الأحد، 1 نوفمبر 2015

علامات في طريق التفسير



بسم الله الكبير المتعال الهادي لما اختلف فيه من الحق
لك الحمد ربنا أن أنزلت علينا القرآن الهادي لما هو أقوم !
والصلاة والسلام على من أنزل الله القرآن على قلبه وأجراه على لسانه !

لطالما كان فهم القرآن غاية من أهم الغايات التي يسعى لها المؤمن ومن ثم كان طلب تفسيره من أهم ما يشتغل به

فلما بدأت في رحلة التفسير ظهر لي بعض الملاحظات التي لم أتوقعها و لم أٌقف على أحد نبه إليها من قبل فآثرت نشرها لتعم الفائدة :

 
* مهما كان معنى الآية واضحا فإن دراستها و تأملها و التوقف عندها في ضوء سياق الآيات ينتج فهما أعمق وأدق وهذا واحد من خصائص هذا القرآن

*أفضل أنواع الفهوم للآيات  هو ما كان في ضوء السورة ككل و ما كان في ضوء القرآن كله !

* عادة ما يكون للآية نظير في سورة أخرى - وهذا يمكننا أكثر من الفهم الأدق لمتشابه الآيات

* المعرفة الكبيرة بالسنة النبوية أقوالا و أفعالا تيسر كثيرا فهم غالبية الآيات وتقلل مساحة المتشابه أو الغامض

* عمليا لا يمكن الاقتصار على المرويات الصحيحة السند في أثناء رحلة التفسير - وهذا هو فعل الأئمة

* أسباب النزول أغلبها خادع , فمنها ما هو فقط مصاحب للنزول و شتان بين المصاحبة والسبب , ومنها ما يكون فقط مشابه للجو النفسي للواقعة أو الحدث التاريخي , فيحدث اللبس و هذا شيء دقيق ومتعب و لا يلاحظه إلا من يعرف الأحداث مدنيها و مكيها و كذلك يتطلب كشفها معرفة مرهقة وجيدة بتوقيت نزول السورة

* المعرفة اللغوية القوية لا تساهم في الفهم الصحيح أو الترجيح إلا بنسبة تقترب من الثلث , وعلى عكس المشهور من أن المعرفة القوية باللغة العربية (معرفة المتخصصين في اللغة) هي مفتاح التفسير فإن تفاسير اللغويين ليست هي أبرز أو أشهر التفاسير بل ونسبة كبيرة من تفسيراتهم تذهب بعيدا عن المعنى المقصود أو الأمثل

* ما قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتفسيره مباشرة - قليل للغاية

* يحتاج تفسير الآيات إلى كثير من التذوق اللغوي - الحس -

* كثير من تفسير الصحابة و التابعين لألفاظ القرآن الكريم يكون بالمعنى المقصود وأحيانا يكون بالترادف أو المعنى المقارب وهذا قلل كثيرا من الالتفات للدقة القرآنية الفائقة
* عن تجربة فإن الاستخدام اللغوي للفظ في السياق القرآني أهم و أدق من المعنى المجرد للفظة أو المفردة في اللغة العربية
*وبما ان القرآن نزل بلغة العرب و كذلك أنه أنزل للبشر , فإن اللفظة الواحدة قد يكون لها أكثر من معنى , والعبرة بالسياق , وبعبارة أصرح فإنه لا يشترط للفظة الواحدة أن يكون معناها واحدا أينما ذكرت في القرآن الكريم
ويجب أن نتذكر أن كلمات العربية كانت غير منقوطة وتفهم الكلمة من السياق ! هذا هو الأصل !

* لابد من الاهتمام ببنية السورة ككل و ما توجهه من رسالة جامعة لا مجرد التركيز على الآيات منفردة

* لابد من إعطاء الحروف - الزائدة - و التقديم و التأخير و الحذف أهمية أكبر عند التفكر و النظر في معاني الآيات

* عن تجربة توجد معاني قرآنية لا تنكشف للفرد إلا بسماع التلاوة و تكرارها عشرات المرات , و منها ما لا يظهر لك إلا بأن تردد الآيات بلسانك و تكررها كثيرا , و منها ما لا يظهر إلا بالنظر في الآيات و هي مكتوبة و سبحان الله رب العالمين

* إن أهمية التواضع وأنت في رحلة فهم القرآن تتساوى أو تزيد عن أهمية المعرفة اللغوية , فالتواضع يجلب توفيق الله عز وجل -ويرفع الحكمة كما في الحديث

* الاستغفار و التسبيح أحد الوسائل الفعالة لجلب التوفيق الرباني في فهم ما استغلق فهمه من آي الذكر الحكيم

* التجرد من الفهوم السابقة ومن تأثير الثقافات هو أصل في الفهم الصحيح , وتترك الآيات توجهك , فاخلع نعليك قبل الدخول !

