الاثنين، 16 نوفمبر 2009

ضعف حديث الغلام و الراهب

صحيح مسلم - كتاب الزهد والرقائق

باب قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام - حديث:‏5438‏

حدثنا هداب بن خالد ، حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا ثابت ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن صهيب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ... به مثل الرواية التالية :

الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم - ومن ذكر صهيب بن سنان بن مالك بن عمرو بن عقيل

حديث:‏273‏

حدثنا هدبة بن خالد ، نا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر قال للملك : إني قد كبرت فابعث إلي غلاما حتى أعلمه السحر فبعث إليه غلامه فعلمه وكان في الطريق إذا سلك راهب فقعد إليه فسمع كلامه وأعجبه فكان إذا أتى الساحر ضربه فإذا رجع من عند الساحر قعد إلى الراهب فسمع كلامه فإذا أتى أهله ضربوه فشكى ذلك إلى الراهب فقال : إذا احتبست على الساحر فقل : حبسني أهلي ، وإذا احتبست على أهلك فقل : حبسني الساحر . فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال : اليوم أعلم الساحر خير أم الراهب ، فأخذ حجرا ثم قال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس ، فرمى بها فقتلها ومضى الناس ، فأتى الراهب فأخبره فقال الراهب : أي بني ، أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما قد أرى وإنك ستبتلى فإذا ابتليت فلا تدل علي ، وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء ، فسمع جليس للملك قد كان عمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال : لك هذا إن أنت شفيتني . فقال : إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله عز وجل فإن آمنت بالله دعوت الله عز وجل فشفاك فآمن بالله تعالى فشفاه الله فأتى الملك يمشي فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك وسأله بما شفيت ؟ قال : بدعاء الغلام . فأرسل إلى الغلام فقال له الملك : أي بني ، قد بلغ من سحرك ما يبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل ؟ قال : إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله عز وجل وحده فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب ، فجيء بالراهب فقيل له : ارجع عن دينك . فأبى فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ، ثم جيء بالغلام فقيل له : ارجع عن دينك . فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال لهم : اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به فإذا بلغ ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه . فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال : اللهم اكفنيهم كيف شئت فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك فقال له : ما فعل أصحابك ؟ فقال : أكفانيهم الله عز وجل . فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال : احملوه في قرقور فتوسطوا به البحر فلجوا به فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه فيه ، فذهبوا به فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة فغرقوا فجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ قال : أكفانيهم الله عز وجل . فقال للملك : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به . قال : ما هو ؟ قال : تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ، ثم خذ سهما من كنانتي ، ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل : بسم الله رب الغلام ثم ارمني ، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني . فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في صدغه فوضع الغلام يده في موضع السهم فمات فقال الناس : آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام ثلاثا ثلاثا ، فأتي الملك فقيل له : أرأيت ما كنت تحذره قد والله نزل بك حذرك قد آمن الناس كلهم فأمر الأخدود بأفواه السكك وأضرم النيران وقال : من لم يرجع عن دينه فاقذفوه فيها أو قيل له : اقتحم ، ففعلوا ذلك حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها ، فقال لها الغلام : يا أمه ، اصبري فإنك على حق " حدثنا هدبة ، نا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن صهيب ، مثله موقوفا ، ورواه معمر مرفوعا حدثنا ابن أبي عمر ، نا عبد الرزاق ، عن معمر *

هدبة : * قال أبو أحمد بن عدي : سمعت أبا يعلى وسئل عن هدبة وشيبان أيهما أفضل ؟ فقال : هدبة أفضلهما وأوثقهما وأكثرهما حديثا ، كان حديث حماد بن سلمة عنده نسختين : واحدة على الشيوخ ، وواحدة على التصنيف

قلت و هذا دليل اهتمامه بحديث حماد

و أخطأ ابن أبي عاصم حين قال ان معمر رواه مرفوعا فالرواية كالتالي :

