******
لا تخرج قبل قرءاة هذا الموضوع :
عبير فاطمة - عليها السلام
http://re-understanding.blogspot.com/2019/02/blog-post.html
صحيح مسلم - كتاب الحيض
باب تحريم النظر إلى العورات - حديث:538
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا زيد بن الحباب ، عن الضحاك بن عثمان ، قال : أخبرني زيد بن أسلم ، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ، ولا المرأة إلى عورة المرأة ، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد ، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد " وحدثنيه هارون بن عبد الله ، ومحمد بن رافع ، قالا : حدثنا ابن أبي فديك ، أخبرنا الضحاك بن عثمان ، بهذا الإسناد ، وقالا : - مكان عورة - عرية الرجل ، وعرية المرأة *
تفرد به الضحاك بن عثمان :
وثقه ابن المديني و أبي داود و ابن سعد , و مصعب الزبيري , و ابن معين , و احمد بن حنبل
و قال فيه ابن حجر : صدوق يهم
و قال أبو زرعة : ليس بقوى .
و قال أبو حاتم : يكتب حديثه ، و لا يحتج به ، و هو صدوق .
و قال ابن نمير : لا بأس به ، جائز الحديث .
و قال ابن عبد البر : كان كثير الخطأ ، ليس بحجة .
فالحديث بذلك ظاهره أنه حسن , و كذا قال الألباني , لكن الحديث معل بالأرسال :
مصنف عبد الرزاق الصنعاني - باب ستر الرجل إذا اغتسل
حديث:1067
عبد الرزاق ، عن معمر ، عن زيد بن أسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يباشر رجل رجلا ، ولا امرأة امرأة ، ولا يحل للرجل أن ينظر إلى عورة الرجل ، ولا المرأة أن تنظر إلى عورة المرأة " *
فخالف بذلك الضحاك من هو أوثق منه و هو معمر , فالحديث معل بالأرسال و الشذوذ
صحيح مسلم - كتاب الزهد والرقائق
باب قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام - حديث:5438
حدثنا هداب بن خالد ، حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا ثابت ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن صهيب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ... به مثل الرواية التالية :
الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم - ومن ذكر صهيب بن سنان بن مالك بن عمرو بن عقيل
حديث:273
حدثنا هدبة بن خالد ، نا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر قال للملك : إني قد كبرت فابعث إلي غلاما حتى أعلمه السحر فبعث إليه غلامه فعلمه وكان في الطريق إذا سلك راهب فقعد إليه فسمع كلامه وأعجبه فكان إذا أتى الساحر ضربه فإذا رجع من عند الساحر قعد إلى الراهب فسمع كلامه فإذا أتى أهله ضربوه فشكى ذلك إلى الراهب فقال : إذا احتبست على الساحر فقل : حبسني أهلي ، وإذا احتبست على أهلك فقل : حبسني الساحر . فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال : اليوم أعلم الساحر خير أم الراهب ، فأخذ حجرا ثم قال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس ، فرمى بها فقتلها ومضى الناس ، فأتى الراهب فأخبره فقال الراهب : أي بني ، أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما قد أرى وإنك ستبتلى فإذا ابتليت فلا تدل علي ، وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء ، فسمع جليس للملك قد كان عمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال : لك هذا إن أنت شفيتني . فقال : إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله عز وجل فإن آمنت بالله دعوت الله عز وجل فشفاك فآمن بالله تعالى فشفاه الله فأتى الملك يمشي فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك وسأله بما شفيت ؟ قال : بدعاء الغلام . فأرسل إلى الغلام فقال له الملك : أي بني ، قد بلغ من سحرك ما يبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل ؟ قال : إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله عز وجل وحده فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب ، فجيء بالراهب فقيل له : ارجع عن دينك . فأبى فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ، ثم جيء بالغلام فقيل له : ارجع عن دينك . فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال لهم : اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به فإذا بلغ ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه . فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال : اللهم اكفنيهم كيف شئت فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك فقال له : ما فعل أصحابك ؟ فقال : أكفانيهم الله عز وجل . فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال : احملوه في قرقور فتوسطوا به البحر فلجوا به فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه فيه ، فذهبوا به فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة فغرقوا فجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ قال : أكفانيهم الله عز وجل . فقال للملك : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به . قال : ما هو ؟ قال : تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ، ثم خذ سهما من كنانتي ، ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل : بسم الله رب الغلام ثم ارمني ، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني . فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في صدغه فوضع الغلام يده في موضع السهم فمات فقال الناس : آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام ثلاثا ثلاثا ، فأتي الملك فقيل له : أرأيت ما كنت تحذره قد والله نزل بك حذرك قد آمن الناس كلهم فأمر الأخدود بأفواه السكك وأضرم النيران وقال : من لم يرجع عن دينه فاقذفوه فيها أو قيل له : اقتحم ، ففعلوا ذلك حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها ، فقال لها الغلام : يا أمه ، اصبري فإنك على حق " حدثنا هدبة ، نا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن صهيب ، مثله موقوفا ، ورواه معمر مرفوعا حدثنا ابن أبي عمر ، نا عبد الرزاق ، عن معمر *
هدبة : * قال أبو أحمد بن عدي : سمعت أبا يعلى وسئل عن هدبة وشيبان أيهما أفضل ؟ فقال : هدبة أفضلهما وأوثقهما وأكثرهما حديثا ، كان حديث حماد بن سلمة عنده نسختين : واحدة على الشيوخ ، وواحدة على التصنيف
قلت و هذا دليل اهتمامه بحديث حماد
و أخطأ ابن أبي عاصم حين قال ان معمر رواه مرفوعا فالرواية كالتالي :
مصنف عبد الرزاق الصنعاني - كتاب المغازي
حديث أصحاب الأخدود - حديث:9448
عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ثابت البناني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن صهيب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر همس ، والهمس في قول بعضهم يحرك شفتيه كأنه يتكلم بشيء فقيل له : يا نبي الله إنك إذا صليت العصر همست ؟ فقال : " إن نبيا من الأنبياء كان أعجب بأمته ، فقال : من يقوم لهؤلاء ؟ فأوحى إليه أن خيرهم بين أن أنتقم منهم ، أو أسلط عليهم عدوهم ، فاختاروا النقمة فسلط الله عليهم الموت فمات منهم في يوم سبعون ألفا " قال : وكان إذا حدث بهذا الحديث حدث بهذا الآخر قال : وكان ملك من الملوك وكان لذلك الملك كاهن يتكهن له فقال ذلك الكاهن : انظروا لي غلاما فطنا أو قال : لقنا أعلمه علمي هذا ، فإني أخاف أن أموت فينقطع منكم هذا العلم ، ولا يكون فيكم من يعلمه قال : فنظروا له غلاما على ما وصف فأمروه أن يحضر ذلك الكاهن ، وأن يختلف إليه قال : وكان على طريق الغلام راهب في صومعة " ، قال معمر : وأحسب أن أصحاب الصوامع كانوا يومئذ مسلمين قال : " فجعل الغلام يسأل ذلك الراهب كلما مر به ، فلم يزل حتى أخبره فقال : إنما أعبد الله ، وجعل الغلام يمكث عند الراهب ويبطئ عن الكاهن قال : فأرسل الكاهن إلى أهل الغلام أنه لا يكاد يحضرني ، فأخبر الغلام الراهب بذلك فقال له الراهب : إذا قال الكاهن أين كنت ؟ فقل : كنت عند أهلي ، وإذا قال لك أهلك : أين كنت ؟ فقل : كنت عند الكاهن قال : فبينا الغلام على ذلك إذ مر بجماعة من الناس كبيرة ، قد حبستهم دابة قال بعضهم : إن تلك الدابة يعني الأسد ، وأخذ الغلام حجرا فقال : اللهم إن كان ما يقول الراهب حقا فأسألك أن أقتل هذه الدابة ، وإن كان ما يقول الكاهن حقا فأسألك أن لا أقتلها قال : ثم رماها فقتل الدابة ، فقال الناس : من قتلها ؟ فقالوا : الغلام ففزع إليه الناس وقالوا : قد علم هذا الغلام علما لم يعلمه أحد فسمع به أعمى فجاءه فقال له : إن أنت رددت علي بصري فلك كذا وكذا ، فقال له الغلام : لا أريد منك هذا ، ولكن إن رد إليك بصرك أتؤمن بالذي رده عليك ؟ قال : نعم قال : فدعا الله فرد عليه بصره قال : فآمن الأعمى ، فبلغ ذلك الملك أمرهم فبعث إليهم ، فأتي بهم فقال : لأقتلن كل واحد منكم قتلة لا أقتلها صاحبها قال : فأمر بالراهب وبالرجل الذي كان أعمى فوضع المنشار على مفرق أحدهما فقتل ، وقتل الآخر بقتلة أخرى ، ثم أمر بالغلام فقال : انطلقوا به إلى جبل كذا وكذا ، فألقوه من رأسه ، فلما انطلقوا به إلى ذلك المكان الذي أرادوا جعلوا يتهافتون من ذلك الجبل ، ويتردون منه ، حتى لم يبق إلا الغلام فرجع ، فأمر به الملك فقال : انطلقوا به إلى البحر فألقوه فيه ، فانطلق به إلى البحر ، فغرق الله من كان معه ، وأنجاه الله فقال الغلام : إنك لن تقتلني حتى تصلبني وترميني وتقول : إذا رميتني باسم رب الغلام ، أو قال بسم الله رب الغلام ، فأمر به فصلب ثم رماه وقال : بسم الله رب الغلام قال : فوضع الغلام يده على صدغه ثم مات ، فقال الناس : لقد علم هذا الغلام علما ما علمه أحد ، فإنا نؤمن برب هذا الغلام قال : فقيل للملك : أجزعت أن خالفك ثلاثة فهذا العالم كلهم قد خالفوك قال : فخد الأخدود ، ثم ألقى فيها الحطب والنار ، ثم جمع الناس فقال : من رجع إلى دينه تركناه ، ومن لم يرجع ألقيناه في النار ، فجعل يلقيهم في تلك الأخدود قال : فذلك قول الله : قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود حتى بلغ العزيز الحميد قال : فأما الغلام فإنه دفن " قال : فيذكر أنه أخرج في زمن عمر بن الخطاب رحمه الله وإصبعه على صدغه كما كان وضعها ، قال عبد الرزاق : " والأخدود بنجران " *
و من طريقه رواه الترمذي في سننه , و الطبراني في الكبير ,
و ظاهرها يوحي بأن الحديث (قصة الغلام) موقوف على صهيب
قال علي بن المديني : لم يكن فى أصحاب ثابت أثبت من حماد بن سلمة ، ثم بعده سليمان بن المغيرة ، ثم بعده حماد بن زيد.