* الدعاء و التضرع إلى الله أن يرزقك الفهم والسداد ويجنبك الزلل

* كلما اقترب العبد من ربه فتح الله عليه بدقائق الفهوم و جعله يتذوق حلاوة القرآن و ما فيها من الحكمة

* التأني و عدم العجلة و استعجال الفهم و استباق النتائج, واعلم أخي المسلم أنه لن يستطيع بشر أن يحيط بالقرآن فهما - مهما بلغ - فإنك لن تخرق الأرض و لن تبلغ الجبال طولا

* الفهم رزق من الله ويجلب بنفس وسائل جلب الرزق وكذلك الله يرزق من يشاء

*الحياة ومجرياتها وتجاربها تجذب أنظارنا إلى معان في الآيات لم نكن ملتفتين إليها من قبل , وتجعلنا نوقن بارتباط القرآن الوثيق بحياتنا المعاشة , وأننا لو كنا تأملنا القرآن وآياته وتدبرناها لنجونا من كثير من العثرات و لتجنبنا كثيرا من الألم لكن الحمد لله على نعمة الفهم بعد الجهل
 
خواطر عن ترتيب النزول :

قمت بمحاولة جدية مبدئية لمعرفة ترتيب نزول "السور" وخرجت بعد هذه المحاولة ببعض الانطباعات :

* لا نستطيع أن نعتمد على صحة السند كدليل - وحيد - لترتيب النزول - كمثال كثيرا ما ينسب لابن عباس -رضي الله عنه- القول و ضده و يكون الصواب مع الأضعف سنداً !
وهنا تأكد لي أن رحلة التفسير مختلفة عن رحلة الفقه !

* كثيرا ما نواجه حالات سورة مكية و يكون هناك أقوال بأن آيات منها نزل بالمدينة - وينسب هذا بالسند الصحيح لتابعي أو صحابي - فلو فرضنا صحة وقوع هذا الادعاء فإنه لا مفر من الجزم بأن القرآن تم جمعه كاملا في حياة الرسول ! صلى الله عليه وسلم , لأنه من العسير أن تقول للحافظ أضف إلى حفظك آيات كذا في داخل السورة - وفي سور كثيرة
والاحتمال الآخر هو أن هذه الآيات - جوها نفسي موافق لوقائع حدثت بالمدينة لا أكثر و ظن الظانون أنها نزلت بها للتشابه الشديد , وهو ما أرجحه , بعبارة أصرح الأصل عندي أن السور المكية تكون نزلت كل آياتها بمكة دون أن نستثني منها آيات

* الوصول لترتيب نزول كامل و دقيق لسور القرآن الكريم أقرب للمستحيل لكن لا مانع من المحاولة الجادة للوصول إلى تصور تقريبي

* عند التأمل المبدئي لماذا جعل الله عز وجل ترتيب النزول خافيا . نجد السبب لكي نتعامل مع القرآن ككل ولا ننسخ (نعطل منه أشياء بدعوى النسخ) منه شيء - بدعوى أن هذا نزل قبل ذاك أو  بعده , فالقرآن نزل ليعمل به كله
كمثال قوي فإن العلماء مجمعين على أن الإذن بالقتال كان بالمدينة ! لكن نجد أن من أوائل ما نزل سورة المزمل مذكور فيها القتال ! لنعلم ونتيقن أن أول القرآن موصول بآخره ! (التجهيز النفسي للقتال كان يتم من أول سنة !!!)