مصنف عبد الرزاق الصنعاني - كتاب المغازي

حديث أصحاب الأخدود - حديث:‏9448‏

عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ثابت البناني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن صهيب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر همس ، والهمس في قول بعضهم يحرك شفتيه كأنه يتكلم بشيء فقيل له : يا نبي الله إنك إذا صليت العصر همست ؟ فقال : " إن نبيا من الأنبياء كان أعجب بأمته ، فقال : من يقوم لهؤلاء ؟ فأوحى إليه أن خيرهم بين أن أنتقم منهم ، أو أسلط عليهم عدوهم ، فاختاروا النقمة فسلط الله عليهم الموت فمات منهم في يوم سبعون ألفا " قال : وكان إذا حدث بهذا الحديث حدث بهذا الآخر قال : وكان ملك من الملوك وكان لذلك الملك كاهن يتكهن له فقال ذلك الكاهن : انظروا لي غلاما فطنا أو قال : لقنا أعلمه علمي هذا ، فإني أخاف أن أموت فينقطع منكم هذا العلم ، ولا يكون فيكم من يعلمه قال : فنظروا له غلاما على ما وصف فأمروه أن يحضر ذلك الكاهن ، وأن يختلف إليه قال : وكان على طريق الغلام راهب في صومعة " ، قال معمر : وأحسب أن أصحاب الصوامع كانوا يومئذ مسلمين قال : " فجعل الغلام يسأل ذلك الراهب كلما مر به ، فلم يزل حتى أخبره فقال : إنما أعبد الله ، وجعل الغلام يمكث عند الراهب ويبطئ عن الكاهن قال : فأرسل الكاهن إلى أهل الغلام أنه لا يكاد يحضرني ، فأخبر الغلام الراهب بذلك فقال له الراهب : إذا قال الكاهن أين كنت ؟ فقل : كنت عند أهلي ، وإذا قال لك أهلك : أين كنت ؟ فقل : كنت عند الكاهن قال : فبينا الغلام على ذلك إذ مر بجماعة من الناس كبيرة ، قد حبستهم دابة قال بعضهم : إن تلك الدابة يعني الأسد ، وأخذ الغلام حجرا فقال : اللهم إن كان ما يقول الراهب حقا فأسألك أن أقتل هذه الدابة ، وإن كان ما يقول الكاهن حقا فأسألك أن لا أقتلها قال : ثم رماها فقتل الدابة ، فقال الناس : من قتلها ؟ فقالوا : الغلام ففزع إليه الناس وقالوا : قد علم هذا الغلام علما لم يعلمه أحد فسمع به أعمى فجاءه فقال له : إن أنت رددت علي بصري فلك كذا وكذا ، فقال له الغلام : لا أريد منك هذا ، ولكن إن رد إليك بصرك أتؤمن بالذي رده عليك ؟ قال : نعم قال : فدعا الله فرد عليه بصره قال : فآمن الأعمى ، فبلغ ذلك الملك أمرهم فبعث إليهم ، فأتي بهم فقال : لأقتلن كل واحد منكم قتلة لا أقتلها صاحبها قال : فأمر بالراهب وبالرجل الذي كان أعمى فوضع المنشار على مفرق أحدهما فقتل ، وقتل الآخر بقتلة أخرى ، ثم أمر بالغلام فقال : انطلقوا به إلى جبل كذا وكذا ، فألقوه من رأسه ، فلما انطلقوا به إلى ذلك المكان الذي أرادوا جعلوا يتهافتون من ذلك الجبل ، ويتردون منه ، حتى لم يبق إلا الغلام فرجع ، فأمر به الملك فقال : انطلقوا به إلى البحر فألقوه فيه ، فانطلق به إلى البحر ، فغرق الله من كان معه ، وأنجاه الله فقال الغلام : إنك لن تقتلني حتى تصلبني وترميني وتقول : إذا رميتني باسم رب الغلام ، أو قال بسم الله رب الغلام ، فأمر به فصلب ثم رماه وقال : بسم الله رب الغلام قال : فوضع الغلام يده على صدغه ثم مات ، فقال الناس : لقد علم هذا الغلام علما ما علمه أحد ، فإنا نؤمن برب هذا الغلام قال : فقيل للملك : أجزعت أن خالفك ثلاثة فهذا العالم كلهم قد خالفوك قال : فخد الأخدود ، ثم ألقى فيها الحطب والنار ، ثم جمع الناس فقال : من رجع إلى دينه تركناه ، ومن لم يرجع ألقيناه في النار ، فجعل يلقيهم في تلك الأخدود قال : فذلك قول الله : قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود حتى بلغ العزيز الحميد قال : فأما الغلام فإنه دفن " قال : فيذكر أنه أخرج في زمن عمر بن الخطاب رحمه الله وإصبعه على صدغه كما كان وضعها ، قال عبد الرزاق : " والأخدود بنجران " *

و من طريقه رواه الترمذي في سننه , و الطبراني في الكبير ,

و ظاهرها يوحي بأن الحديث (قصة الغلام) موقوف على صهيب

قال علي بن المديني : لم يكن فى أصحاب ثابت أثبت من حماد بن سلمة ، ثم بعده سليمان بن المغيرة ، ثم بعده حماد بن زيد.

فالخطأ خطأ حماد بن سلمة إذ ظن أنه مرفوع لكن خالفه سليمان بن المغيرة و معمر و اجتماعهما أقوى من حماد وحده , كما أن الخطأ في الرفع أيسر من الخطأ في الوقف , فالخطأ في الرفع هو المعتاد

الخلاصة أن الحديث معلول بالوقف

فالاستدلال بهذ الحديث لجواز العمليات الاستشهادية خطا من وجوه :

1- أن الحديث موقوف و ليس مرفوع

2- أن الحديث من الأمم السابقة – و شرع من قبلنا ليس شرع لنا على الصحيح

3- أن الغلام كانت تجري على يديه المعجزات , و بذلك تظهر دعوى الخصوصية- أي لا يمكن تعميم حالته أو الاستشهاد بها , إلا لجاز أن يتقمص أناس منا دور الخضر عليه السلام

4- أن الغلام كان سيقتل على أي حال – لأن حماية الله عز وجل له لم تكن لتدوم , فأراد الغلام أن يستغل موته , فلا يقاس عليه من هو حي و غير محكوم عليه بالموت أصلا

هناك تعليقان (2):

ابو فاطمه يقول...

الحديث صحيح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=225192

ولا أدري كيف ربطت بين هذا الحديث وبين العمليات الانتحاريه التى تخالف سيرة الرسول صلى الله علية وسلم في الجهاد فالعمليات الانتحاريه افتقدت شرط اساسي في الجهاد في سبيل الله وهو التحري والتاكد قبل القتل

بلوجاتي يقول...

ابو فاطمة

الحديث صحيح موقوفا و ضعيف مرفوعا

و الرابط الذي وضعته انت ليس فيه غير ان السند صحيح و هذا واضح كالشمس انما انا اتكلم هنا عن علة خفية

و الكلام عن العلل له ناسه

و بخصوص العمليات الانتحارية ليس انا الذيربط لكن من يجيزونها هم من يربطون و انا ارد عليهم

فلا تدخل للرد دون علم

تابعونا على تويتر

Translate