فالخطأ خطأ حماد بن سلمة إذ ظن أنه مرفوع لكن خالفه سليمان بن المغيرة و معمر و اجتماعهما أقوى من حماد وحده , كما أن الخطأ في الرفع أيسر من الخطأ في الوقف , فالخطأ في الرفع هو المعتاد
الخلاصة أن الحديث معلول بالوقف
فالاستدلال بهذ الحديث لجواز العمليات الاستشهادية خطا من وجوه :
1- أن الحديث موقوف و ليس مرفوع
2- أن الحديث من الأمم السابقة – و شرع من قبلنا ليس شرع لنا على الصحيح
3- أن الغلام كانت تجري على يديه المعجزات , و بذلك تظهر دعوى الخصوصية- أي لا يمكن تعميم حالته أو الاستشهاد بها , إلا لجاز أن يتقمص أناس منا دور الخضر عليه السلام
4- أن الغلام كان سيقتل على أي حال – لأن حماية الله عز وجل له لم تكن لتدوم , فأراد الغلام أن يستغل موته , فلا يقاس عليه من هو حي و غير محكوم عليه بالموت أصلا
قلت : لا يوجد جديد أقدمه في هذا الحديث غير أني أرجح رأي البخاري و أحمد بن حنبل في أنه لا يصح في هذا الباب حديث , و الأسانيد كلها لا تخلو إما من متروك أو مجهول , فمثلها لا يعتضد و لا يقوي بعضه بعضا و لاسيما في أمر كان المفترض ان ينقل بأصح الأسانيد و أكثرها , و هو الوضوء
و حتى لو سلمنا بأن الحديث حسن بمجموع طرقه , فإن الحديث الحسن بمجموع طرقه لا يؤخذ منه وجوب أو فرائض , و الحديث خالف حديثا أوثق و هو :
شرح معاني الآثار للطحاوي - باب التسمية على الوضوء
حديث:73
بما حدثنا علي بن معبد قال : ثنا عبد الوهاب بن عطاء ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن حضين أبي ساسان ، عن المهاجر بن قنفد أنه سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ ، فلم يرد عليه ، فلما فرغ من وضوئه قال : إنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أني كرهت أن أذكر الله إلا على طهارة " . ففي هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كره أن يذكر الله إلا على طهارة ، ورد السلام بعد الوضوء الذي صار به متطهرا . ففي ذلك دليل أنه قد توضأ قبل أن يذكر اسم الله . وكان قوله : " لا وضوء لمن لم يسم " يحتمل أيضا ما قاله أهل المقالة الأولى ويحتمل " لا وضوء له " أي لا وضوء له متكاملا في الثواب , كما قال : " ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان واللقمة واللقمتان " فلم يرد بذلك أنه ليس بمسكين خارج من حد المسكنة كلها حتى تحرم عليه الصدقة . وإنما أراد بذلك أنه ليس بالمسكين المتكامل في المسكنة الذي ليس بعد درجته في المسكنة درجة *
قلت : و الحديث صحيح
تلخيص الحبير :
[ ص: 122 - 123 ] باب سنن الوضوء
70 - ( 1 ) - حديث : { لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه } أحمد وأبو داود والترمذي في العلل ، وابن ماجه ، والدارقطني وابن السكن والحاكم والبيهقي من طريق محمد بن موسى المخزومي ، عن يعقوب بن سلمة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة بلفظ { لا صلاة لمن لا وضوء له ، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه }.
ورواه الحاكم من هذا الوجه ، فقال : يعقوب بن أبي سلمة ، وادعى أنه الماجشون وصححه لذلك ، والصواب أنه الليثي ، قال البخاري : لا يعرف له سماع من أبيه ، ولا لأبيه من أبي هريرة ، وأبوه ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : ربما أخطأ وهذه عبارة عن ضعفه فإنه قليل الحديث جدا ولم يرو عنه سوى ولده فإذا كان يخطئ مع قلة ما روى ، فكيف يوصف بكونه ثقة ، . قال ابن الصلاح : انقلب إسناده على الحاكم فلا يحتج لثبوته بتخريجه له . وتبع النووي ، وقال ابن دقيق العيد : لو سلم للحاكم أنه يعقوب بن أبي سلمة الماجشون ، واسم أبي سلمة : دينار ، [ ص: 124 ]فيحتاج إلى معرفة حال أبي سلمة ، وليس له ذكر في شيء من كتب الرجال ، فلا يكون أيضا صحيحا .
وله طريق أخرى عند الدارقطني والبيهقي من طريق محمود بن محمد الظفري ، عن أيوب بن النجار ، عن يحيى ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة بلفظ : { ما توضأ من لم يذكر اسم الله عليه ، وما صلى من لم يتوضأ } ومحمود ليس بالقوي ، وأيوب قد سمعه يحيى بن معين يقول : لم أسمع من يحيى بن أبي كثير إلا حديثا واحدا : { التقى آدم وموسى }وقد ورد الأمر بذلك من حديث أبي هريرة ، ففي الأوسط للطبراني من طريق علي بن ثابت ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يا أبا هريرة إذا توضأت فقل : بسم الله والحمد لله ، فإن حفظتك لا تزال تكتب لك الحسنات حتى تحدث من ذلك الوضوء } ، قال : تفرد به عمرو بن أبي سلمة ، عن إبراهيم بن محمد ، عنه .