اللهم ثبت أقدامنا واهدنا سبلنا و نور أبصارنا واجعلنا من حملة لواءك وناشري دعوتك والحمد لله رب العالمين

 

الثلاثاء، 3 فبراير 2015

ملخص النفاق


بسم الله الهادي إلى سواء السبيل و الصلاة و السلام على رسوله البشير النذير


هذا ملخص لموضوع الكلام عنه قليل - رغم انتشاره الشديد في المسلمين - حتى احترق به جم غفير منهم ألا و هو موضوع النفاق - وفضلت أن يكون مُركزاً قصيرا مختصرا - حتى يسهل الانتفاع به - إلى أن يتيسر كتابة بحث مطول نستفرغ فيه الوسع , و أرجو أن ييسر الله الإنتفاع به وأن يأْجُر قارئه و كاتبه و ناشره و ناقله
وهو كلام أُذكر به نفسي قبل أخواني
وسيكون الكلام – بإذن الله – في صورة نقاط ترسم في مجملها صورة متكاملة عن النفاق و طبيعته

خطورة النفاق
النفاق هو الخطر الأعظم الذي يجب أن يخشاه المسلم (أو المؤمن) بعد الشرك بالله 1, ويقع المسلمون في خطأ عظيم عندما يظنون أن النفاق فقط هو النفاق الأكبر و هو "ابطان الكفر و اظهار الإسلام" , في حين أن النفاق درجات 2  , و شعب كثيرة 3 , حتى قيل أنه لا يامن النفاق إلا منافق 4 ! , فعلى المسلم الحذر الدائم منه , ولن يتحقق هذا الحذر إلا بمعرفة النقاط المتعلقة بالنفاق – التي سنبينها بإذن الله في هذا الموضوع – والعمل على تلافيها و تنقية النفس منها , و كلما وُجدت نقطة منها في نفسه فعنده شئ من النفاق ثم أكثر فأكثر , فالنفاق ينازع الإيمان في داخل قلب المسلم فكلما كثر النفاق قلت بالتبعية مساحة الإيمان في القلب 5


الكذب
وهي الخصلة التي بدأ بها النبي – صلى الله عليه و سلم – الحديث الشهير عن النفاق 2 , وهي أصل من أهم أصول النفاق و بذرة من أهم بذوره , فكلما كثر كذب الفرد كلما كان أكثر عرضة للإصابة بالنفاق , والكذب يهدي إلى الفجور 6 , واستسهال الكذب لأدنى مصلحة دليل على غياب خشية الله من النفس , ويصل الأمر أحيانا إلى احتراف الكذب و التفنن فيه والتمتع بممارسته , فهو ينتشي في داخله بنجاحه في خداع الناس

الانتقائية في الدين
تبدأ بممارسة السهل من الدين و ترك ما يصعب عليه – دون محاولة جدية لتنفيذ هذا الصعب - , ثم ينتقل لمرحلة أخطر وأكبر وهي كره أجزاء معينة الدين (أو الضيق أو التأفف) وأن هذه الأجزاء ليست لزماننا – أو ليست له شخصياً , وقد تأخذ صورة أن هذا ليس من الدين أو هذا جمود و جهل من الشيوخ – وهو لا يكاد يعرف كيف يصلي , ولا يستطيع التفرقة بين الآية والحديث النبوي إذا عُرِضا عليه ! (أي أنه يقول ذلك عن جهل أو علم سطحي لمجرد ان هذا لا يوافق هواه)
أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ٱلْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ 7


عدم اتباعه واكتراثه لسنة النبي – صلى الله عليه وسلم –
لا يهتم بتعلمها أو يقترب منها , وإذا سمع حديثاً نبوياً لا يعطيه سمعه وقلبه , ويدعي حب النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو لا يعرف بماذا أمر أو عن ماذا نهى !

فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ8

، عن أم المؤمنين عائشة ، قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما أظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا شيئا " قال الليث بن سعد : " كانا رجلين من المنافقين "  صحيح البخاري


المرجعية للنفس - الهوى - لا للشرع 
إذا ثارت قضية خلافية أو مسألة هامة فإنه لا يهتم أن يعرف أو يسأل – ناهيك أن يتبع – عن حكم الله فيها 9 , وهل ذُكر في هذا الأمر آية من كتاب الله محكمة أو حديث صحيح أم لا , فيسارع إلى تحكيم عقله – وهواه – فإن أصاب الحق فبمحض المصادفة , عقله مبني على كل شئ (من خبرات حياتية و ميديا غربية) إلا الشرع الحنيف , فيترك عقله ليؤثر فيه كل من هب و دب و يصم أذنيه عن سماع حكم الدين في هذا الأمر , وإن استمع فوجد ما يخالف رأيه – وهواه - فهو متحفز للهجوم على العلماء , فهو يريد أن يكيفَ العلماءُ الدينَ وفقا لهواه و ما أداه إليه عقله
وكثير منهم يمشي مع الرائج


