السبت، 4 يونيو 2011

الجزية




 قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلاَ بِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ ٱلْحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُواْ ٱلْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ   سورة التوبة 29


فوائد الجزية و حقيقتها :

1-    أن يعلم المسلمون أن القتال ليس بدون نهاية , فنهاية القتال في حال الاستطاعة – الإسلام أو الجزية – فالإسلام ليس دموياً
2-    أنه لا يجوز للمسلمين أن يأخذوا أكثر من الجزية المتفق عليها ففيها تأكيد على حرمة مال الذمي أو المعاهد , حيث أن مبلغ الجزية كان يخضع للتفاوض – لأن الجزية تفرض عندما يقبل غير المسلمين بدفع الجزية بديلاً عن القتال – فيبدأ التفاوض حول مقدارها
3-    من كلمة جزية أي جزاء اي مقابل – يعلم المسلمون أن الجزية هي مقابل شئ , ففهم الصحابة مثلاً أنها مقابل حمايتهم من أي اعتداء من أي جهة
و من الجدير بالذكر أن كلمة ضرائب كانت موجودة وقت نزول القرآن و لم تستخدم لأن الضرائب في اللغة بمعنى الإتاوة , إنما الجزية فلها معنى أرقى فهي شئ مقابل شئ , أي واجب يقابله حق
4-    الجزية تجعل المعاهد يفكر سنوياً في الإسلام – فتشجعه للسؤال عنه و التعرف عليه -
5-    هي وسيلة اثبات جدية طلب السلم في حال التعامل مع الدول الكبيرة , لأن المسلمين مطالبين بالاستجابة للمسالمة متى عرضت عليهم – فحتى لا تتحول هذه القاعدة لوسيلة خداع من الطرف الأخر فلابد من وسيلة لاثبات جدية هذا الطلب – و بالتأكيد الجزية أقل بكثير من تكلفة الحرب -
6-    هي في حال الأفراد مبلغ مالي مفروض لصالح الدولة – تقابل الزكاة المفروضة على المسلمين حيث أن الزكاة فرض ديني لا يطالب به غير المسلم – أما الجزية فحق للدولة -
7-    دفع الجزية هو موافق لتعاليم المسيحية ! فأمر المسيح بدفع الضرائب للقيصر – الدولة في عصره – فلا يوجد تعارض بين تعاليم الإسلام و بين تعاليم المسيحية في هذه النقطة
8-    هي علامة للحرية الدينية – فلا إجبار على دخول الإسلام – فإن قال قائل إن الاجبار على دفع الجزية هو نوع من أنواع الاكراه على الإسلام – قلنا له لم تفهم الإسلام بشكل صحيح فإنه بمجرد أن يصير الذمي مسلماً يصبح مطالباً بدفع الزكاة ! و فوق ذلك مطالب بالمشاركة في الجهاد بنفسه ! بما يمثله ذلك من خطورة على حياته – فأين الاجبار فيما نقول ؟!
9-    في الكلام عن الجزية – ما يفيد تلميحاً – أن مال الذمي و دمه و حريته الشخصية (أي لا يستعبد أو يسترق) و حريته الدينية مصانة , لأن الإسلام كان له طلب وحيد هو الجزية
10-     كلمة " عن يد" أي عن استطاعة فتسقط عن غير المستطيع , و هناك – بعض الفقهاء – من فهم من كلمة القتال أنها تفرض على من يقاتلون فقط , فتسقط عن المرأة و الطفل و الرهبان – بشرط عدم ممارسة أي أحد منهم للقتال
11-    كلمة "صاغرون" فسرها المفسرون تفسيرات خاطئة , و التفسير الصحيح هي ملزمون , بمعنى أن الجزية ملزمة – واجبة الدفع - و ليست تطوعاً منهم أو هدية أو هبة
12-    و جائت "صاغرون" لأن كلمة "يد" تأتي بمعنيين الأول هو الأستطاعة و المعنى الثاني هو القوة , فجاءت كلمة و هم صاغرون لتنفي معنى (القوة) و تثبت معنى آخر أي الاستطاعة
13-    الجزية للأفراد هي اثبات تبعية للدولة و اعتراف بسلطانها عليهم , فلهم جنسية الدولة و هم جزء منها , و أنهم يخضعون لقوانينها المنظمة لشئون الرعية
14-    الآية مختصة بالذين لا يدينون دين الحق من أهل الكتاب (أي المؤمنين بالتثليث) أما أهل الكتاب (من النصارى تحديداً) الموحدين – غير المؤمنين بالتثليث – فلسنا مأمورين بقتالهم , و لا يفرض عليهم جزية , إنما فقط يعرض عليهم الإسلام (لو حاربونا تسري عليهم أحكام أهل الكتاب العادية) , اليهود تسري عليهم الأحكام العادية لأنهم معاندين – لعدم ايمانهم بيحيى و عيسى عليهما السلام و محمد صلى الله عليه وسلم – حتى ولو كانوا موحدين -

