الاثنين، 12 أبريل 2010

أم المؤمنين أم سلمة – الخالصة -


الخاصة مثلما نقول الذهب الخالص , أي النقي الصافي الذي خلص من الشوائب

أم المؤمنين أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم ،  وكان اسم أبي أمية بن المغيرة سهيلا و يقال حذيفة ، وهو زاد الركب
وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن أعيا بن مالك بن علقمة بن فراس بن غنم بن مالك بن كنانة
وكانت متزوجة من أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، هاجرا جميعا إلى أرض الحبشة ، ثم قدما المدينة ، فأصابته جراحة بأحد ، فمات من جراحته
فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليال بقين من شوال سنة أربع
توفيت فى ولاية يزيد بن معاوية
ماتت فى آخر سنة إحدى و ستين ، بعدما جاءها نعى حسين بن على رضى الله عنهما .
عن تسعين عاما و هي آخر من مات من أزواجه – صلى الله عليه و سلم –
و يقال صلى عليها ابن أخيها عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية

من أهل الهجرتين :

صحيح البخاري  - كتاب الصلاة
 أبواب استقبال القبلة -  وما يكره من الصلاة في القبور
 حديث:‏419‏
 حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا يحيى ، عن هشام ، قال : أخبرني أبي ، عن عائشة أم المؤمنين ، أن أم حبيبة ، وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير ، فذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : " إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات ، بنوا على قبره مسجدا ، وصوروا فيه تلك الصور ، فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة " *


مسند أحمد بن حنبل  - مسند العشرة المبشرين بالجنة
 مسند أهل البيت رضوان الله عليهم أجمعين -  حديث جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وهو حديث الهجرة
 حديث:‏1692‏
 حدثنا يعقوب ، حدثنا أبي ، عن محمد بن إسحاق ، حدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي ، عن أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : لما نزلنا أرض الحبشة ، جاورنا بها خير جار ، النجاشي ، أمنا على ديننا ، وعبدنا الله لا نؤذى ، ولا نسمع شيئا نكرهه ، فلما بلغ ذلك قريشا ، ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين جلدين ، وأن يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة ، وكان من أعجب ما يأتيه منها إليه الأدم ، فجمعوا له أدما كثيرا ، ولم يتركوا من بطارقته بطريقا إلا أهدوا له هدية ، ثم بعثوا بذلك مع عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي ، وعمرو بن العاص بن وائل السهمي ، وأمروهما أمرهم ، وقالوا لهما : ادفعوا إلى كل بطريق هديته ، قبل أن تكلموا النجاشي فيهم ، ثم قدموا للنجاشي هداياه ، ثم سلوه أن يسلمهم إليكم قبل أن يكلمهم ، قالت : فخرجا فقدما على النجاشي ، ونحن عنده بخير دار ، وعند خير جار ، فلم يبق من بطارقته بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلما النجاشي ، ثم قالا لكل بطريق منهم : إنه قد صبا إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم ، وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم ، وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم لنردهم إليهم ، فإذا كلمنا الملك فيهم ، فتشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا ولا يكلمهم ، فإن قومهم أعلى بهم عينا ، وأعلم بما عابوا عليهم ، فقالوا لهما : نعم ، ثم إنهما قربا هداياهم إلى النجاشي فقبلها منهما ، ثم كلماه ، فقالا له : أيها الملك ، إنه قد صبا إلى بلدك منا غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ، ولم يدخلوا في دينك ، وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنت ، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم ، وأعمامهم وعشائرهم ، لتردهم إليهم ، فهم أعلى بهم عينا ، وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه . قالت : ولم يكن شيء أبغض إلى عبد الله بن أبي ربيعة ، وعمرو بن العاص من أن يسمع النجاشي كلامهم ، فقالت بطارقته حوله : صدقوا أيها الملك ، قومهم أعلى بهم عينا ، وأعلم بما عابوا عليهم ، فأسلمهم إليهما ، فليرداهم إلى بلادهم وقومهم ، قالت : فغضب النجاشي ، ثم قال : فغضب النجاشي ، ثم قال : لا ها الله ، ايم الله إذن لا أسلمهم إليهما ، ولا أكاد قوما جاوروني ، ونزلوا بلادي ، واختاروني على من سواي حتى أدعوهم فأسألهم ماذا يقول هذان في أمرهم ، فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم اليهما ورددتهم الى قومهم ، وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما ، وأحسنت جوارهم ما جاوروني . قالت : ثم أرسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدعاهم فلما جاءهم رسوله اجتمعوا ، ثم قال بعضهم لبعض : ما تقولون للرجل إذا جئتموه ؟ قالوا : نقول والله ما علمنا ، وما أمرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم ، كائن في ذلك ما هو كائن . فلما جاءوه ، وقد دعا النجاشي أساقفته ، فنشروا مصاحفهم حوله ، سألهم فقال : ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ، ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم ؟ قالت : فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب ، فقال له : أيها الملك ، كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار يأكل القوي منا الضعيف ، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه ، وصدقه ، وأمانته ، وعفافه ، " فدعانا إلى الله لنوحده ، ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم ، والدماء ، ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنة ، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا ، وأمرنا بالصلاة ، والزكاة ، والصيام " ، قال : فعدد عليه أمور الإسلام ، فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به ، فعبدنا الله وحده ، فلم نشرك به شيئا ، وحرمنا ما حرم علينا ، وأحللنا ما أحل لنا ، فعدا علينا قومنا ، فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله ، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث ، فلما قهرونا وظلمونا ، وشقوا علينا ، وحالوا بيننا وبين ديننا ، خرجنا إلى بلدك ، واخترناك على من سواك ، ورغبنا في جوارك ، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك ، قالت : فقال له النجاشي : هل معك مما جاء به عن الله من شيء ؟ قالت : فقال له جعفر : نعم ، فقال له النجاشي : فاقرأه علي ، فقرأ عليه صدرا من كهيعص ، قالت : فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته ، وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم ، ثم قال النجاشي : إن هذا والله والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة ، انطلقا فوالله لا أسلمهم اليكم ابدا ، ولا أكاد ، قالت أم سلمة : فلما خرجا من عنده ، قال عمرو بن العاص : والله لانبئنهم غدا عيبهم عندهم ، ثم أستأصل به خضراءهم ، قالت : فقال له عبد الله بن أبي ربيعة - وكان أتقى الرجلين فينا - : لا تفعل فإن لهم ارحاما ، وإن كانوا قد خالفونا . قال : والله لاخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى ابن مريم عبد ، قالت : ثم غدا عليه الغد ، فقال له : أيها الملك ، إنهم يقولون في عيسى ابن مريم قولا عظيما ، فأرسل اليهم فاسألهم عما يقولون فيه ، قالت : فأرسل إليهم يسألهم عنه ، قالت : ولم ينزل بنا مثله ، فاجتمع القوم ، فقال بعضهم لبعض : ماذا تقولون في عيسى إذا سألكم عنه ؟ قالوا : نقول والله فيه ما قال الله ، وما جاء به نبينا كائنا في ذلك ما هو كائن ، فلما دخلوا عليه ، قال لهم : ما تقولون في عيسى ابن مريم ؟ فقال له جعفر بن أبي طالب : نقول فيه الذي جاء به نبينا : هو عبد الله ورسوله ، وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول ، قالت : فضرب النجاشي يده إلى الأرض ، فأخذ منها عودا ، ثم قال : ما عدا عيسى ابن مريم ما قلت هذا العود ، فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال ، فقال : وإن نخرتم والله اذهبوا ، فأنتم سيوم بأرضي - والسيوم : الآمنون - من سبكم غرم ، ثم من سبكم غرم ، فما أحب أن لي دبرا ذهبا ، وأني آذيت رجلا منكم - والدبر بلسان الحبشة : الجبل - ردوا عليهما هداياهما ، فلا حاجة لنا بها ، فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي ، فآخذ الرشوة فيه وما أطاع الناس في ، فأطيعهم فيه . قالت : فخرجا من عنده مقبوحين مردودا عليهما ما جاءا به ، وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار . قالت : فوالله إنا على ذلك إذ نزل به - يعني من ينازعه في ملكه - قال : فوالله ما علمنا حزنا قط كان أشد من حزن حزناه عند ذلك ، تخوفا أن يظهر ذلك على النجاشي ، فيأتي رجل لا يعرف من حقنا ما كان النجاشي يعرف منه . قالت : وسار النجاشي وبينهما عرض النيل ، قالت : فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رجل يخرج حتى يحضر وقعة القوم ثم يأتينا بالخبر ؟ قالت : فقال الزبير بن العوام : أنا ، قالت : وكان من أحدث القوم سنا ، قالت : فنفخوا له قربة ، فجعلها في صدره ثم سبح عليها حتى خرج إلى ناحية النيل التي بها ملتقى القوم ، ثم انطلق حتى حضرهم . قالت : ودعونا الله للنجاشي بالظهور على عدوه ، والتمكين له في بلاده ، واستوسق عليه أمر الحبشة ، فكنا عنده في خير منزل ، حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو بمكة *
إسناد حسن

