات الجماعات المنتصرة :

1- فَتيّة : أي شابة لم تهرم , لم يمضي علي انشائها أو قيامها وقت طويل و وكذلك غالبية عناصرها من الشباب , فاذا مضى عليها اكثر من عشرون عاما فقد ضاعت فرصتها الى الأبد , فلابد ساعتها من قادة جدد و قاعدة جديدة تماما – اي قاعدة شعبية – حتى و لو كانت نفس المبادئ او نفس الدعوة لكن لابد من البداية من الصفر

2- أ ن تنشأ في وقت ضعف : و من أمارات هذا الضعف وجود قلاقل لا تكون هي صانعتها , وكذلك عدم قدرة الدولة على حماية نفسها من التهديدات الخارجية , واذا قامت في وقت قوة الدولة أو ازدهارها قضي عليها -أي الجماعة الناشئة -

3- أن تكون صاحبة قضية عادلة من وجهة نظر الجمهور المعاصر , و أن تتصف هذه الفكرة او القضية بالبساطة و الوضوع – دون تعقيد

4- أن يكون لها مرجعية دينية أو على الأقل فكرية

5- ألا تتعجل المواجهة مع القوة الرئيسية (أن تتحين وقت ضعفها كما قلنا في السمة الثانية) , و ألا تتعجل الدخول في صراع أو مواجهة مع قوة عظمى خارجية

الرسول صلى الله عليه وسلم : مواجهة قريش في الوقت المناسب , ثم بقية الجزيرة وتوحيد وتوطيد الدولة وعدم معاداة اليهود طوال هذه المراحل , ثم عدم الدخول في مواجهة مبكرة مع الفرس والروم

طالبان – المحاكم الأسلامية – عبد الناصر

صلاح الدين

6- أن تعرف متى تتقدم و متى تتوقف , أي عدم الأغترار بالانتصارات المتوالية

مثل هتلر و نابليون بونابرت , و بشكل ما أو بآخر عقبة بن نافع

أمثلة ونماذج :

الحركة الوهابية قامت على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب كمرجعية دينية و فكرية و تعجلت المواجهة واظهار العداء للدولة العثمانية و تعارض المصالح مع دولة محمد علي في مصر فتحالفوا عليها و قضوا عليها !

الحركة السعودية و انشاء الدولة السعودية قامت على نفس الأساس الفكري الوهابي لكن مع ظروف و متغيرات دولية مختلفة – في وقت ضعف – و عرفت منذ نشأتها إلى الآن كيف تسير الأمور مع القوى الدولية العظمى – بريطانيا ثم أمريكا

محمد علي و إنشاء حكم الأسرة العلوية محمد علي نموذخ خاص و لا نجده متكرر كثيرا فهو أسس الدولة وحده – انتصار فردي – لكنه منطبقة عليه كل السمات التي ذكرناها و عددناها – حتى أن توسعه المبالغ فيه كاد أن يقضي على دولته بالكامل لولا حنكته و تدراكه لهذا الخطأ

صقر قريش عبد الرحمن الداخل مؤسس الدولة الأموية في الأندلس , نموذج فردي آخر لكن منطبقة عليه كل الشروط و السمات و ساكتفي بتعليق بسيط هو أن الدولة الأموية في الأندلس مهما بلغت من قوة لم تفكر في مهاجمة أي أراضي تابعة للدولة العباسية – و هذا قمة العقل و الحنكة السياسية و لم يأخذهم الخيال او الجنون والجنوح السياسي لمحاربة قوى عظمى ! بهدف استعادة الخلافة الأموية كما كانت !!! فلنتعلم يا اخوتي !

المرابطون نشأت في الصحراء وكان لهم مرجعية دينية و بسطوا سلطانهم على المغرب و عبروا إلى الأندلس – نجدهم خاطبوا الخليفة العباسي و طلبوا وده و أعلنوا خضوعهم للخلافة العباسية

الموحدون نشأت في ظروف مشابهة لظروف المرابطين مع تغيير المرجعية الدينية فهم وان كانوا ينتمون للمرجعية الدينية الأسلامية الا أن المرابطين كانوا على المذهب المالكي , أما الموحدين فكانوا أتباعا للمذهب الظاهري – لأبن حزم -

الدولة الأموية والسيدة عائشة والزبير نشأت في وقت ضعف و قلاقل و كانت الفكرة بسيطة و على أساس عادل ألا و هو القصاص من قتلة سيدنا عثمان و في البداية كانت السيدة عائشة بمثابة مرجعية دينية , ثم بعد مقتل سيدنا علي تحولت الفكرة إلى وحدة المسلمين و هو ما نجح سيدنا معاوية في إقناع الحسن عليه السلام به

عبد الناصر سرق تنظيم الأخوان في الجيش و استغل ضعف الدولة التي كان الصراع مع الإنجليز و الصراع الحزبي و هزيمة الجيش في فلسطين و الحرب العالمية الثانية قد أنهكها تماما بالاضافة للفساد و محاربة الحكومة للأخوان, و عبد الناصر تحول من المرجعية الدينية الى المرجعية الأشتراكية والعروبة , و أحسن الاتصال بالقوى العالمية في أول حكمه