و الله تعالى أعلى و أعلم


هناك 3 تعليقات:

Salama يقول...

بل قد تؤخذ الجزية من المجوس أيضا كما هو ثابت !! .. وبالتالي يسقط تفريقك المتوهم بين النصارى واليهود في المسألة.

بلوجاتي يقول...

أخذ الجزية من المجوس - لم يعتمد على هذه الآية - إنما اعتمد على السنة و القياس

و الدليل أيضا أن المجوس ليس لهم علاقة بالأية من قريب و لا من بعيد - أن رغم أن الفقهاء جوزوا قبول الجزية منهم - فإن الفقهاء بالاجماع لا يجوزون الزواج من مجوسية - فهم يعلمون أنه قياس قاصر - فالمجوس لا يعاملوا معاملة أهل الكتاب إلا في مسألة الجزية فقط - (لأن كتبهم ضاعت بالكلية - بعكس اليهود و النصارى كتبهم ما زالت موجودة يختلط فيها الحق بالباطل)

أما تفريقي بين اليهود و النصارى في هذه المسألة فليس مبنياً على الآية أو مستنبطاً منها - لكن ذكرته لتعلقه بموضوع الجزية

و إن شاء سأبسط الأدلة في هذا الشأن عندما أتكلم عن "مسلمة أهل الكتاب" أو "مؤمنة أهل الكتاب" لأن لهم أحكاما مختلفة

Unknown يقول...

عافاك الله من الضلال لكن هذا جهل مركب فقولك ان الاية خاصة بالذين لا يدينون دين الحق منهم وان من وحد الله منهم ولكن بقى على يهوديته او نصرانيته لا تؤخذ منه الجزية هذا فهم عقيم سقيم باطل يخالف ظاهر الاية و يناقض اجماع علماء الاسلام و تطبيقهم ابصحيح لمعنى هذه الاية على كل العصور والازمنة اتقى الله و كف عن هذا التدليس فالاية كما فهمها جماهير المفسرين ان الجزية تؤخذ من اهل الكتاب عامتهم دون تفريق بين هذه الفرقة وتلك الطائفة اما تفريقك انت فمحدث لانك تظن انه لا يزال هناك دين اخؤ غير دين محمد ورسالته اتقى الله فكل الشرائع نسخت وكل الاديان بطلت الا شريعة محمد فمن آمن بشريعة عيسى وموسى ولم يؤمن بمحمد فلا ريب فى كفره لقول الله تعالى ( إن اللذين كفروا بالله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اؤلائك هم الكافرون حقا ) و اما ان كنت تعنى انه يبقى على يهوديته ونصرانيته ويؤمن برسولنا و لا نأخذ منه الجزية فهذا قول ارعن أحمق أخرق ينظر بيعينى اعور لم يقرا سفرا من اسفار اهل الكتاب ولا يدرى عن عقيدتهم التى هم عليها شيئا وهو فهم سقيم عقيم لم يقل به واحد من المسلمين بالله عليك كم عدد اليهود والنصارى الذين يؤمنون بالنبى صلى الله عليه وسلم وهم على دين أهل الكتاب هل هم ستة عشر ام عشرين نفرا ما هذا الجهل ؟؟؟؟ اتقى الله واستحيي من نفسك

تابعونا على تويتر

Translate