زواجها من النبي صلى الله عليه و سلم :

الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم  - أم سلمة واسمها هند رضي الله عنها
 حديث:‏2725‏
 حدثنا محمد بن بكار الصيرفي ، نا سلم بن قتيبة أبو قتيبة ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي سلمة ، عن أم سلمة ، رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب أم سلمة فأتاها فلف رداءه ووضعه على أسكفة الباب وقال : " هل لك يا أم سلمة ؟ " فقالت : إني امرأة شديدة الغيرة وأخاف أن يبدو لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني أمر يكرهه فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عاد إليها فلف رداءه فوضعه على أسكفة الباب فقال : " هل لك يا أم سلمة ؟ إن كان بك زيادة زدتك " فعادت لقولها فقالت أم عبد : يا أم سلمة ، تدري ما تحدث به نساء قريش ؟ يقلن : إن أم سلمة رضي الله عنها ردت النبي صلى الله عليه وسلم لأنها تريد شابا من قريش أحدث سنا منه أو أكثر مالا . قالت : فأت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل له إن أمري بيدك فتزوجها *
إسناد حسن

صحيح مسلم  - كتاب الجنائز
 باب ما يقال عند المصيبة - حديث:‏1576‏
 حدثنا يحيى بن أيوب ، وقتيبة ، وابن حجر ، جميعا عن إسماعيل بن جعفر ، قال ابن أيوب : حدثنا إسماعيل ، أخبرني سعد بن سعيد ، عن عمر بن كثير بن أفلح ، عن ابن سفينة  ، عن أم سلمة ، أنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " ما من مسلم تصيبه مصيبة ، فيقول ما أمره الله : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي ، وأخلف لي خيرا منها ، إلا أخلف الله له خيرا منها " ، قالت : فلما مات أبو سلمة ، قلت : أي المسلمين خير من أبي سلمة ؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم إني قلتها ، فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له ، فقلت : إن لي بنتا وأنا غيور ، فقال : " أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها ، وأدعو الله أن يذهب بالغيرة " *

طاعتها للرسول صلى الله عليه و سلم :

صحيح البخاري  - كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
 باب من أهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون بعض - حديث:‏2462‏
 حدثنا إسماعيل ، قال : حدثني أخي ، عن سليمان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها : أن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كن حزبين ، فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة ، والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة ، فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أخرها حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة ، بعث صاحب الهدية بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة ، فكلم حزب أم سلمة فقلن لها : كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم الناس ، فيقول : من أراد أن يهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية ، فليهده إليه حيث كان من بيوت نسائه ، فكلمته أم سلمة بما قلن ، فلم يقل لها شيئا ، فسألنها ، فقالت : ما قال لي شيئا ، فقلن لها ، فكلميه قالت : فكلمته حين دار إليها أيضا ، فلم يقل لها شيئا ، فسألنها ، فقالت : ما قال لي شيئا ، فقلن لها : كلميه حتى يكلمك ، فدار إليها فكلمته ، فقال لها : " لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة ، إلا عائشة " ، قالت : فقالت : أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله
قلت : الاسناد رغم أنه في صحيح البخاري – لكنه فيه ضعف لكن له شاهد مقبول من حديث أم سلمة يرتقي بها الحديث إلى درجة الحسن

و الجملة الأخيرة هي من قول أم سلمة و نقارن بينها و بين فعل فاطمة الزهراء رضي الله عنها التي جعلها الرسول صلى الله عليه و سلم من النساء اللاتي كملن :

صحيح مسلم  - كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم
 باب في فضل عائشة رضي الله تعالى عنها - حديث:‏4577‏
 حدثني الحسن بن علي الحلواني ، وأبو بكر بن النضر ، وعبد بن حميد - قال عبد : حدثني وقال الآخران : حدثنا - يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثني أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، أن عائشة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي ، فأذن لها ، فقالت : يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة ، وأنا ساكتة ، قالت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي بنية ألست تحبين ما أحب ؟ " فقالت : بلى ، قال " فأحبي هذه " قالت : فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرجعت إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبرتهن بالذي قالت ، وبالذي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلن لها : ما نراك أغنيت عنا من شيء ، فارجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي له : إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة فقالت فاطمة : والله لا أكلمه فيها أبدا
و هو في صحيح البخاري أيضا

و لا ننسى أن أم سلمة رضي الله عنها هي الزوجة و غيرتها شديدة كما وصفت نفسها – و ذكرناه قبل ذلك – لكن طاعتها للرسول صلى الله عليه و سلم تفوق أي شئ

من حبها للرسول صلى الله عليه و سلم :

صحيح البخاري  - كتاب اللباس
 باب ما يذكر في الشيب - حديث:‏5566‏
 حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا سلام ، عن عثمان بن عبد الله بن موهب ، قال : دخلت على أم سلمة ، " فأخرجت إلينا شعرا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم مخضوبا " وقال لنا أبو نعيم : حدثنا نصير بن أبي الأشعث ، عن ابن موهب : أن أم سلمة ، أرته " شعر النبي صلى الله عليه وسلم أحمر " *

غضبه صلى الله عليه و سلم على بعض نساءه لم تكن منهن أم سلمة :

صحيح البخاري  - كتاب النكاح
 باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم نساءه في غير بيوتهن - حديث:‏4910‏
 حدثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج ، ح وحدثني محمد بن مقاتل ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا ابن جريج ، قال : أخبرني يحيى بن عبد الله بن صيفي ، أن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث ، أخبره أن أم سلمة ، أخبرته : " أن النبي صلى الله عليه وسلم حلف لا يدخل على بعض أهله شهرا ، فلما مضى تسعة وعشرون يوما غدا عليهن أو راح ، فقيل له : يا نبي الله ، حلفت أن لا تدخل عليهن شهرا ؟ قال : " إن الشهر يكون تسعة وعشرين يوما " *
و هو في صحيح مسلم

حياؤها :

صحيح البخاري  - كتاب العلم
 باب الحياء في العلم - حديث:‏129‏
 حدثنا محمد بن سلام ، قال : أخبرنا أبو معاوية ، قال : حدثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن زينب ابنة أم سلمة ، عن أم سلمة ، قالت : جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق ، فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا رأت الماء " فغطت أم سلمة ، تعني وجهها ، وقالت : يا رسول الله أوتحتلم المرأة ؟ قال : " نعم ، تربت يمينك ، فبم يشبهها ولدها " *

رؤيتها لجبريل عليه السلام :

