الأربعاء، 24 مارس 2010

حديث موسى عليه السلام و ملك الموت



صحيح البخاري  - كتاب أحاديث الأنبياء
 باب وفاة موسى وذكره بعد - حديث:‏3242‏
 حدثنا يحيى بن موسى ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : " أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام ، فلما جاءه صكه ، فرجع إلى ربه ، فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت ، قال : ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور ، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة ، قال : أي رب ، ثم ماذا ؟ قال : ثم الموت ، قال : فالآن ، قال : فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر ، قال أبو هريرة : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كنت ثم لأريتكم قبره ، إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر "

الصحيح هو هذه الرواية أي موقوف على أبي هريرة – فيكون مما سمعه من أهل الكتاب و الصحابة الذين عندهم علم مما عند أهل الكتاب مثل عبد الله بن عمرو بن العاص و عبد الله بن عباس و غيرهم

و الرواية المرفوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم خطأ ,  وهي في صحيح مسلم :

صحيح مسلم  - كتاب الفضائل
 باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم - حديث:‏4479‏
 حدثنا محمد بن رافع ، حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن همام بن منبه ، قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر أحاديث منها ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام . فقال له : أجب ربك قال فلطم موسى عليه السلام عين ملك الموت ففقأها ، قال فرجع الملك إلى الله تعالى فقال : إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت ، وقد فقأ عيني ، قال فرد الله إليه عينه وقال : ارجع إلى عبدي فقل : الحياة تريد ؟ فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور ، فما توارت يدك من شعرة ، فإنك تعيش بها سنة ، قال : ثم مه ؟ قال : ثم تموت ، قال : فالآن من قريب ، رب أمتني من الأرض المقدسة ، رمية بحجر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والله لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطريق ، عند الكثيب الأحمر " قال أبو إسحاق : حدثنا محمد بن يحيى ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، بمثل هذا الحديث *

و هناك متابعة باسناد مقبول تؤيد الوقف :
مسند أحمد بن حنبل  - ومن مسند بني هاشم
 مسند أبي هريرة رضي الله عنه - حديث:‏8432‏
 حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا أبو يونس ، عن أبي هريرة ، قال عبد الله بن أحمد : قال أبي : " لم يرفعه " ، قال : " جاء ملك الموت إلى موسى ، فقال : أجب ربك ، فلطم موسى عين ملك الموت ، ففقأها ، فرجع الملك إلى الله عز وجل ، فقال : إنك بعثتني إلى عبد لك لا يريد الموت ، وقد فقأ عيني ، قال : فرد الله إليه عينه ، وقال : ارجع إلى عبدي ، فقل له الحياة تريد ، فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور ، فما وارت يدك من شعره ، فإنك تعيش بها سنة ، قال : ثم مه ؟ قال : ثم الموت ، قال : فالآن يا رب من قريب " *

و يكفي ترجيح البخاري للرواية الموقوفة رغم علمه بالرواية المرفوعة و ذكرها استشهادا

هناك 5 تعليقات:

ben rawda يقول...

اخي ابو رشيد سعدت بقراءة ما توصلت به في مبحث حديث موسى وملك الموت
وحقيقة وصولك بأن الحديث موقوف على ابي هريرة ولا يصح رفعة في مخرج كبير من الإشكالات التي بالمتن ، فكما تعلم أن العلماء القدامى اوردوا هذه الإشكالات واوردا لها إجابات هي في نظري غير مقنعة بل فيها تكلف وبعد ،
وكما تعلم أن المعصرين اوردا لهذا الحديث العديد من الإشكالات وفي الحقيقة هي محيرة فعلا

اقول اخذت بما توصلت به من صحة وقف الحديث على ابي هريرة و وضعته في منتدى اهل الحديث لكي اقنع القوم هناك ،، لكن جأتني ردود قد تكون محتملة لذا سوف اضعها لك هنا ولكن اود واطلب منك إما تصحيحها او الرد عليها بما أفاء الله لك من العلم
وارجو ان يكون الإضاح بإسهاب وتفصيل
زادك الله من فضله وعلمه وفتح عليك من بركاته
اخوك بن روضه
ايميلي
benrawda@hotmail.com