تفضيل المصالح الشخصية على الدين 
لا يصطدم حكم شرعي مع مصلحة له إلا اتبع مصلحته – الشخصية – كبرت أم صغرت – فهو لا يتبع من الدين إلا ما لا يصادم مصالحه 10
فمثلا يسارع إلى اعطاء الرشوة و المعاملات المالية المحرمة وبخس الناس أشيائهم , ولا يهتم أن يعرف ما هو مباح و ما هو محرم في معاملاته الدنيوية
و كلمة "شُبهة" لا تخطر له على بال إلا إذا كان يقصد أنها ليس محرمة تحريماً صريحاً فيقدم عليها !


سريرته غير علانيته - الرياء - و انتهاك محارم الله في السر و العلن
يمارس العبادات 11 التي أمام الناس , لا يمارس العبادات في السر – إلا أن يمارسها ثم يقول للناس أنا أفعل كذا , فيتصدق في السر و يخرج ليقول أنا أتصدق في السر ! و يصلي قيام الليل – إن صلى – ويقول للناس أنا لا أترك قيام الليل !
ويقع في المعاصي و لا تحدثه نفسه بالتوبة  – فهو مطمئن أو لنقل مغتر – بستر الله عليه
والفرق بين المؤمن العاصي و بين من في قلبه نفاق أن المؤمن دائما ما يؤنب نفسه بعد الوقوع في المعصية  و يستغفر و يطلب من الله العون على ترك المعصية , أما المنافق فلا ينتابه هذا الشعور إلا بشكل ضئيل .
هل يعصي المنافق ربه في العلن ؟
المنافق دائما ما يخشلى على صورته أمام الناس , فإن وجد أن هذه الصورة لن تهتز بممارسة المعصية في العلن فهو يفعلها دون كثير تردد 12 , فمثلا إن سافر إلى بلد أجنبية لا يعرفه فيها أحد فهو يستسلم للمعصية – العلنية – بل ويجري ورائها خوفاً أن تفوته , وهذه خصلة أخرى من خصال النفاق و هي الحزن على فوات المعصية و عدم الحزن على فوات الطاعة.
ولا حول ولا قوة إلا بالله

غارق في الشهوات والملذات واللهو 13
يتتبع صنوف المتع و يجدّ في طلبها وإن فاته نوع منها يظن نفسه أنه محروم

مزهو بنفسه 14
يظن نفسه أنه ذا شأن و يفرح بالمدح جدا و يغضب من النصح و يظنه ذماً أو حسداً

يفرح بقوة و يحزن بشدة 15 – في الأمور الدنيوية – وهي من علامات ضعف الإيمان – في صورة نقص حاد في اليقين والصبر و الإيمان بالقدر خيره وشره

منحاز لجماعته أو لنفسه أو لبلده أو لقبيلته يدافع عنها بالحق و الباطل , فهو يتبعهم اتباعاً أعمىً , ويكثر من السخرية والاستهزاء بالأخرين – ويكون هو البادئ لا رداً – أو يرد لكن بشكل أكبر من فُعل به
"انصر أخاك" 16
"إذا خاصم فجر" 2


التلعق الشديد بالأسباب - حتى يصل لمرحلة انما أوتيته على علم عندي 17 , - أنطعم من لو يشاء الله أطعمه  18
فهو واثق تمام الثقة أنه متى استوفى الأسباب فالنتيجة حتمية , والنجاح حليفه لأنه يأخذ بالأسباب , وغيره يفشل لأنه لا يأخذ بالأسباب , ومن أراد أن ينجح مثله فما عليه إلا أن يتبع خطواته

العبادات عنده جزء من الوجاهة والتفاخر- واعلاء المكانة فهو يمارسها فقط خوفا و طمعا - خوفا من لوم الناس و نظرتهم و طمعا في علو المكانة و مدح الناس

لا يتخذ الشيطان عدواً 19
فهو لا يفكر في الشيطان و لا يستعيذ بالله منه , ولا يخطر له على بال