صحيح البخاري  - كتاب فضائل القرآن
 باب : كيف نزل الوحي  - حديث:‏4700‏
 حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا معتمر ، قال : سمعت أبي ، عن أبي عثمان ، قال : أنبئت أن جبريل ، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أم سلمة ، فجعل يتحدث ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة : " من هذا ؟ " أو كما قال ، قالت : هذا دحية ، فلما قام ، قالت : والله ما حسبته إلا إياه ، حتى سمعت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يخبر خبر جبريل ، أو كما قال ، قال أبي : قلت لأبي عثمان : ممن سمعت هذا ؟ قال : من أسامة بن زيد *

قوة حجتها :
صحيح البخاري  - كتاب تفسير القرآن
 سورة البقرة -  باب تبتغي مرضاة أزواجك
 حديث:‏4632‏
عن عمر بن الخطاب قال : ثم خرجت حتى دخلت على أم سلمة لقرابتي منها ، فكلمتها فقالت أم سلمة : عجبا لك يا ابن الخطاب ، دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه ، فأخذتني والله أخذا كسرتني عن بعض ما كنت أجد ، فخرجت من عندها
... قال عمر : فقصصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث ، فلما بلغت حديث أم سلمة تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم

حكمتها و حسن مشورتها :

صحيح البخاري  - كتاب الشروط
 باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط - حديث:‏2601‏
 حدثني عبد الله بن محمد ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، قال : أخبرني الزهري ، قال : أخبرني عروة بن الزبير ، عن المسور بن مخرمة ، ومروان ، يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه ، قالا : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية حتى إذا كانوا ببعض الطريق ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة ، فخذوا ذات اليمين " فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش ، فانطلق يركض نذيرا لقريش ، وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته ، فقال الناس : حل حل فألحت ، فقالوا : خلأت القصواء ، خلأت القصواء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما خلأت القصواء ، وما ذاك لها بخلق ، ولكن حبسها حابس الفيل " ، ثم قال : " والذي نفسي بيده ، لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها " ، ثم زجرها فوثبت ، قال : فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء ، يتبرضه الناس تبرضا ، فلم يلبثه الناس حتى نزحوه وشكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش ، فانتزع سهما من كنانته ، ثم أمرهم أن يجعلوه فيه ، فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه ، فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة ، وكانوا عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل تهامة ، فقال : إني تركت كعب بن لؤي ، وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية ، ومعهم العوذ المطافيل ، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنا لم نجئ لقتال أحد ، ولكنا جئنا معتمرين ، وإن قريشا قد نهكتهم الحرب ، وأضرت بهم ، فإن شاءوا ماددتهم مدة ، ويخلوا بيني وبين الناس ، فإن أظهر : فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا ، وإلا فقد جموا ، وإن هم أبوا ، فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي ، ولينفذن الله أمره " ، فقال بديل : سأبلغهم ما تقول ، قال : فانطلق حتى أتى قريشا ، قال : إنا قد جئناكم من هذا الرجل وسمعناه يقول قولا ، فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا ، فقال سفهاؤهم : لا حاجة لنا أن تخبرنا عنه بشيء ، وقال ذوو الرأي منهم : هات ما سمعته يقول ، قال : سمعته يقول كذا وكذا ، فحدثهم بما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، فقام عروة بن مسعود فقال : أي قوم ، ألستم بالوالد ؟ قالوا : بلى ، قال : أولست بالولد ؟ قالوا : بلى ، قال : فهل تتهموني ؟ قالوا : لا ، قال : ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ ، فلما بلحوا علي جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني ؟ قالوا : بلى ، قال : فإن هذا قد عرض لكم خطة رشد ، اقبلوها ودعوني آتيه ، قالوا : ائته ، فأتاه ، فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من قوله لبديل ، فقال عروة عند ذلك : أي محمد أرأيت إن استأصلت أمر قومك ، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك ، وإن تكن الأخرى ، فإني والله لأرى وجوها ، وإني لأرى أوشابا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك ، فقال له أبو بكر الصديق : امصص ببظر اللات ، أنحن نفر عنه وندعه ؟ فقال : من ذا ؟ قالوا : أبو بكر ، قال : أما والذي نفسي بيده ، لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك ، قال : وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم ، فكلما تكلم أخذ بلحيته ، والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعه السيف وعليه المغفر ، فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم ضرب يده بنعل السيف ، وقال له : أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرفع عروة رأسه ، فقال : من هذا ؟ قالوا : المغيرة بن شعبة ، فقال : أي غدر ، ألست أسعى في غدرتك ؟ وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم ، وأخذ أموالهم ، ثم جاء فأسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أما الإسلام فأقبل ، وأما المال فلست منه في شيء " ، ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه ، قال : فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدون إليه النظر تعظيما له ، فرجع عروة إلى أصحابه ، فقال : أي قوم ، والله لقد وفدت على الملوك ، ووفدت على قيصر ، وكسرى ، والنجاشي ، والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا ، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدون إليه النظر تعظيما له ، وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها ، فقال رجل من بني كنانة : دعوني آتيه ، فقالوا : ائته ، فلما أشرف على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا فلان ، وهو من قوم يعظمون البدن ، فابعثوها له " فبعثت له ، واستقبله الناس يلبون ، فلما رأى ذلك قال : سبحان الله ، ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت ، فلما رجع إلى أصحابه ، قال : رأيت البدن قد قلدت وأشعرت ، فما أرى أن يصدوا عن البيت ، فقام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص ، فقال : دعوني آتيه ، فقالوا : ائته ، فلما أشرف عليهم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " هذا مكرز ، وهو رجل فاجر " ، فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم ، فبينما هو يكلمه إذ جاء سهيل بن عمرو ، قال معمر : فأخبرني أيوب ، عن عكرمة أنه لما جاء سهيل بن عمرو ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لقد سهل لكم من أمركم " قال معمر : قال الزهري في حديثه : فجاء سهيل بن عمرو فقال : هات اكتب بيننا وبينكم كتابا فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الكاتب ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " بسم الله الرحمن الرحيم " ، قال سهيل : أما الرحمن ، فوالله ما أدري ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب ، فقال المسلمون : والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اكتب باسمك اللهم " ثم قال : " هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله " ، فقال سهيل : والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ، ولا قاتلناك ، ولكن اكتب محمد بن عبد الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " والله إني لرسول الله ، وإن كذبتموني ، اكتب محمد بن عبد الله " - قال الزهري : وذلك لقوله : " لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها " - فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " على أن تخلوا بيننا وبين البيت ، فنطوف به " ، فقال سهيل : والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ، ولكن ذلك من العام المقبل ، فكتب ، فقال سهيل : وعلى أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا ، قال المسلمون : سبحان الله ، كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما ؟ فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده ، وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين ، فقال سهيل : هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنا لم نقض الكتاب بعد " ، قال : فوالله إذا لم أصالحك على شيء أبدا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فأجزه لي " ، قال : ما أنا بمجيزه لك ، قال : " بلى فافعل " ، قال : ما أنا بفاعل ، قال مكرز : بل قد أجزناه لك ، قال أبو جندل : أي معشر المسلمين ، أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ، ألا ترون ما قد لقيت ؟ وكان قد عذب عذابا شديدا في الله ، قال : فقال عمر بن الخطاب : فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت : ألست نبي الله حقا ، قال : " بلى " ، قلت : ألسنا على الحق ، وعدونا على الباطل ، قال : " بلى " ، قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ؟ قال : " إني رسول الله ، ولست أعصيه ، وهو ناصري " ، قلت : أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ؟ قال : " بلى ، فأخبرتك أنا نأتيه العام " ، قال : قلت : لا ، قال : " فإنك آتيه ومطوف به " ، قال : فأتيت أبا بكر فقلت : يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا ؟ قال : بلى ، قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى ، قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ؟ قال : أيها الرجل إنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس يعصي ربه ، وهو ناصره ، فاستمسك بغرزه ، فوالله إنه على الحق ، قلت : أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال : بلى ، أفأخبرك أنك تأتيه العام ؟ قلت : لا ، قال : فإنك آتيه ومطوف به ، - قال الزهري : قال عمر - : فعملت لذلك أعمالا ، قال : فلما فرغ من قضية الكتاب ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : " قوموا فانحروا ثم احلقوا " ، قال : فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات ، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة ، فذكر لها ما لقي من الناس ، فقالت أم سلمة : يا نبي الله ، أتحب ذلك ، اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة ، حتى تنحر بدنك ، وتدعو حالقك فيحلقك ، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ، ودعا حالقه فحلقه ، فلما رأوا ذلك قاموا ، فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ، ثم جاءه نسوة مؤمنات فأنزل الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن حتى بلغ بعصم الكوافر فطلق عمر يومئذ امرأتين ، كانتا له في الشرك فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان ، والأخرى صفوان بن أمية ، ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم ، فأرسلوا في طلبه رجلين ، فقالوا : العهد الذي جعلت لنا ، فدفعه إلى الرجلين ، فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة ، فنزلوا يأكلون من تمر لهم ، فقال أبو بصير لأحد الرجلين : والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا ، فاستله الآخر ، فقال : أجل ، والله إنه لجيد ، لقد جربت به ، ثم جربت ، فقال أبو بصير : أرني أنظر إليه ، فأمكنه منه ، فضربه حتى برد ، وفر الآخر حتى أتى المدينة ، فدخل المسجد يعدو ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه : " لقد رأى هذا ذعرا " فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : قتل والله صاحبي وإني لمقتول ، فجاء أبو بصير فقال : يا نبي الله ، قد والله أوفى الله ذمتك ، قد رددتني إليهم ، ثم أنجاني الله منهم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ويل أمه مسعر حرب ، لو كان له أحد " فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم ، فخرج حتى أتى سيف البحر قال : وينفلت منهم أبو جندل بن سهيل ، فلحق بأبي بصير ، فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير ، حتى اجتمعت منهم عصابة ، فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشأم إلا اعترضوا لها ، فقتلوهم وأخذوا أموالهم ، فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده بالله والرحم ، لما أرسل ، فمن أتاه فهو آمن ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم ، فأنزل الله تعالى : وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم حتى بلغ الحمية حمية الجاهلية وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ، ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم ، وحالوا بينهم وبين البيت ، قال أبو عبد الله : " معرة العر : الجرب ، تزيلوا : تميزوا ، وحميت القوم : منعتهم حماية ، وأحميت الحمى : جعلته حمى لا يدخل ، وأحميت الحديد وأحميت الرجل : إذا أغضبته إحماء " وقال عقيل عن الزهري ، قال عروة : فأخبرتني عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان يمتحنهن وبلغنا أنه لما أنزل الله تعالى : أن يردوا إلى المشركين ما أنفقوا على من هاجر من أزواجهم ، وحكم على المسلمين أن لا يمسكوا بعصم الكوافر ، أن عمر طلق امرأتين ، قريبة بنت أبي أمية ، وابنة جرول الخزاعي ، فتزوج قريبة معاوية ، وتزوج الأخرى أبو جهم ، فلما أبى الكفار أن يقروا بأداء ما أنفق المسلمون على أزواجهم ، أنزل الله تعالى : وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم والعقب ما يؤدي المسلمون إلى من هاجرت امرأته من الكفار ، فأمر أن يعطى من ذهب له زوج من المسلمين ما أنفق من صداق نساء الكفار اللائي هاجرن ، وما نعلم أن أحدا من المهاجرات ارتدت بعد إيمانها ، وبلغنا أن أبا بصير بن أسيد الثقفي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا مهاجرا في المدة ، فكتب الأخنس بن شريق إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله أبا بصير ، فذكر الحديث *

