الخميس، 24 سبتمبر 2009

حكم النقاب


لن أتكلم عن النقاب و أدلته , فقد أصدر فيه الشيخ الألباني رحمه الله - كتابين هما جلباب المرأة المسلمة , و الرد المفحم

و أسهب في سرد الأدلة التي تثبت أن النقاب ليس فرضا , و أنه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان هناك من تخفي وجهها و كان هناك من تكشف وجها

فالنقاب وجدنا حوله ثلاثة آراء :
أولها : أنه فرض أو واجب , و هذا قد بين ضعفه الشيخ الألباني وغيره
ثانيا : أن النقاب مكرمة أو فضل , و هذا رأي الشيخ الألباني و كثير من المشايخ أيضا
ثالثا : أن النقاب بدعة أو تشدد , و هذا رأي الشيخ محمد الغزالي , و هو رأي الدكتورة سعاد صالح , و أصدر فيه وزير الأوقاف محمد حمدي زقزوق كتابا

و قد تكلمنا عن الرأي الأول و نحن مع ضعفه
لكن الرأي الثاني يفيد أن من تفعله تأخذ ثوابا - لأنها تقتدي بأمهات المؤمنين -
و الراي الثالث يفيد أنها تأخذ ذنبا لأن البدعة من الذنوب و كذلك التشدد منهي عنه

مناقشة الرأي الثاني :
هذا الرأي ليس عليه دليل من قرآن و لا سنة , و من قال أن الأقتداء بأمهات المؤمنين الذين لهم خصوصيات يجلب المثوبة ؟ فهل من تمنع نفسها من الزواج بعد زوجها تأخذ ثوابا ؟
هل من يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم و يمنع زوجاته من الزواج بعده - هل هذا يأخذ ثوابا ؟
الأجابة لا لا لا
النبي صلى الله عليه وسلم له خصوصيات و كذلك أمهات المؤمنين و ما كان من خصوصياتهم لا يصح الأقتداء به أو تقليده - بل الأغلب أنه إثم

مناقشة الرأي الثالث :
أيّ ذنب لابد له من دليل , و هناك أدلة قوية تفيد أن النقاب كان موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , و لم ينهى عنه , إنما نهى فقط عن أن تنتقب المحرمة , فبان ضعف هذا الرأي أيضا

و الذي نراه :
أن الرسول صلى الله عليه و سلم لم ينهى عنه و كذلك لم يأمر به و لم يحض عليه , فعلى ذلك لا يثاب فاعله , و لا يأثم تاركه , و لا يأثم فاعله
فهو مجرد مباح
لماذا لم ينهى عنه صلى الله عليه وسلم ؟
الأجابة : لأنه صلى الله عليه وسلم , لا ينهى عن المباحات , و لأن طبيعة المرأة فيها حياء , فترك لها الحرية في أن تفعل ما تريد , و كذلك لأن من طبيعة الرجل الغيرة فلم يرد أن يحجر واسعا , و لو كان إثما لنهى عنه و لو كان عملا صالحا لأمر به

لكن أن تنهى المنتقبة أختها غير المنتقبة فهذا أثم لأنه تشدد و غلو , و الأنكار يكون في الذنوب لا في مسائل الأجتهاد , فهي تعرض عليها الأدلة فقط , لكن أن تضيق عليها - أي على المحجبة - و تنتقدها و تخوفها , فهذا باطل و إثم
و أن تدعو من تدخل في الأسلام حديثا إلى النقاب و تلقنها أنه فرض , فهذه دعوة إلى مذهب أحمد بن حنبل لا دعوة إلى الأسلام , و الصحيح أن يعرض عليها الآراء - بتبسيط للأدلة - و هي تختار , و عندما تتقدم في الأسلام و فقهه تستطيع أن تفقه عميق الأدلة أو تستطيع أن تختار لها شيخا تتبعه و تأخذ بفتواه

ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا

هناك 4 تعليقات:

نور يقول...

الله يجزيك الخير..
أشكرك على مجهودك اللي بذلته في البحث عن الأدلة، لأني دايما كنت بقرأ بهاد الموضوع وكنت بحاول أوصل للحكم.. ولقيت الجواب هون..

الله يزيدك من علمه كمان وكمان

Ama يقول...

جزاك الله خيرًا أبا رشيد وبارك في عمرك..

طيب لما لم تعرض أدلة من يقولون بوجوبه وفرضيته وتعرض كيف ضعَّفها شيخنا الألباني وتبين أكثر؟؟
ولو تسرد لنا آراء المذاهب الأربعة وتفسير الآيات في سورة الأحزاب.. يعني اتوصى بينا شوية !!

بصراحة.. مش عاجبني الاختصار أوي ده..
منتظرة ردكم بوركتم ودمتم بخير.

غير معرف يقول...

ابو محمد المناوى .... جزاك الله خير على مجهوداتك وبارك الله فى علمك ونفع به

Unknown يقول...

كتاب الألباني متوفر على النت واسمه "جلباب المرأة المسلمة " و كتابه الآخر " الرد على من تشدد وتعصب وقال ان النقاب واجب وليس بمستحب "

تابعونا على تويتر

Translate