وفيه أيضا من طريق الأعرج ، عن أبي هريرة رفعه : { إذا استيقظ أحدكم من نومه ، فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ويسمي قبل أن يدخلها}تفرد بهذه الزيادة عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة ، وهو متروك ، عن هشام بن عروة ، عن أبي الزناد ، عنه . وفي الباب : عن أبي سعيد، وسعيد بن زيد ، وعائشة ، وسهل بن سعد ، وأبي سبرة ، وأم سبرة ، وعلي ، وأنس . أما حديث أبي سعيد : [ ص: 125 ] فرواه أحمدوالدارمي والترمذي في العلل وابن ماجه ، وابن عدي وابن السكن والبزار ، والدارقطني والحاكم والبيهقي ، من طريق كثير بن زيد ، عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد ، بلفظ حديث الباب ، وزعم ابن عدي أن زيد بن الحباب تفرد به عن كثير ، وليس كذلك ، فقد رواه الدارقطني من حديثأبي عامر العقدي ، وابن ماجه من حديث أبي أحمد الزبيري ، وأما حال كثير بن زيد ، فقال ابن معين : ليس بالقوي . وقال أبو زرعة : صدوق فيه لين . وقال أبو حاتم : صالح الحديث ليس بالقوي يكتب حديثه .
وربيح ; قال أبو حاتم : شيخ ، وقال الترمذي عن البخاري : منكر الحديث ، وقال أحمد : ليس بالمعروف ، وقال المروزي : لم يصححه أحمد ، وقال : ليس فيه شيء يثبت . وقال البزار : روى عنه فليح بن سليمان ، وكثير بن زيد ، وكثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ، وكل ما روي في هذا الباب فليس بقوي ، ثم ذكر أنه روي عن كثير بن زيد ، عن الوليد بن رباح ، عن أبي هريرة ، وقال العقيلي : الأسانيد في هذا الباب فيها لين . وقد قال أحمد بن حنبل : إنه أحسن شيء في هذا الباب . وقال السعدي : سئل أحمد عن التسمية ؟ ، فقال : لا أعلم فيه حديثا صحيحا ، أقوى شيء فيه حديث كثير بن زيد ، عن ربيح ، وقال إسحاق بن راهويه : هو أصح ما في الباب . [ ص: 126 ]
وأما حديث سعيد بن زيد : فرواه الترمذي ، والبزار ، وأحمد وابن ماجه ، والدارقطني ، والعقيلي ، والحاكم ، من طريق عبد الرحمن بن حرملة ، عن أبي ثفال ، عن رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب ، عن جدته ، عن أبيها ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره لفظ الترمذي قال : وقال محمد : أحسن شيء في هذا الباب حديث رباح ، ولابن ماجه بزيادة { لا صلاة لمن لا وضوء له }وصرح العقيلي ،والحاكم بسماع بعضهم من بعض ، وزاد { ولا يؤمن بالله من لا يؤمن بي ، ولا يؤمن بي من لا يحب الأنصار }وزاد الحاكم في روايته : حدثتني جدتي أسماء بنت سعيد بن زيد بن عمرو ، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأسقط منه ذكر أبيها ، وقال الدارقطني في العلل : اختلف فيه ، فقال وهيب ، وبشر بن المفضل ، وغير واحد هكذا ، وقال حفص بن ميسرة ، وأبو معشر ، وإسحاق بن [ ص: 127 ] حازم : عن ابن حرملة ، عن أبي ثفال ، عن رباح ، عن جدته : أنها سمعت . ولم يذكروا أباها .