مصنف ابن أبي شيبة  - كتاب الأمراء
 ما ذكر من حديث الأمراء والدخول عليهم - حديث:‏29950‏
 حدثنا أبو أسامة قال : حدثني الوليد بن كثير ، عن وهب بن كيسان قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : لما كان عام الجماعة بعث معاوية إلى المدينة بسر بن أرطاة ليبايع أهلها على راياتهم وقبائلهم ، فلما كان يوم جاءته الأنصار جاءته بنو سليم فقال : أفيهم جابر ؟ قالوا : لا ، قال : فليرجعوا فإني لست مبايعهم حتى يحضر جابر ، قال : فأتاني فقال : ناشدتك الله ، إلا ما انطلقت معنا فبايعت فحقنت دمك ودماء قومك ، قال : فأستنظرهم إلى الليل ، فلما أمسيت دخلت على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتها الخبر فقالت : " يا ابن أم ، انطلق ، فبايع واحقن دمك ودماء قومك ، فإني قد أمرت ابن أخي يذهب فيبايع " *
إسناد حسن

و كانت رحمها الله حريصة على العلم تسأل الرسول صلى الله عليه و سلم كثيرا و نقلت لنا عددا وافرا من إجابات الرسول و أفعاله داخل بيته – صلى الله عليه و سلم –

حسن انتباهها :

صحيح البخاري  - كتاب الجمعة
 أبواب العمل في الصلاة -  باب إذا كلم وهو يصلي فأشار بيده واستمع
 حديث:‏1189‏
 حدثنا يحيى بن سليمان ، قال : حدثني ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو ، عن بكير ، عن كريب ، أن ابن عباس ، والمسور بن مخرمة ، وعبد الرحمن بن أزهر رضي الله عنهم ، أرسلوه إلى عائشة رضي الله عنها ، فقالوا : اقرأ عليها السلام منا جميعا ، وسلها عن الركعتين بعد صلاة العصر ، وقل لها : إنا أخبرنا عنك أنك تصلينهما ، وقد بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنها ، وقال ابن عباس وكنت أضرب الناس مع عمر بن الخطاب عنها ، فقال كريب : فدخلت على عائشة رضي الله عنها ، فبلغتها ما أرسلوني ، فقالت : سل أم سلمة ، فخرجت إليهم ، فأخبرتهم بقولها ، فردوني إلى أم سلمة بمثل ما أرسلوني به إلى عائشة ، فقالت أم سلمة رضي الله عنها : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عنها ، ثم رأيته يصليهما حين صلى العصر ، ثم دخل علي وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار ، فأرسلت إليه الجارية ، فقلت : قومي بجنبه فقولي له : تقول لك أم سلمة : يا رسول الله ، سمعتك تنهى عن هاتين ، وأراك تصليهما ، فإن أشار بيده ، فاستأخري عنه ، ففعلت الجارية ، فأشار بيده ، فاستأخرت عنه ، فلما انصرف قال : " يا بنت أبي أمية ، سألت عن الركعتين بعد العصر ، وإنه أتاني ناس من عبد القيس ، فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان " *

فقهها و حرصها على العلم :

صحيح مسلم  - كتاب الفضائل
 باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته - حديث:‏4347‏
 وحدثني يونس بن عبد الأعلى الصدفي ، أخبرنا عبد الله بن وهب ، أخبرني عمرو وهو ابن الحارث أن بكيرا ، حدثه عن القاسم بن عباس الهاشمي ، عن عبد الله بن رافع ، مولى أم سلمة ، عن أم سلمة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، أنها قالت : كنت أسمع الناس يذكرون الحوض ، ولم أسمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما كان يوما من ذلك ، والجارية تمشطني ، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أيها الناس " فقلت للجارية : استأخري عني ، قالت : إنما دعا الرجال ولم يدع النساء ، فقلت : إني من الناس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لكم فرط على الحوض ، فإياي لا يأتين أحدكم فيذب عني كما يذب البعير الضال ، فأقول : فيم هذا ؟ فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقا " وحدثني أبو معن الرقاشي ، وأبو بكر بن نافع ، وعبد بن حميد ، قالوا : حدثنا أبو عامر وهو عبد الملك بن عمرو ، حدثنا أفلح بن سعيد ، حدثنا عبد الله بن رافع ، قال : كانت أم سلمة تحدث ، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر ، وهي تمتشط : " أيها الناس " فقالت لماشطتها : كفي رأسي ، بنحو حديث بكير ، عن القاسم بن عباس *