جماعة الإخوان المسلمين كان منطبق عليها كل السمات لكن مقتل الشيخ حسن البنا و تردده في القيام بثورة فتم التخلص منه قبل أن يقوم بأي تحرك و تمت سرقة تنظيمه السري من قبل عبدالناصر , ثم عدم قيامهم بثورة ضد عبدالناصر في اول حكمه فتغدى بهم قبل أن يتعشوا به ! فضاعت فرصتهم , أما الأخوان الآن ففقدوا أولو أهم سمة و هي ان جماعتهم شاخت و أيضا فقدت فكرتهم و مرجعيتهم الدينية بريقها ! و فقدوا فرصتهم إلى الأبد , ألا ترون أن الجماعة الأسلامية سحبت البساط من تحت أرجلهم ؟ ثم بعد أختفاء و القضاء على الجماعة الأسلامية , حصل فراغ ديني كبير لم يستطيعوا ملئه فملئه فرد واحد و هو عمرو خالد !!! ثم ملئت جزء منه التيارات السلفية

الجماعة الأسلامية في مصر لم تكن الدولة ضعيفة وقتها و رغم كثرة أنصارها إلا أن شعبيتها وسط عامة الشعب و عدالة قضيتها لم تكن بالقدر الكافي بل كانت ضعيفة جدا

الثورة الأسلامية في ايران أو ثورة الإمام الخميني كمرجعية دينية وقيادة سياسية وقامت على اساس فكرة ولاية الفقيه و قامت في وقت ضعف , و استغلت الحرب الباردة بين أمريكا و الأتحاد السوفيتي لتأمن شر أو قهر الدول العظمى , لكنها لم تأمن من مؤامرة أمريكا بدفعها لصدام حسين لمحاربتها

الدولة العباسية أو الخلافة العباسية قضية عادلة و بسيطة و هي حكم آل البيت و فساد الدولة الأموية و في وقت ضعف شديد للدولة الأموية و سرقت الفكرة من العلويين أو الشيعة كما نسميهم الآن

الخلافة الفاطمية في مصر , نشأت في المغرب و انتقلت إلى مصر – و هم من مرجعية الشيعة الباطنية

الدولة العثمانية أو الخلافة العثمانية نلاحظ أن توسعاتها كانت بحساب فمثلا فتح القسطنطينية المعركة الشهيرة و الملحمة الكبيرة بقيادة السلطان محمد الفاتح كانت في عهد سابع السلاطين العثمانيين , و اما ضم مصر فكان في عهد تاسع سلاطين العثمانيين سليم الأول

صلاح الدين و الدولة الأيوبية

تجربة طالبان و الدخول في عداء شديد و صريح للقوى العالمية !

المحاكم الأسلامية في الصومال , لم تسارع بالتواصل مع أمريكا مما جعلها تتدخل و بقوة عن طريق اثيوبيا – و ان كان شيخ شريف , قائدهم الذكي قد أدرك خطئه و اتخذ خطوان مبشرة , لكن المشكلة أن المتشددين الأسلاميين يحاربوه الآن – و لعلهم -أي هؤلاء المتشددين - يتعظوا من كلامي و من دروس التاريخ و سنن الله في حياة الأمم

هتلر النازية و تفوق الجنس الآري , لم يعرف متى يتوقف و لو توقف بعد أن استولى على النمسا و عمل معاهدات أو اتفاقيات مع فرنسا و بريطانيا لتغيير وجه العالم ! و لبقيت الدولة النازية إلى الآن !!

الشيوعية ,

الثورة الفرنسية ,

أتاتورك استغل ضعف الدولة العثمانية و قد كان احد قوادها و حقق انتصارات على أعداء الدولة أعطته شعبية فاستدار على الدولة و استولى على الحكم و ألغى الخلافة العثمانية طلبا لرضا القوى العالمية الكبرى – فتمكن من انشاء دولته الأتاتوركية

القاعدة ارتكبت اكثر الأخطاء غباءا فدخلت في مواجهة صريحة و علنية مع القوى العالمية الكبرى قبل أن تحقق و لو حتى نجاحات جزئية في دولة أو اثنين قبل أن تعادي العالم كله !

ملحوظة هامة :

لا يشترط ان تكون الأفكار المبني عليها الدعوة او الجماعة او الدولة لا يشترط ان تكون صحيحة او سليمة , فيمكن ان تكون مغلوطة او فاسدة و هذا لا يؤثر في فرص نجاحها , و يمكن ان تكون مغلوطة في جزء منها و ليس كلها و من الممكن ان تكون غير متكاملة و ليست قريبة للكمال –

مثال : الدعوة الباطنية التي افرزت الدولة الفاطمية في مصر , الفاشية , و النازية , و التتار , كمال أتاتورك

لكن لابد من تحقق جميع النقاط السابق ذكرها

تابعونا على تويتر

Translate