 من أهم البذور - معرفة الحق أو الصواب و الاعراض عنه
مثل أنه يعرف الفتوى الصحيحة و يأخذ بفتوى آخرى توافق هواه و يزعم بلسانه أن الحق في التي توافق هواه
أو أن فلان هو الأصلح للمنصب الفلاني فيقول أن الآخر هو الأصلح
فهو لا يكاد يشهد بالحق إلا لو وافق مصلحته أو هواه
فيوشك الله أن يغضب عليه فينزع منه نعمة رؤية الحق

الجدال بالباطل
يعرف الحق و يجادل عن الباطل , و يستطيع دون مجهود أن يبدل ما كان يدافع عنه ليدافع عن الجهة الأخرى طالما تبدلت مصلحته , وفي كل الأحوال تجده مجادلا قوياً ويزعم أنه يتكلم بالدليل لا عن هوى
ويهتم جدا بالدفاع عن صورته أكثر من الدفاع عن الحق

"وقلبوا لك الأمور" 20


يزين لنفسه الباطل فيلبسه لباس الحق - فهو لا يريد أن يعترف أبدا أنه مذنب أو مخطئ , فيسمي المعاصي بغير اسمها , و يعرض عن التفقه في الدين فهو لايريد أن يزيد على نفسه الأعباء , ويرى عمله مقبول و ذنبه مغفور
كثير التبرير و التحوير
حتى يخترع الكذبة و يصدقها , فينتقل لمرحل أخطر و هي أن الله يزين له أعماله - ويريه  الباطل حقا , لأنه أعرض ن الحق لما عرفه , فيسلبه الله عز وجل معرفة الحق 21 و يتركه ليغرق في الباطل - الذي يظنه حقا - !

و مخالفته للعهود و الوعود التي أقسم عليها - بداعي تغير الظروف و تبدل الحال - بل وتجده كثيرا ما ينكر هذه الوعود أصلا !  22

تغير معتقداته ومبادئه بتغير حاله – فليس عنده ثوابت – إلا مصلحته


و من أهم علاماته – أي المنافق - محبة غير المسلمين 23  و مودتهم أكثر من مودته و محبته للمؤمنين من المسلمين 
فأهل الشرك و المعاصي هم أصدقاؤه المقربون و أهل الايمان عنه مبعدون يتأفف منهم و يلومهم على أدنى شئ بعكس أحبابه يلتمس لهم الأعذار المقبول منها و غير المقبول , بدليل و بغير دليل
واذا نصح فإنه لا ينصح إلا غير المسلمين

الهزيمة النفسية أمام الأمم الأخرى
وهي متفاوتة فهناك هزيمة بسيطة و هناك أعلاها وهو التبني الكامل لما يقدمه الغرب لا يرون فيه أي اعوجاج فهو الحق الواجب اتباعه وعدم الحيود عنه
فهو يخجل أنه مسلم بل ويخجل من الإسلام نفسه لكنه بالطبع لا يملك الشجاعة الكافية للانفصال عنه علنياً

يهتم بالعبادات الشكلية - هذا إن اهتم بها أصلا - لكنه يمارسها دون أن تلمس قلبه أو تترك في أثرا - فهي فارغة  و غير مؤثرة في سلوكه و أخلاقه , و لا تزيده إلا اغترار بربه و يظن أن الجنة ثمنها قليل - تؤتى بأيسر السبل و أدنى مجهود

كراهيته الشديدة للجهاد و المجاهدين و لا يعترف بهم تحت أي ظرف أو حال , إلا في حال واحد وهي الدفاع عن "مصالحه" و "أصدقائه من غير المسلمين" و "أهل المعاصي من المسلمين وغير المسلمين" - فالمدافع عنهم هو "المجاهد حقا" – و "يفهم الدين بشكل  صحيح" – كما يزعم !
أما المدافع عن أرض سليبة أو حق مهدر أو حرمة تنتهك فهؤلاء حمقى أو خونة عملاء في عينه !
ولا يهتم بالمظلومين و الضعفاء , وإن حدث وشارك في القتال فعينه على المغانم لا على ثواب الله 24