مسند أحمد بن حنبل  - مسند الأنصار
 مسند النساء -  حديث أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
 حديث:‏26053‏
 حدثنا عفان ، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد ، قال : حدثنا عثمان بن حكيم ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن شيبة ، قال : سمعت أم سلمة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، تقول : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال ؟ قالت : فلم يرعني منه يومئذ إلا ونداؤه على المنبر ، قالت : وأنا أسرح شعري ، فلففت شعري ، ثم خرجت إلى حجرة من حجر بيتي ، فجعلت سمعي عند الجريد ، فإذا هو يقول عند المنبر : " يا أيها الناس ، إن الله يقول في كتابه : إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ، إلى آخر الآية ، أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما " حدثنا يونس ، حدثنا عبد الواحد ، حدثنا عثمان بن حكيم ، عن عبد الله بن رافع ، عن أم سلمة ، قالت : قلت : فذكر الحديث *
إسناد صحيح

و فيه مدى التـفاتها لكل ما ينزل من القرآن

معرفتها ببعض ما ذكر في كتب أهل الكتاب :

الشريعة للآجري  - كتاب الإيمان والتصديق بأن الجنة والنار مخلوقتان
 باب ذكر صفة النبي صلى الله عليه وسلم ونعته في الكتب - حديث:‏964‏
 وحدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال : حدثنا محمد بن رزق الله الكلوذاني قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال : حدثني أبي , عن الوليد بن كثير المدني , عن محمد بن عمرو بن حلحلة أن طلحة بن عبيد الله بن كريز , أخبره أنه , سمع أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : " إنا نجد صفة النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الكتب اسمه المتوكل , ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق , ولا يوقد بالسيئة إذا سمعها , ولكن يطفئها بعينه , وأعطيته المفاتيح , ليفتح الله عز وجل به عيونا عورا , ويسمع به آذانا وقرا ويحيي به قلوبا غلفا , ويقيم به الألسن المعوجة حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله " *
إسناد صحيح

مثال لدقتها رضي الله عنها :

صحيح مسلم  - كتاب الصيام
 باب بيان أن القبلة في الصوم ليست محرمة على من لم - حديث:‏1928‏
 حدثني هارون بن سعيد الأيلي ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني عمرو وهو ابن الحارث ، عن عبد ربه بن سعيد ، عن عبد الله بن كعب الحميري ، عن عمر بن أبي سلمة  ، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيقبل الصائم ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سل هذه " لأم سلمة فأخبرته ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك ، فقال : يا رسول الله ، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما والله ، إني لأتقاكم لله ، وأخشاكم له " *

مسند أحمد بن حنبل  - مسند الأنصار
 مسند النساء -  حديث أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
 حديث:‏26148‏
 حدثنا حجاج ، عن ليث بن سعد ، قال : حدثني بكير ، عن أبي بكر بن المنكدر ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن زينب بنت أبي سلمة ، عن أم سلمة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : " قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم "
إسناد صحيح

مسند أحمد بن حنبل  - مسند الأنصار
 مسند النساء -  حديث أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
 حديث:‏26016‏
 حدثنا عفان ، قال : أخبرنا همام ، قال : سمعنا من يحيى بن أبي كثير ، قال : حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن زينب بنت أم سلمة ، حدثته قالت : حدثتني أمي ، قالت : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخميلة فحضت ، فانسللت من الخميلة ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنفست ؟ " فقلت : نعم ، فلبست ثياب حيضتي ، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في الخميلة *
وقالت : " وكنت أغتسل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد " *
قالت : " وكان يقبل وهو صائم "
إسناد صحيح – والحديث في البخاري – لكن فيه : يقبلها – من رواية هشام الدستوائي , و الصواب ما أثبتناه من رواية همام  و الله أعلم
تابع همام , محمد بن يعقوب اليمامي في الطبراني الكبير , و هشام أيضا له متابعين , و يمكن أن يكون يحيى بن أبي كثير حدث به على الوجهين , فنرجح رواية بكير

مسند أحمد بن حنبل  - مسند الأنصار
 مسند النساء -  حديث أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
 حديث:‏25984‏
 حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا موسى يعني ابن علي ، عن أبيه ، عن أبي قيس ، قال : أرسلني عبد الله بن عمرو إلى أم سلمة أسألها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ؟ فإن قالت : لا ، فقل لها : إن عائشة تخبر الناس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم ؟ " قال : فسألها أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ؟ قالت : لا ، قلت : إن عائشة تخبر الناس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم ؟ " قالت : لعله إياها كان لا يتمالك عنها حبا ، أما إياي ، فلا
حدثنا عبد الله بن يزيد ، قال : حدثنا موسى ، قال : سمعت أبي ، يقول : حدثني أبو قيس مولى عمرو بن العاص قال : بعثني عبد الله بن عمرو بن العاص إلى أم سلمة فذكر معناه *
إسناد صحيح

حبها للآخرين :

صحيح البخاري  - كتاب تفسير القرآن
 سورة البقرة -  باب وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما
 حديث:‏4408‏
 حدثني محمد  ، حدثنا أحمد ابن أبي شعيب ، حدثنا موسى بن أعين ، حدثنا إسحاق بن راشد ، أن الزهري حدثه ، قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، قال : سمعت أبي كعب بن مالك - وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم ، أنه لم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قط ، غير غزوتين غزوة العسرة ، وغزوة بدر - قال : فأجمعت صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى ، وكان قلما يقدم من سفر سافره إلا ضحى ، وكان يبدأ بالمسجد فيركع ركعتين ، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كلامي ، وكلام صاحبي ، ولم ينه عن كلام أحد من المتخلفين غيرنا ، فاجتنب الناس كلامنا ، فلبثت كذلك حتى طال علي الأمر ، وما من شيء أهم إلي من أن أموت فلا يصلي علي النبي صلى الله عليه وسلم ، أو يموت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكون من الناس بتلك المنزلة فلا يكلمني أحد منهم ، ولا يصلي ولا يسلم علي فأنزل الله توبتنا على نبيه صلى الله عليه وسلم ، حين بقي الثلث الآخر من الليل ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عند أم سلمة ، وكانت أم سلمة محسنة في شأني معنية في أمري ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أم سلمة تيب على كعب " قالت : أفلا أرسل إليه فأبشره ؟ قال : " إذا يحطمكم الناس فيمنعونكم النوم سائر الليلة " حتى إذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر آذن بتوبة الله علينا ، وكان إذا استبشر استنار وجهه ، حتى كأنه قطعة من القمر ، وكنا أيها الثلاثة الذين خلفوا عن الأمر الذي قبل من هؤلاء الذين اعتذروا ، حين أنزل الله لنا التوبة ، فلما ذكر الذين كذبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المتخلفين واعتذروا بالباطل ، ذكروا بشر ما ذكر به أحد ، قال الله سبحانه : يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم ، قل : لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم ، وسيرى الله عملكم ورسوله الآية *

و في هذا الحديث أيضا أن الوحي نزل و رسول الله صلى الله عليه و سلم عندها رضي الله عنها

أم سلمة و الحسين رضي الله عنه :