هذه اجاباتهم :
هناك كثير من الأحاديث الموقوفة حكم عليها أهل العلم بأن لها حكم الرفع لأنها لا تقال بمجرد الرأي مثل هذا الحديث ، وفيه قول أبي هريرة : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كنت ثم لأريتكم قبره ، إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر " ، مما يدل على الرفع ، سيما وقد رواه مسلم مثله تماماً .
وأما روايةعبد الله بن أحمد : قال أبي : " لم يرفعه " ، فانظر في إسنادها ؟ أليس فيها ابن لهيعة ؟ الذي لم يرفعه .
ويقول ابن حجر : ( أورده البخاري موقوفا من طريق طاوس عنه ثم عقبة برواية همام عنه مرفوعا وهذا هو المشهور عن عبد الرزاق وقد رفع محمد بن يحيى عنه رواية طاوس )
وهما (الشيخان )روياه عن أبي هريرة بلفظين الأول الموقوف ( حديث لطم موسى ..) والحديث الثاني عن همام عن أبي هريرة مرفوعا وهو : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لو أني عنده لاريتكم قبره إلى جنب ...)
فقال الزين العراقي : " جمع الشيخان الحديثين في متن واحد" . وذلك لأن همام له نسخة عن أبي هريرة يروي منها الشيخان . فتنبه .
فالحديث يوجد فيه إشكال في الرفع وفي الوقف للمتوهم ! وسببه الاختلاف على عبد الرزاق . ولكن العلماء أزالوه .والحمد لله .
أما بالنسبة للمتن ؛ فإن شراح الحديث حاولوا رفع إشكاليات المتن الظاهرة للمتوهِم ، وإن كان فيها تكلف أحيانا فهذا هو الموجود ، والمنطق العلمي يقول نتوقف في فهمه حتى يظهر الله تعالى لنا ما يزيل هذا اللبس . والله تعالى أعلم .
ولا تفهم من هذا أنني أرد المتن ! فلا تبتتعد كثيرا ، ولكنني لم أقتنع تماما بما قاله الشراح ! فهناك فرق كبير بين رد الحديث متناً وبين عدم الاقتناع بأقوال الشراح !

بلوجاتي يقول...

أخي ben rawda

هذا هو الرد الذي وضعته في ملتقى أهل الحديث

الأخوة الكرام

سأعلق تعليقا طويلا على ما كتب فأرجو أن تتسع صدوركم :

أولا : الحديث به نكارة و كلنا يحس بذلك و لا يصرح به - فلا داعي للمكابرة و الانكار -

ملحوظة هامة : الكلام هنا هو في علم العلل - و الحكم فيه بالقرائن -

ثانيا : الكلام على رواية عبد الرزاق عن طاووس :

هناك من يرويها مرفوعة و هناك من يرويها موقوفة و الاختلاف فيها عن عبد الرزاق
فلابد إذن من محاولة الترجيح
فلننظر من رواها موقوفة ؟ :
رواها البخاري من طريقين : يحيى بن موسى , و محمود بن غيلان
رواها مسلم من طريقين : محمد بن رافع , و عبد بن حميد
رواها النسائي في المجتبى : عن محمد بن رافع
رواهاابن أبي عاصم في السنة : عن سلمة بن شبيب
رواها أحمد بن حنبل في مسنده مباشرة عن عبد الرزاق
رواها البيهقي في الأسماء و الصفات من طريق أحمد بن منصور الرمادي عن عبد الرزاق

فثبت يقينا أن هذه الرواية - رواية عبد الررزاق عن طاووس - موقوفة

من رواها مرفوعة ؟ :
ابن حبان في صحيحة من طريق إسحاق بن إبراهيم
الجامع لمعمر بن راشد
فثبت أن رفع هذا الحديث من هذا الطريق خطأ محض - لمخالفة الأكثرية الكاثرة من الثقات

ثالثا : ترجيح الأئمة - المستفاد من صنيعهم - للرواية الموقوفة من طريق طاووس عن الرواية المرفوعة من طريق همام

1- البخاري : ذكر الحديث مرتين , مرة : ذكر الرواية الموقوفة كاملة و عقبها بجملة "قال و أخبرنا معمر عن همام حدثنا أبو هرير عن النبي صلى الله عليه و سلم نحوه"
فتصديره للرواية الموقوفة ترجيح لها
و المرة الثانية في كتاب الجنائز من صحيحه , و روى الرواية الموقوفة فقط ! و هذا ترجيح آخر منه

2- النسائي في المجتبى - روى الرواية الموقوفة فقط

3- ابن أبي عاصم في السنة : بدأ بالرواية الموقوفة و ذكرها كاملة - و عقبها بإسناد رواية همام المرفوعة