لا يذكر الله إلا قليلا 25
فالدنيا تشغل قلبه  وعقله و وقته

الهداية و الضلال 26
لابد للفرد المسلم أن يعلم أنه عرضة لأن يصيبه الضلال – فهو ليس بمعصوم – ومتى ابتعد عن مصادر الهادية – القرآن والسنة – فإن الهداية ستفارقه و سيحل محلها الضلال , وأن الشيطان يترصد لابن آدم و يتحين الفرصة في وقت الضعف أو وقت الغفلة ليزين له الضلال – تدريجياً -
فلابد أن للمسلم أن يخشى الضلال وإلا سيقع فيه لا محالة

الهداية من الله
لولا فضل الله  الله عز وجل  و رحمته بتيسير  الهداية للعباد لهلكنا , فعلى العبد أن يمسك بحبل الهداية و لا يعرض عنه وإلا تركه الله لنفسه و للشيطان
فإن وجدت خيراً فاغتنمه و لا تؤخره , وإذا وجدت معصية فلا تستسلم لها دون مقاومة
واطلب من الله دائما الهداية و ألا يفتنك أو يضلك  27

غضب الله
يبدأ بعدم تسهيل الهداية حتى يبلغ أعلى درجة بتيسير الضلال 28
وإذا بلغ "الفرد" هذه الدرجة فلا حل إلا الفرار سريعاً إلى الله ويلقي الدنيا وراء ظهره وإلا غرقت به مركب الدنيا !

الأحاديث والآيات المستخدمة  - جزء هام من الموضوع - :
مرتبة حسب ورودها في داخل الموضوع

1  وقال ابن أبي مليكة (من التابعين) : " أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، كلهم يخاف النفاق على نفسه "– صحيح البخاري

عن جبير بن نفير ، قال : دخلت على أبي الدرداء (صحابي) منزله بحمص فإذا هو قائم يصلي في مسجده فلما جلس يتشهد فجعل يتعوذ بالله عز وجل من النفاق فلما انصرف قلت له : غفر الله لك يا أبا الدرداء ما أنت والنفاق ؟ ما شأنك وما شأن النفاق ؟ فقال : اللهم غفرا - ثلاثا - لا يأمن البلاء من يأمن البلاء والله إن الرجل ليفتن في ساعة واحدة فينقلب عن دينه *
صفة النفاق بسند موقوف صحيح

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أربع من كن فيه كان منافقا - أو كانت فيه خصلة من أربعة كانت فيه خصلة من النفاق - حتى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر " *
صحيح البخاري , صحيح مسلم


3  عن أبي أمامة الباهلي –رضي الله عنه - ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الحياء والعي شعبتان من الإيمان ، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق " * رواه أحمد في مسنده بسند صحيح

4 منقول ذلك عن الحسن البصري

5   قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " إن الإيمان يبدو لمظة بيضاء في القلب ، فكلما ازداد الإيمان عظما ازداد ذلك البياض ، فإذا استكمل الإيمان ابيض القلب كله ، وإن النفاق يبدو لمظة في القلب ، فكلما ازداد النفاق عظما ازداد ذلك سوادا ، فإذا استكمل النفاق اسود القلب كله ، وايم الله ، لو شققتم عن قلب مؤمن لوجدتموه أبيض ، ولو شققتم عن قلب منافق لوجدتموه أسود " . قال : " واللمظة هي الذوقة ، وهو أن يلمظ الإنسان بلسانه شيئا يسيرا : أي يتذوقه فكذلك القلب يدخل من الإيمان شيء يسير ، ثم يتسع فيه فيكثر " *
 شعب الإيمان للبيهقي بسند حسن

6   عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا . وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا " *
صحيح البخاري , صحيح مسلم

7  ثُمَّ أَنْتُمْ هَـٰؤُلاۤءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنْكُمْ مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِٱلإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ٱلْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ ٱلّعَذَابِ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ  سورة البقرة 85

8  فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً سورة النساء 65

9  وَأَنِ ٱحْكُم بَيْنَهُمْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَٱحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَاسِقُونَ
سورة المائدة 49

10  عن أبي هريرة –رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، يبيع دينه بعرض من الدنيا " * صحيح مسلم

11  وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلٰوةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ سورة التوبة 54

12  عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه -، قال : " إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون " * صحيح البخاري

13  فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِ فَسَوْفَ يَلْقَونَ غَيّاً سورة مريم 59

14   وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ ٱلْجِبَالَ طُولاً سورة الإسراء 37

15   وَلَئِنْ أَذَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ*وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَآءَ بَعْدَ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّئَاتُ عَنِّيۤ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ  سورة هود 9-10