مسند أحمد بن حنبل  - مسند الأنصار
 مسند النساء -  حديث أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
 حديث:‏26000‏
 حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ، حدثنا عبد الحميد يعني ابن بهرام ، قال : حدثني شهر بن حوشب ، قال : سمعت أم سلمة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين جاء نعي الحسين بن علي لعنت أهل العراق فقالت : قتلوه قتلهم الله : غروه وذلوه ، لعنهم الله ، فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءته فاطمة غدية ببرمة ، قد صنعت له فيها عصيدة تحملها في طبق لها ، حتى وضعتها بين يديه ، فقال لها : " أين ابن عمك ؟ " قالت : هو في البيت . قال : " فاذهبي ، فادعيه ، وائتني بابنيه " . قالت : فجاءت تقود ابنيها ، كل واحد منهما بيد ، وعلي يمشي في أثرهما ، حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأجلسهما في حجره ، وجلس علي عن يمينه ، وجلست فاطمة عن يساره ، قالت أم سلمة : فاجتبذ من تحتي كساء خيبريا كان بساطا لنا على المنامة في المدينة ، فلفه النبي صلى الله عليه وسلم عليهم جميعا ، فأخذ بشماله طرفي الكساء ، وألوى بيده اليمنى إلى ربه عز وجل ، قال : " اللهم أهلي ، أذهب عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيرا ، اللهم أهلي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا اللهم أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " قلت : يا رسول الله ، ألست من أهلك ؟ قال : " بلى ، فادخلي في الكساء " قالت : فدخلت في الكساء بعدما قضى دعاءه لابن عمه علي وابنيه ، وابنته فاطمة رضي الله عنهم *
إسناد حسن

مشيخة ابن طهمان
حديث:‏3‏
 عن عباد بن إسحاق ، عن هاشم بن هاشم ، عن عبد الله بن وهب ، عن أم سلمة ، قالت : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي فقال : " لا يدخل علي أحد فسمعت صوتا ، فدخلت ، فإذا عنده حسين بن علي وإذا هو حزين ، أو قالت : يبكي ، فقلت : ما لك تبكي يا رسول الله ؟ قال : أخبرني جبريل أن أمتي تقتل هذا بعدي فقلت ومن يقتله ؟ فتناول مدرة ، فقال : " أهل هذه المدرة تقتله " *
إسناد حسن , و عباد تابعه موسى بن يعقوب فالحديث صحيح
المدرة أي قطعة طين , و هي تربة كربلاء

فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل  - فضائل الحسن
 حديث:‏1325‏
 حدثنا عبد الله قال : حدثني أبي ، نا عبد الرحمن بن مهدي قال نا حماد بن سلمة ، عن عمار قال : سمعت أم سلمة قالت : " سمعت الجن يبكين على حسين قال : وقالت أم سلمة سمعت الجن تنوح على الحسين رضي الله عنه " . *
إسناد صحيح

أولادها :

و أنجبت زينب بنت أبي سلمة – و هي ربيبة النبي صلى الله عليه و سلم – و كانت فقيهة و كانت أفقه نساء المدينة بعد وفاة أمها رضي الله عنها
و كان لها من الأبناء أيضا عمر و سلمة و ابنتها درة

أسماء مواليها :
منهم من أعتقتهم و منهم من كاتبتهم  - و الغالبية أعتقتهم دون مقابل -

1-  أم الحسن البصري و اسمها خيرة
2-  مولاة أم سلمة اسمها وجيهة
3-  نفيع مكاتب أم سلمة
4-  نافع مولى أم سلمة
5-  عبد الله بن رافع أبو رافع
6-  سفينة و اسمه مختلف فيه : رومان الرومي أو عمير أو  أحمر – يكنى أبو عبد الرحمن
7-  ناعم بن أجيل الهمداني أبو عبد الله المصري
8-  ثابت
9-  السائب
10-          نبهان القرشي المخزومي أبو يحيى المدني
11-          صبيح
12-          أبو كثير
13-          قيس أبو قدامة
14-          شيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب المخزومي المدني القارئ
15-          أبو سليمان
16-          أبو أسماء
17-          سليمان
18-          مهاجر
19-          أبو إبراهيم
20-          أبو صالح زادان
21-          عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي أبو عبد الرحمن المدني – و قاضيها-
22-          أبو ميمونة القارئ
23-          رباح
24-          أبو سليم

وفاتها :

تاريخ المدينة لابن شبة
 قبر أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها
حدثنا محمد بن يحيى قال : سمعت من ، يذكر ، أن قبر أم سلمة رضي الله عنها بالبقيع ، حيث دفن محمد بن زيد بن علي ، قريبا من موضع فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه كان حفر فوجد على ثماني أذرع حجرا مكسورا مكتوبا في بعضه : أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، فبذلك عرف أنه قبرها

رضي الله عنها و أرضاها

لماذا نزل القرآن الكريم باللغة العربية ؟



 إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ  سورة يوسف 2

إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ   سورة الزخرف 3

وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَـٰذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ  سورة الأحقاف 12

أولا : كان لابد من أن يتم اختيار لغة من بين اللغات الموجودة وقت نزول القرآن , و لم يمكن أن ينزل بعدة لغات لأن كل كتاب لابد أن يرسل معه نبي ليشرح تعاليمه , و هو ما حدث بالفعل في العصور السابقة لنزول القرآن , فعندما آن الآوان لخاتم النبيين و آخر الرسالات كان يجب أن تنزل بلغة واحدة – لغة النبي الخاتم -

ثانيا : تم اختيار اللغة العربية , لأنها كانت لغة ناضجة مكتملة , فكان لابد أن تكون لغة مليئة بالمعاني و الألفاظ و التراكيب و في نفس الوقت بحروف قليلة – أي في الكتابة –
فمثلا اللغة العبرية – لغة فقيرة إذا ما قورنت ببقية اللغات , مما أدى إلى أن الإنجيل عند ترجمته للغة اللاتينية – أصبحت الركاكة اللفظية و عدم الدقة واضح على الترجمة – ليس بسبب اللغة اللاتينية لكن بسبب اللغة الأصلية
و مثلا اللغة الهندية و اللغة الصينية صعب جدا الكتابة بها
و نظرة على اللغة اللاتينية , ثم نظرة على اللغة الإنجليزية التي كتب بها شكسبير , ثم نظرة على اللغة الإنجليزية في صورتها الحالية – سنعرف لماذا لم يقع الأختيار على اللاتينية ! – فرغم الأصل الواحد إلا أن الإختلاف بينها ضخم!
و لا ننسى أيضا أن القرآن بما أنه متلو بالدرجة الأولى , فاللغة العربية هي الوحيدة التي تضم أكبر كم من الحروف المنطوقة في العالم و تزيد عليها بحرف الضاد , و التلاوة أي النطق , و كلما زادت الحروف المنطوقة كان في ذلك غنى و إضافة , و هذا أحد معاني كلمة عربي , بمعنى واضح الحروف وهو ما تحرص عليه اللغة العربية في نطق كل الحروف وإظهارها مما يسهم في دقة السماع ومن ثم الرسالة
أي أن هذا السبب متعلق بالخصائص التي تميز اللغة العربية على بقية اللغات

نزيد في أمر هذه الخصائص, أن النص هو عبارة عن رسالة منطوقة أو مقروءة تحمل معاني, والهدف هو ايصال هذه الرسالة بوضوح و عمق لتصل إلى العقول و القلوب - بمعنى المشاعر- , وبناء اللغة العربية يسمح بتلك المهمة بكفاءة و يسر , وتحمل أيضاً جرساً صوتياً يسهم في عمق التأثير
وكان النص القرآني ليس فقط ناجحاً و بارعاً في إيصال المعاني العقلية و الاتحاد مع المشاعر الداخلية للإنسان بما يشبه الاختراق الكلي - عقلاً و قلباً - لكنه أيضا نص يحض على التفكر فيما مضى حولك و مستفزاً للتغير و مثيراً للتأمل الخارجي و الداخلي
واللغة العربية كان عليها ليس فقط حمل ثقل إيصال التنزيل لكن أيضا عبء شرحه وتأويله خدمة للنص المقدس
 
فكما نرى فالنص القرآني متنوع جداً في طريقته وأهدافه , و هذا يستلزم بالضرورة لغة متينة
وأخيراً فإن اللغة العربية لغة عندها قابلية للتطور مثل الاشتقاقات المحدثة التي تسهم ليس فقط في تكوين القرآني  وكذلك  جدة الاستعمال لكنها أيضا أثبتت قدرتها على التطور بعد الفراغ من الوحي خدمة للنص المقدس مثل إضافة النقاط و التشكيل بشكل فيه توافق كبير مع تحقيق غرض الدقة التي هي أحد أهم خصائص القرآن نفسه


 precise - can deliver multiple meanings at the same time - expressive - semi-musical - clear in speech-  inspiring - wide variation in style