و هؤلاء أئمة في العلل

و الأمام مسلم بدأ برواية طاووس و ذكرها كاملة و ثنى بروايه همام كاملة أيضا
فصنيعه يدل على أنه لم يرجح , لكنه حمل القارئ المسئولية براويته للروايتين , على أن تصديره لرواية طاووس يدل على أنها الأقوى سندا عنده

رابعا : المختبر لصحيفة همام بن منبه - يجد أن فيها روايات رواها مرفوعة و أوقفها غيره عن أبي هريرة , و لذلك هناك أحاديث كثيرة لم يروها البخاري من هذه الصحيفة - رغم أنه روى أغلبها -
أي أن الخطأ من همام في الرفع متكرر

خامسا : متى نعتبر انفراد الصحابي بحديث قرينة على الضعف ؟ عندما يكون الحديث به نكارة و مختلف في وقفه و رفعه - فيكون الترجيح هنا للوقف (أي صحيح موقوفا , ضعيف مرفوعا)

بلوجاتي يقول...

البقية ...

سادسا : قبل أن أذكر من روى الحديث مرفوعا غير همام , علينا أن نتخيل أبي هريرة رضي الله عنه جالس في مجلسه يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - فمثله مثل أي محدث يجري الكلام على لسانه فإنه قد يدخل في أثناء تحديثه كلاما من كلامه أو شرحا من عنده و يعرف ذلك تلاميذه من نبرة الصوت و الالتفات , فيلتفت لذلك التلميذ الفطن , و يحسبه من هو أقل من ذلك من جملة حديثه عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم -

سابعا : من رواه موقوفا

أبو يونس (ثقة) عن أبي هريرة - في مسند أحمد - من طريق عبد الله بن لهيعة من روايه حسن بن موسى عنه فهو يضاهي رواية عبد الله بن وهب عنه
و إيراد الأمام أحمد لهذه الرواية يقوي من شأنها - لأنه كان يستطيع رواية أحاديث عبد الله بن لهيعة بأكثر مما فعل أضعافا مضاعفة - فيدل على أنه كان ينتقي منها

و البخاري رحمه الله كان يكثر من تعليل الأحاديث اعتمادا على رواية لعبد الله بن لهيعة و هذا كثير منه كما في العلل الكبير للترمذي - مثال حديث الوضوء من مس الفرج لأم المؤمنين حبيبة -
و كذلك أبو حاتم في العلل كثيرا نجده يضعف رواية بناءا على رواية عبد الله بن لهيعة - رغم أنه شديد الحمل عليه -
فاعلال رواية همام اعتمادا على رواية عبد الله بن لهيعة فقط - هو فعل أئمة العلل الكبار - فما بالنا إذا كان معنا طاووس !

ثامنا : من رواه مرفوعا

1- همام بن منبه و قد تكلمنا على حال روايته
2- عمار بن أبي عمار
و هو عندي صدوق - يرتقي حديثه للصحه عند أدنى متابعة -

رواه عن عمار :

* حماد بن سلمة بالعنعنة في مسند أحمد "أمية بن خالد و يونس بن محمد المؤدب عن حماد"

و بالتصريح بالتحديث بينه و بين عمار كذلك في مسند أحمد رواه مؤمل عن حماد , و مؤمل صدوق سئ الحفظ

و رواه عن حماد أيضا مصرحا بالتحديث علي بن حمشاذ العدل في المستدرك للحاكم

و رواه عن حماد بعنعنة حماد مصعب بم المقدام - صدوق - كما في تاريخ الطبري

و رواه بسند صحيح إلى حماد بن سلمة في كشف الأستار لكن [U]جعل بين حماد و عمار "علي بن زيد "[/U] و علي هذا ضعيف غير ثقة (اختبرت أحاديثه بنفسي)

* علي بن زيد كما سبق
قلت : رواية علي بن زيد السالفة الذكر تعل رواية حماد

* يونس بن عبيد كما في تاريخ ابن عساكر بسند ضعيف و فيه "نا يونس بن عبيد عن عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة قال :[U] أحسبه رفعه[/U] : أن ملك الموت"
قلت : هذه الرواية تعل رواية عمار

3- حبيب بن سالم الأنصاري - مختلف فيه -
وثقه أبو حاتم الرازي و أبو داود
و قال ابن حجر لا بأس به , و البخاري : فيه نظر , و وضعه العقيلي في الضعفاء
فلو توسطنا لقلنا صدوق

رواية حبيب مذكورة في فوائد أبي عبد الله النعالي و في بحر الفوائد للكلاباذي

قلت : اجمالا فمخالفة همام و حبيب لمن هما أوثق منهما و هما طاووس و أبي يونس , تجعل الرفع محكوم عليه بالشذوذ

بلوجاتي يقول...