16   عن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انصر أخاك ظالما أو مظلوما " فقال رجل : يا رسول الله ، أنصره إذا كان مظلوما ، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره ؟ قال : " تحجزه ، أو تمنعه ، من الظلم فإن ذلك نصره " صحيح البخاري

17   فَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ سورة الزمر 49

18   وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱلله قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ  سورة يس 47

19  إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُواْ حِزْبَهُ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ سورة فاطر 6

20  لَقَدِ ٱبْتَغَوُاْ ٱلْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ ٱلأُمُورَ حَتَّىٰ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ ٱللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ  سورة التوبة 48
21    وَلَوْ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ  سورة الأنفال 23

22   وَمِنْهُمْ مَّنْ عَاهَدَ ٱللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ*فَلَمَّآ آتَاهُمْ مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ*فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَآ أَخْلَفُواْ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ  سورة التوبة 75-77

23   فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِٱلْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ  سورة المائدة 52
24  عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من مات ولم يغز ، ولم يحدث نفسه بغزو ، مات على شعبة نفاق "
صحيح مسلم

25  إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوۤاْ إِلَى ٱلصَّلٰوةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً  سورة النساء 142
26  يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ   سورة إبراهيم 27
27  رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْوَهَّابُ  سورة آل عمران 8
28    يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَـٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَٱرْتَبْتُمْ وَغرَّتْكُمُ ٱلأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ سورة الحديد 14

الخلاصة :
النفاق مرض يصيب القلب – أجزاء منه - و ينمو في داخله تدريجياً حتى يتلف القلب كله , هذا إن لم يتم معالجته قبل فوات الآوان
وهو في جوهره انتشار للكذب و نقص في الصدق , فالمنافق يكذب على الأخرين و يكذب على نفسه و يكذب على الله !
وإذا تلف القلب كله وصلنا لمرحلة أنه" لا يعرف معروفا ، ولا ينكر منكرا ، إلا ما أشرب من هواه" منكوس القلب – أي مثل الوعاء الصدئ المقلوب لا يستطيع أن يحمل فيه الحق فتمر الآيات على أذنه ولا تتجاوزها إلى قلبه فلا تصنع في قلبه علماً أو تثير خشية


مناجاة
سبحان ربي خالق كل شئ و خالق الظلمات و النور و هو العالم بعباده و الخبير بأحوالهم , له الحمد على ما أنعم وله المنة بهداية من كتب له الهداية و نعوذ به سبحانه من أن نكون من الذين حقت عليهم كلمة العذاب , و نسأله دائما أن يخرجنا من الظلمات إلى النور و يهدينا إلى صراطه المستقيم و طريقه القويم وأن يجعل لنا نوراً

له الحمد في الأولى و الآخرة  اللطيف الخبير ,بفضله أرسل الرسل ليدل الناس عليه و ييسر لهم القرب منه و ليبين لهم ما يحذرون حتى لا يكون لمن ضل أدنى عذر

و الصلاة و السلام على رسول الله  - محمد بن عبد الله - البشير النذير و السراج المنير, والمبعوث رحمة للعالمين


الخميس، 8 يناير 2015

عزيز على نبيكم ما عنتم !


اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا  !

لا يفتننكم أهل الكتاب عن دينكم  !

أنيبوا إلى ربكم و استغفروه  !

اطلبوا إليه بالليل و النهار أن يهديكم  !

تعلموا الكبائر و انتهوا عنها  !

لا تلهكم الدنيا و لا تركنوا إليها  !

تبرئوا إلى الله من الظلم و الظالمين  !

اقرأوا كتاب ربكم بقلوبكم لا بألسنتكم ! و أطيعوا ما فيه تهتدوا  !

إياكم و الأئمة المضلون  !

الصلاة الصلاة الصلاة فهي رباط بينكم وبين ربكم  !

إخوانكم في الإسلام ما بين أسرى و جرحى و جوعى و عرايا و مذبوحين ! فلا تضيعوا وصية نبيكم فيهم  !

أمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر أمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر , وارفعوا السيف من بينكم وارفعوه على عدوكم  !

واصبروا على الحق حتى تلقوا نبيكم على الحوض

صلى الله عليه وسلم


تابعونا على تويتر

Translate