ثالثا : عندما نزل القرآن تحدى العرب أن يأتوا بسورة مثله فلم يستطيعوا , فالتحدي و الإعجاز اللغوي للقرآن كان يتحتم أن يكون بلغة غاية في النضج و الفصاحة و أن ينزل على قوم فصحاء عالمين بلغتهم – لا لغة مجهولة أو يتكلم بها الخاصة حتى و لو كانت فصيحة -
أي أن طبيعة الإعجاز اللغوي للقرآن الكريم كانت تحتم أن تكون لغة القرآن لغة فصيحة و إلا كان التحدي سهلا

رابعا: هناك أسباب تتعلق بالمكان , فكان لابد للرسالة الخاتمة أن تكون في قلب العالم القديم – حتى يسهل انتشارها في أنحاء العالم , و جزيرة العرب هي في قلب العالم القديم

خامسا : كان لابد أن تنزل الرسالة في مكان مقدس , و هذا المكان بالقرب من أرض الرسالات – بيت المقدس - , أي بالقرب من بيت المقدس لتعطي معنى التواصل , و تكون مختلفة عن بيت المقدس لتعطي التفرد , فكان اختيار مدينة مكة التي بها الكعبة التي أعاد بناءها أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم و ابنه سيدنا إسماعيل عليهما السلام , ليكون أول بيت وضع للناس هو مكان نزول آخر رسالة للناس , و كان اختيار النبي محمد صلى الله عليه و سلم من ساكني مكة و من نسل إسماعيل و إبراهيم عليهما السلام – و بالتالي نزل القرآن بلغة النبي الخاتم – صلى الله عليه و سلم -  ليكون أقدر على تبليغ الرسالة و إيصالها بلغته و لغة قومه
أي ترابط اختيار المكان باختيار القوم باختيار النبي – صلى الله عليه وسلم – باختيار اللغة

سادسا: من تبعات أن يكون العرب هم أول من ينذر بالقرآن و أول من تصلهم الرسالة الخاتمة , أن يتحملوا – أي من دخل في الإسلام من العرب – عبء نشر الإسلام في العالم أجمع , فلا عجب أن يكون كتاب الله بلغتهم كي يتمكنوا من الاستمرار في آداء رسالتهم في نشر الإسلام ,  و هذا يوصلنا للنقطة الأخيرة و هي لماذا العرب ؟

سابعا:
كان اختيار العرب كأمة كي تتحمل عبء – قبل أن يكون شرف – نشر رسالة الإسلام و تعاليمه , هي أحد أسباب اختيار اللغة العربية لينزل بها كتاب الله
إن الخصائص التي يتسم بها العرب هي ذاتها الخصائص التي يتسم بها بنو إسرائيل , و هي القبلية و البداوة , القبلية بما تعنيه من تعصب و تشرذم فلا تستطيع قوة في الكون توحيدهم ! بالطبع غير قوة الدين السماوي , و أيضا ليس عندهم حضارة , أي أمة فطرية لا أمة حضارية , و الأمة الحضارية في تعريفي البسيط هي القدرة على انتاج حضارة – أفكار و مناهج – و القدرة على الاستفادة من حضارات الآخرين , فإذا اجتمعت الصفتان صارت أمة حضارية , و هذا بالطبع لا يمكن أن يطلق على أمة العرب – قبل الرسالة –  و هذا السبب هو أحد علامات صدق الرسالة – لأن أي أمة حضارية عندما تطلع على رسالة محمد صلى الله عليه و سلم ستدرك لا محالة أن العرب لا يمكن أن ينتجوا منتجا حضاريا بمثل هذه الجودة – فيكون هذا بمثابة اطمئنان للأمم الأخرى بأن هذه الرسالة هي من عند الله
فلو نزل على أمة الرومان أو الهند أو الصين مثلا , لظن الناس أن هذا الدين هو انتاج بشري حضاري أنتجته أمة حضارية لها سوابق في الحضارة , لو قلنا هذا بلغتنا العصرية لقالوا : "هذه تقليعة أمريكية جديدة !"
و سبب آخر لارسال الرسالة في العرب هي أنهم لم يأتهم نذير من قبل – فمنذ تراجعهم إلى الكفر بعد وفاة إسماعيل عليه السلام لم يبعث فيهم نبي مرسل -

ثامنا: فيما يخص أهل الكتاب فإن الله عز وجل أمرنا أن نعرض عليهم الدخول في الإسلام في صورته النهائية كما جاء بها محمد صلى الله عليه و سلم , فإن أبوا فإن الله يطالبنا بأن نطالبهم بالرجوع إلى أصل دينهم و هو التوحيد , أي إن آثروا البقاء على دينهم فعليهم الإلتزام بالتوحيد
 قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ ٱللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ ٱشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ   آل عمران 64
و هذا المطلب بسيط و لا يقف حاجز اللغة أمامه

تاسعا: فيما يخص الوثنيين , فإن لغاتهم كثيرة جدا و كتابتها أقرب للطلاسم و نزول القرآن بكل اللغات شئ مستحيل و كذلك لأن هناك لغات تتغير تغيرا كثيرا بمرور الوقت , و كما قلنا سابقا كل كتاب لابد أن يأتي معه نبي , و بما أنه لابد من انقطاع النبوة لأن كثرة الأنبياء بسبب كثرة البشر سيؤدي لفوضى حتما و لا ننسى أن كل نبي و له معجزة , و كثرة الأنبياء تؤدي أيضا إلى كثرة المدعين و الدجاجلة كل يزعم أنه نبي , فكان لابد من نبي خاتم و رسالة واحدة تصلح للجميع و يتعهد الله بحفظ جوهر هذه الرسالة – و هي التوحيد الخالص زائد أصول العبادات زائد أصول الأخلاق زائد أصول الحلال و الحرام – , و تم تبسيط الحلال في الطيبات و تبسيط الحرام في الخبائث , و كما نرى أن هذه الأصول لا يقف حاجز اللغة أمام فهمها و استيعابها و تطبيقها

عاشرا : إن كل ما سبق هو اجتهادات للوصول للأسباب , و للوصول للحكمة من وراء نزول القرآن بالعربية , فالله يفعل كل شئ بحكمة , لكن الله لا يسأل عما يفعل و هم يسألون , فلعل هناك اسبابا لم نغطيها أو أسبابا زدناها , إنما هو اجتهاد منا فإن كان صوابا فمن الله و الله ذو الفضل العظيم

و الله تعالى أعلى و أعلم

الجمعة، 2 أبريل 2010

الاجتهاد الجماعي – محاذير


كتبت كتابات كثيرة عن موضوع الاجتهاد الجماعي تؤصل له و تمدح فيه و تزكيه و تشرح مزاياه , و لم أجد أي كتابة عن عيوبه أو محاذيره , فتوكلت على الله و كتبت هذا الموضوع  لملء هذا الفراغ حتى يتم الانتفاع بمزايا الاجتهاد الجماعي دون أن تصيبنا عيوبه , و رأيي الشخصي أن الاجتهاد الجماعي ما زال نفعه أكثر من ضرره