البقية ...

تاسعا : أن الخطأ في الرفع أيسر في الحدوث - إذ اللسان يجري به - من الخطأ في الوقف

عاشرا : وجدت في تاريخ ابن عساكر رواية همام من طريقين الأولى الطهراني عن عبد الرزاق , و الثانية أحمد بن حنبل عن عبد الرزاق
وليس فيها جمل "فلطم موسى عين ملك الموت" , "و قد فقأ عيني " , فرد الله عينه "
فنظرت صنيع الحذف هذا ممن ؟ , فوجدته من شيخ ابن عساكر : أبو محمد بن الأكفاني (ثقة حافظ)
لأن شيخ الأكفاني وهو الحنائي قد رواها كاملة في "السابع من فوائد الحنائي"

و حذف أجزاء من الرواية الصحيحة - لداعي النكارة - هو صنيع البخاري في صحيحه , و الأمام أحمد في مسنده

و النكارة جزء من علم الحديث و ليست خارجة عليه

حادي عشر : قرينة على دقة طاووس في أن الجزء الذي رفعه من الحديث "الكثيب الأحمر" له شاهد من حديث أنس :
أتيت - وفي رواية هداب : مررت - على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر . وهو قائم يصلي في قبره
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2375
خلاصة حكم المحدث: صحيح

ثاني عشر : موضوع أن ذلك مما لا يقال بالرأي و أن له حكم الرفع , فقد ناقش تلك القاعدة ابن حزم و أسهب فيها و عارضها- و أحسن الاستدلال - , و رأيي الشخصي أن هذه القاعدة لا يجب التوسع فيها بل يجب استخدامها بحذر شديد

ثالث عشر : رواية الحسن البصري
في صحيح بن حبان و جامع معمر بن راشد : " قال معمر و أخبرني من سمع الحسن يحدث عن رسول الله صصص مثله "

و رغم وهاء السند فخشيت أن يظن ظان أن ذلك شاهد مرفوع فبحث عن رواية الحسن فلم أجدها ثم وجدت رواية في تاريخ ابن عساكر و غالب الظن أنها هي :

تاريخ ابن عساكر :
أنبأنا أبو الوحش سبيع بن المسلم (ثقة) وأبو تراب حيدرة بن أحمد (مجهول) قالا نا أبو بكر الخطيب (ثقة) أنا ابن رزقويه (ثقة) أنا ابن سندي (أحمد بن سندي بن الحسن بن بحر الحداد أبو بكر، من أهل بغداد، كان ثقة صدوقاً خيراً) أنا الحسن بن علي (ابن علوية القطان ثقة) نا إسماعيل بن عيسى (ثقة) نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر (متهم بالكذب) عن جويبر (هو بن سعيد البلخي ضعيف) عن أبي سهل (هو كثير بن زياد ثقة من أكابر أصحاب الحسن , ومن تلاميذه معمر بن راشد) عن الحسن أنه قال :
"إن موسى لما حضره الوفاة كان جالسا يقضي بين بني إسرائيل إذ نظر إلى رجل بينهم أنكره فاشرأب مكانه فلما رآه قام فدخل على أمه حبورا فقالت له يا بني إن هذه الساعة ما كنت تقومها فما الذي أعجلك وكان نبي الله موسى إذا رأى شيئا من بني إسرائيل يكرهه دخل على أمه فأخبرها فقالت هل رأيت شيئا من بني إسرائيل تكرهه قال لا ولكن رأيت رجلا أنكرته فجعلت أنظر إليه فأراه على حاله فقمت فقالت وما الذي ظننت قال ملك الموت جاءني يقبضني فقالت يا بني أفلا حققت ذلك قال ما فعلت قال فخرج موسى فوجده على بابه فقال من أنت يا عبد الله قال أنا ملك الموت بعثت إليك لأقبض روحك وأمرت بطاعتك في نفسك فقال فهل تراجع الله في قال نعم إن شئت قال ثم مه قال ثم الموت"

كما نرى المتن مستقيم جدا - و ليس به أي نكارة أو تلميح لمقاومة ملك الموت

الخلاصة : أن الرفع شاذ , و يضاف إليه نكارة مقاومة و فقء عين ملك الموت

بلوجاتي يقول...