ورواه الدراوردي ، عن أبي ثفال ، عن رباح ، عن ابن ثوبان مرسلا ، ورواه صدقة مولى آل الزبير ، عن أبي ثفال ، عن أبي بكر بن حويطبمرسلا ، وأبو بكر بن حويطب هو رباح المذكور ، قاله الترمذي . قال الدارقطني : والصحيح قول وهيب وبشر بن المفضل ومن تابعهما . وفي المختارة للضياء من مسند الهيثم بن كليب من طريق وهيب ، عن عبد الرحمن بن حرملة ، سمع أبا غالب سمعت رباح بن عبد الرحمن ، حدثتني جدتي : أنها سمعت أباها . كذا قال .
قال الضياء : المعروف أبو ثفال ، بدل أبي غالب ، وهو كما قال . وصحح أبو حاتم وأبو زرعة في العلل روايتهما أيضا ، بالنسبة إلى من خالفهما ، لكن قالا : إن الحديث ليس بصحيح ; أبو ثفال ورباح مجهولان ، وزاد ابن القطان : أن جدة رباح أيضا لا يعرف اسمها ، ولا حالها . كذا قال . فأما هي فقد عرف اسمها من رواية الحاكم ، ورواه البيهقي أيضا مصرحا باسمها . وأما حالها فقد ذكرت في الصحابة ، وإن لم يثبت لها صحبة فمثلها لا يسأل عن حالها . وأما أبو ثفال فروى عنه جماعة ، وقال البخاري : في حديثه نظر . وهذه عادته فيمن يضعفه ، وذكره ابن حبان في الثقات ، إلا أنه قال : لست بالمعتمد على ما تفرد به . فكأنه لم يوثقه . وأما رباح فمجهول ، قال ابن القطان : فالحديث ضعيف جدا .
وقال البزار : أبو ثفال مشهور ، ورباح وجدته لا نعلمهما رويا إلا هذا الحديث ، ولا حدث عن رباح إلا أبو ثفال ، فالخبر من جهة النقل لا يثبت . وأما حديث عائشة فرواه البزار وأبو بكر بن أبي شيبة في مسنديهما ، وابن عدي . وفي إسناده حارثة بن محمد ، وهو ضعيف ، وضعف به . قالابن عدي : بلغني عن أحمد أنه نظر في جامع إسحاق بن راهويه ، فإذا أول حديث قد أخرجه هذا الحديث . فأنكره جدا ، وقال : أول حديث يكون في الجامع عن حارثة ، وروى الحربي عن أحمد أنه قال : هذا يزعم أنه اختار أصح شيء في الباب وهذا أضعف حديث فيه . [ ص: 128 ] وأما حديث سهل بن سعد فرواه ابن ماجه ، والطبراني ، وهو من طريق عبد المهيمن بن عباس بن سهل ، عن أبيه ، عن جده ، وهو ضعيف ، لكن تابعه أخوه أبي بن عباس ، وهو مختلف فيه . وأما حديث أبي سبرة وأم سبرة ، فروى الدولابي في الكنى ، والبغوي في معرفة الصحابة ،والطبراني في الأوسط ، من حديث عيسى بن سبرة بن أبي سبرة ، عن أبيه عن جده ، وأخرجه أبو موسى في المعرفة ، فقال : عن أم سبرة ، وهو ضعيف .
وأما حديث علي ، فرواه ابن عدي في ترجمة عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي ، وقال : إسناده ليس بمستقيم . وأما حديث أنس ، فرواه عبد الملك بن حبيب الأندلسي ، عن أسد بن موسى ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس بلفظ { لا إيمان لمن لم يؤمن بي ، ولا صلاة إلا بوضوء ، ولا وضوء لمن لم يسم الله } وعبد الملك شديد الضعف . والظاهر أن مجموع الأحاديث يحدث منها قوة ، تدل على أن له أصلا ، وقال أبو بكر بن أبي شيبة : ثبت لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله .
وقال البزار : لكنه مؤول ، ومعناه أنه لا فضل لوضوء من لم يذكر اسم الله ، لا على أنه لا يجوز وضوء من لم يسم . واحتج البيهقي على عدم وجوب التسمية ، بحديث رفاعة بن رافع { لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمر الله فيغسل وجهه }واستدل النسائي ، وابن خزيمة ،والبيهقي في استحباب التسمية بحديث معمر ، عن ثابت وقتادة ، عن أنس قال : { طلب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وضوءا فلم يجدوا ، فقال : هل مع أحد منكم ماء ؟ فوضع يده في الإناء ، فقال : توضئوا [ ص: 129 ] بسم الله }وأصله في الصحيحين بدون هذه اللفظة ، ولا دلالة فيها صريحة لمقصودهم .