1-    الاتكالية و الكسل – و قتل الابداع
الابداع يأتي عندما يكون التحدي كبيرا و عبر الخوف من الخطأ , أما الأمان الذي يعطيه ما يسمى بالاجتهاد الجماعي و الظن بأن المسئولية أصبحت مقسمة مما يعطي احساسا زائفا بالأمان يضعف قوى التحدي و التحفز التي تقدح الأذهان و تدفع لبذل مزيد من المجهود , ناهيك عن الطبيعة البشرية – التي لا يكاد ينفك منها أحد – فعندما تحس أنك لست مسئولا وحدك , فإن الهمة تضعف و الكسل يتسلل إلى النفس , و يظهر الاتكال و تقول ما فاتني سيغطيه غيري , و كثيرا ما يعتمد على صغار الباحثين و الاكتفاء بمجرد ابداء الرأي في أبحاثهم , و هذا كلة يناقض أساس الاجتهاد و صلبه الذي هو استفراغ الوسع في البحث عن الحكم الصحيح في المسألة , أيضا أثر جانبي إضافي أنه عندما يصدر رأي معين من المجمع الفقهي فإن أعضاءه يكفون عن البحث عن المسألة و يكتفون بما صدر في ذلك من قرار أو رأي جماعي , فنترك مواصلة الاجتهاد و مراجعة الرأي و تغيير الرأي , مثل الشافعي قديم و جديد , و تفكيره في المسألة لمدة عشرين عاما , انما نحن إذا صدر الرأي الجماعي توقفنا عن البحث و هذا هو عين الكسل
2-    الجبن و التقاعس عن المسئولية
لاحظت أن العديد من العلماء الكبار الذين و صلوا لمرتبة الاجتهاد يدفهم الخوف من الفتوى أو احساسهم بعظم المسألة إلى عدم القول في المسألة برأي و يقولون هذا أمر يحتاج إلى اجتهاد جماعي , و التورع في الفتوى شئ محمود , لكن لا أن يتقاعس عن الاجتهاد من هو قادر عليه بحجة الورع ! و ما هو الاجتهاد الجماعي إلا اجتهاد فردي يقوم به أفراد و يعرض على المجموع لعلهم يقدحوا أذهان بعض , فإذا ضعف الاجتهاد الفردي ضعف الاجتهاد الجماعي بالتبعية !
و لون آخر من الجبن هو أن يكون رأي العالم مخالفا لرأي المجمع فيترك رأيه بعد صدور الرأي من المجمع , ناسيا أن الله سيسأل كل عالم مجتهد عن ما أوصله له اجتهاده – لا عن ما وصل إليه اجتهاد الأخرين !
3-    الارهاب الفكري
رغم أن غالبية القرارات الصادرة عن المجامع الفقهية تصدر بغالبية الآراء لا باجماع الآراء , إلا أنه ما أن يصدر القرار حتى يتم تشديد النكير على المخالفين فيما يشبه تكميم الأفواه , كأن الرأي الصادر هو عنوان الحقيقة – و هذا ليس صحيحا فأقصى ما يمكن أن يقال أن رأي المجامع هو الأقرب للحق لكن الجزم بأن المجامع مصيبة في كل صدر عنها من قرارات أو آراء مجازفة و خطأ – و أصبح الحال : لا صوت يعلو فوق صوت المجامع الفقهية !
4-    ادعاء الاجماع أي تحويل رأي الغالبية إلى اجماع
الاجماع الفقهي أصل معروف و له قيمته في اصول الفقه و الغالبية العظمى من الفقهاء يرون عدم جوزا مخالفة الاجماع , لكن الملاحظ أن العلماء المعاصرين يتعاملون مع آراء المجامع الفقهية على أنها اجماع فقهي و كذلك ينكرون على المخالفين كأن آراء المجامع أصبحت اجماع و أقصى ما يمكن أن يقال هو أنها تشابه رأي الجمهور , أما أن نساويها بالاجماع الفقهي فهذا غلو و مبالغة مذمومة , فالنقاش يجب أن يكون نقاش ادلة , و ما يلزم العامة لا يلزم الفقيه المجتهد , و لا يصح ان نحول آراء المجامع الفقهية لسيف مصلت على رقاب العلماء , فالدقة هي جزء من مراعاة الحق
5-    الانتقائية في المجامع
هذه النقطة متعلقة بتشكيل المجمع الفقهي و تركيبة أعضاءه الذين يقومون بالتصويت
* تلاحظ وجود أعضاء – و إن كانوا على درجة عالية من العلم – إلا أنهم يعدون من المحسوبين على رئيس المجمع و يعتبرون من تلامذته و مريديه – اي لا يستطيعون أن يخالفوا رأيه و خصوصا في أثناء التصويت – و هذا عمليا يصب في أن يصبح رئيس المجمع له أصوات عديدة ! و يصبح المجمع مجمع المقلدين لا مجمع المجتهدين !
* نقطة أخرى تلاحظ أنه أحيانا كثيرة تكون نسبة الحضور من الأعضاء متدنية , و هذا يقلل من فوائد أسلوب المجمع الفقهي , و يجعل آراء تصدر عن المجمع رغم أن المشاركين فعليا عدد قليل
* و نقطة أخرى هي تركيبة أعضاء المجامع الفقهية التي تضم تخصصات متعددة منها اللغة و منها الطب و منها الاقتصاد و منها العقيدة , و كل هؤلاء و وجودهم ضروري لاثراء آلية الاجتهاد الجماعي , لكن أن يكون لهم أصوات مساوية لأصوات الفقهاء – و هو ما يحدث بالفعل – فهذا أمر غير صحيح , فالمفروض أن يشترك الجميع في النقاشات و تقديم الأبحاث , إلا أنه عند التصويت في المسائل الفقهية يكون التصويت فقط لمن تخصصه الدقيق الفقه أو الفقه المقارن أو الشريعة أو الحديث النبوى – باختصار أهل الفقه و أهل الحديث فقط – إلأا أن يكون عالما موسوعيا – و هم قليل -
* و أيضا من هناك فريق العلماء المذهبيين أي الذي يتبنى رأي مذهبه أيا كان , فهذا صوته مضلل لأننا لسنا في معرض ترجيح مذهب على آخر , لكننا نريد أن نصل بين الآراء على أساس الدليل لا المذهب – فعلى من يحضر أن يكون متحررا من الرأي المذهبي إلا ما وافق الدليل و إلا فمكانه ليس في المجامع الفقهية
6-    محاربة المجتهد الحقيقي كما حدث مع ابن تيمية و ابن حزم
لا بد أن نأخذ من التاريخ عظة و عبرة , فهذا من سنن الله , و تلاحظ تاريخيا أن الكثير من الأئمة المجتهدين تمت محاربتهم من الغالبية من علماء عصرهم , ثم تم تبني آراء هؤلاء الأئمة بعد وفاتهم , فعلينا ألا نقع في اخطاء من سبقونا , فعلينا أن نوفر للمجتهد الحقيقي البيئة المناسبة ليصدع برأيه , و ألا نتخذ المجامع الفقهية منابر لمحاربة المجتهد الحقيقي , لا أن نحاربه في حياته و نرجع فنأخذ بآراءه بعد وفاته و نكون ضيعنا عشرات السنين في التعصب
7-    إذا لم تؤخذ المحاذير السابقة في الاعتبار يخشى أن تشابه المجامع الفقهية في السلوك المجامع الكنسية مثل مجمع نيقية الشهير و العياذ بالله – و الحذر مما وقع فيه اليهود و النصارى أمر شرعي – أي يتحول الدين لكهنوت , و تصدر قرارات الحرمان لمن يخالف رأي المجمع ! دون النظر لرأي المخالف إن كان معتبرا أم لا , و و دون النظر لدرجة علم المخالف و خصوصا إن كان في درجة الاجتهاد

و يمكن أن نوجز ما سبق بوجوب أخذ الحيطة و الحذر و اتخاذ الفاعليات التي تحمي الاجتهاد الفردي – الذي هو المنبع الأصلي للاجتهاد – من طغيان الاجتهاد الجماعي , و منع المجامع الفقهية من التحول إلى أداة لنصرة رأي معين في مواجهة آراء أخرى معتبرة , و كذلك التدقيق في تشكيل و طريقة اتخاذ القرارات في المجامع الفقهية , و العمل على تشجيع الاجتهاد الفردي الذي بدوره سينعش الاجتهاد الجماعي و يرتقي بآراءه , فيجب أن يكون شعار هذه المجامع :
» هذا رأينا وهذا أقصى ما وصلنا اليه فمن جاءنا بأحسن منه قبلناه «

تابعونا على تويتر

Translate