هذا استكمال لما كتبته في ملتقى أهل الحديث :


الأخ محمد أبو عبده

جزاك الله خيرا على سؤالك - فقد جعلني التفت لأشياء تعزز ما أقول به -

و سأقسم الإجابة على سؤالك إلى قسمين , الأول بخصوص لفظة "فقال رسول الله" صصص

و الثاني بخصوص نكارة "متن" فقء العين , مع الملاحظة أني لم أقل أن متن مسلم شاذ بل قلت أن الرفع شاذ أما متن فقء العين فهو "منكر"

القسم الأول : رواية طاووس رويت عن عبد الرزاق بلفظ " قال رسول الله" صصص , و هناك من رواها بلفظ " فقال رسول الله" صصص

1- من عنده بلفظ "قال"

صحيح البخاري - كتاب الجنائز - نسخة برنامج جوامع الكلم و اسلام ويب
سنن النسائي الصغرى - نسخة جوامع الكلم
السنة لابن أبي عاصم - نسخة جوامع الكلم

2- من عنده بلفظ "فقال"

صحيح البخاري - كتاب أحاديث الأنبياء - نسخة برنامج جوامع الكلم , و نسخة برنامج جامع الحديث النبوي , و اسلام ويب
صحيح مسلم - نسخة جوامع الكلم
مسند الأمام أحمد - نسخة جوامع الكلم
الجامع لمعمر بن راشد - نسخة جوامع الكلم
الأسماء و الصفات للبيهقي - نسخة جوامع الكلم

قلت : أرى ميلا نحو لفظة "فقال"
و سأتكلم عن الحالتين :
الأولى : لفظة "قال" لا يوجد بها إشكال , فيكون الكلام الأول موقوفا و عندما بدأت الرواية المرفوعة بدأها بلفظة "قال"
الثانية : يمكن أن تكون هنا الفاء خطأ أو سهو من سرعة السرد و الحكي
أو لاستئناف الكلام
و على فرض أن الرواية دقيقة لهذه الدرجة لدرجة أنها لم يزد و لم ينقص فيها حرف , فإن الأولى أن يقال أن طاووس لم يذكر "قال رسول الله" صصص في أول الرواية فهو متعمد و يقظ - فايمانك بدقة اللفظ يؤيد الوقف بشدة -
أن يكون المعنى : فقال رسول الله صصص عن موضع قبره كذا و كذا
على أنه يوجد وسيلة أخرى للتوضيح و الترجيح , و هي أن رواية الكثيب الأحمر وردت في حديث أنس ررر المذكور سابقا في حديث واقعة الإسراء , فيكون ذكر أبي هريرة ررر لحديث مكان قبر موسى عليه السلام كنوع من ذكر الشئ بالشئ لا أن الرسول صصص قال الحديث بطوله من أول القصة إلى أخرها

و الله أعلى و أعلم

القسم الثاني :

لنذكر أولا رواية عبد الرزاق عن طاووس كاملة :

صحيح مسلم
وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد قال عبد أخبرنا وقال ابن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام [U]فلما جاءه صكه ففقأ عينه[/U] فرجع إلى ربه فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت قال [U]فرد الله إليه عينه[/U] وقال ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة قال أي رب ثم مه قال ثم الموت قال فالآن فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر

و الرواية بهذا اللفظ متطابقة في كل الرويات عن عبد الرزاق في كل الكتب و المصنفات - السابق ذكرها - عدا صحيح البخاري !

لنرى صنيع البخاري - و قيامه بالحذف يقينا - :
في كتاب الجنائز من صحيحه ذكر الرواية بلفظ : "فلما جاءه [U]صكه [/U]فرجع إلى ربه فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت [U]فرد الله عليه عينه[/U]"
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1273&idto=1273&bk_no=0&ID=864

فحذف البخاري هنا لفظة "ففقأ عينه"

في كتاب أحاديث الأنبياء من صحيحه ذكر الرواية بلفظ : "فلما جاءه [U]صكه [/U]فرجع إلى ربه فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت قال ارجع إليه "
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=0&ID=2030&idfrom=3151&idto=3313&bookid=0&startno=83

فحذف البخاري هنا لفظة "ففقأ عينه" , و لفظة "فرد الله إليه عينه"
و ما حذفها إلا لنكارتها عنده
هذا مع اعتماده للرواية الموقوفة !
أقول : و لو كان مرفوعا عنده لحذف لفظة "صكه" أيضا

و من يريد أن يقبل الرواية المرفوعة بظاهرها فهو شأنه
و من يردي أن يقبل بها مع الشرح و التأويل فهو شأنه
و من يريد أن يرفض المرفوع و يقول بالوقف , أو نكارة جزء من المتن , فهو قول قوي معتبر - و هو ما أهدف إليه -

والله من وراء القصد

تابعونا على تويتر

Translate