وقد أخرج أحمد مثله من حديث نبيح العنزي ، عن جابر ، وقال النووي : يمكن أن يحتج في المسألة بحديث أبي هريرة { كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أجذم }. قوله : ويروى في بعض الروايات : { لا وضوء كاملا لمن لم يذكر اسم الله عليه }.
لم أره هكذا ، لكن معناه في الحديث الذي بعده .
71 - ( 2 ) - حديث : روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : { من توضأ وذكر اسم الله عليه كان طهورا لجميع بدنه ، ومن توضأ ولم يذكر اسم الله عليه كان طهورا لأعضاء وضوئه }. احتج به الرافعي على نفي وجوب التسمية ، وسبقه أبو عبيد في كتاب الطهور . روى الدارقطني والبيهقي من حديث ابن عمر ، وفيه أبو بكر الداهري ، وهو متروك ، ورواه الدارقطني من حديث أبي هريرة بلفظ : { لم يطهر إلا موضع الوضوء منه}وفيه مرداس بن محمد ، [ ص: 130 ] ومحمد بن أبان . ورواه الدارقطني والبيهقي من حديث ابن مسعود بزيادة { فإذا فرغ من طهوره فليشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، فإذا قال ذلك فتحت أبواب السماء }وفي رواية البيهقي { أبواب الرحمة }وفي إسناده يحيى بن هاشم السمار ، وهو متروك .
ورواه عبد الملك بن حبيب ، عن إسماعيل بن عياش ، عن أبان ، وهو مرسل ضعيف جدا . وقال أبو عبيد في كتاب الطهور : سمعت من خلف بن خليفة حديثا يحدثه بإسناده إلى أبي بكر الصديق ، فلا أجدني أحفظه . وهذا مع إعضاله موقوف .
الشيخ العثيمين: التسمية على الوضوء سنة إذا سم الإنسان فهو أكمل وأفضل وإن لم يسمِ فلا إثم عليه ولا فساد لوضوئه بل وضوءه صحيح وذلك أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه قد اختلف العلماء رحمهم الله في ثبوته وفي مدلوله فمن العلماء من ضعفه حتى قال الإمام أحمد رحمه الله لا يثبت في هذا الباب شئ ومن العلماء من قال إنه حجة ثم اختلفوا أيضاً هل هذا النفي نفي للكمال أو نفيٌ للصحة فمنهم من قال إنه نفيٌ للكمال وإن الوضوء بالتسمية أتم ولا تتوقف صحته عليها ومنهم من قال إنه نفيٌ للصحة وأن الوضوء بدون التسمية ليس بصحيح لأن هذا هو الأصل في النفي لأن الأصل في النفي أن يكون المنفي معدوماً إما حقيقة وإما شرعاً إلا أن يقوم دليلٌ على أن المراد بذلك نفيٌ للكمال والأقرب عندي أن التسمية عند الوضوء سنة وذلك لأن جميع الواصفين لوضوء الرسول صلى الله عليه وسلم ليسوا يذكرون ليسوا يذكرون عنه التسمية مع أنهم يذكرون الوضوء في مقام التعليم للناس كما كان أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه يدعو بالطش فيه الماء فيتوضأ والناس ينظرون إليه ليعلمهم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن يذكر يذكر التسمية فإن سم الإنسان على وضوئه كان أكمل وإن لم يسمِ لا إثم عليه ووضوءه صحيح ثم إن التسمية في الخلاء وشبهه لا بأس بها لأن غالب المخليات عندنا نظيفة فإن الماء يزول فإن الماء يزيل النجاسة ويذهب بها وإن أحب أن يسمي بقلبه بأن يستحضر التسمية بقلبه بدون أن ينطق بها بلسانه فهذا طيب نعم.