الخميس، 21 أكتوبر 2010

ضعف حديث : الثيب بالثيب و البكر بالبكر



صحيح مسلم  - كتاب الحدود
 باب حد الزنى - حديث:‏3286‏
 حدثنا محمد بن المثنى ، وابن بشار ، جميعا ، عن عبد الأعلى ، قال ابن المثنى : حدثنا عبد الأعلى ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن حطان بن عبد الله الرقاشي ، عن عبادة بن الصامت ، قال : كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه كرب لذلك ، وتربد له وجهه قال : فأنزل عليه ذات يوم ، فلقي كذلك ، فلما سري عنه ، قال : " خذوا عني ، فقد جعل الله لهن سبيلا ، الثيب بالثيب ، والبكر بالبكر ، الثيب جلد مائة ، ثم رجم بالحجارة ، والبكر جلد مائة ، ثم نفي سنة "
رويت روايات كثيرة حول هذا المعنى , و كلها عن الحسن عن حطان عن عبادة

ملاحظات حديثية :
1-     أن حطان كان قليل الحديث
2-     لم يرو هذا الحديث عن حطان سوى الحسن البصري , و هناك المتروك : عبد الله بن محرر
3-     لم يُروى هذا الحديث عن أحد من الصحابة غير عبادة
4-     لم يرو حطان عن عبادة بن الصامت سوى هذا الحديث , (و ما روي عن سلمة بن المحبق هو خطأ )
5-     لم يصرح حطان بسماعه هذا الحديث من عبادة بن الصامت
6-     معظم أحاديث حطان الآخرى كان فيها تصريح بالتحديث و أحدها كان من رواية الحسن عنه
7-     أن الحديث مذكور في كل كتب الحديث و السنة بلا إستثناء , ما عدا صحيح البخاري و السنن الصغرى للنسائي


مسند أحمد بن حنبل  - مسند الأنصار
 حديث عبادة بن الصامت - حديث:‏22204‏
 حدثنا عبد الله ، حدثنا شيبان بن أبي شيبة ، حدثنا جرير بن حازم ، حدثنا الحسن قال : قال عبادة بن الصامت : نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم واللاتي يأتين الفاحشة إلى آخر الآية قال : ففعل ذلك بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ونحن حوله وكان : إذا نزل عليه الوحي أعرض عنا وأعرضنا عنه ، وتربد وجهه وكرب لذلك ، فلما رفع عنه الوحي قال : " خذوا عني " . قلنا : نعم . يا رسول الله . قال : " قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة ، والثيب بالثيب جلد مائة ، ثم الرجم " قال الحسن : فلا أدري أمن الحديث هو أم لا ؟ قال : فإن شهدوا أنهما وجدا في لحاف لا يشهدون على جماع خالطها به جلد مائة ، وجزت رءوسهما *
إسناد ظاهره الصحة , و ذكرته للزيادة من كلام الحسن و شكه فيها


قال الطبري بعد أن ذكر روايات هذا الحديث :
قال أبو جعفر : وأولى الأقوال بالصحة في تأويل قوله : أو يجعل الله لهن سبيلا قول من قال السبيل التي جعلها الله جل ثناؤه للثيبين المحصنين الرجم بالحجارة ، وللبكرين جلد مائة ، ونفي سنة لصحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رجم ولم يجلد ؛ وإجماع الحجة التي لا يجوز عليها فيما نقلته مجمعة عليه الخطأ والسهو والكذب ؛ وصحة الخبر عنه أنه قضى في البكرين بجلد مائة ، ونفي سنة ، فكان في الذي صح عنه من تركه جلد من رجم من الزناة في عصره دليل واضح على وهي الخبر الذي روي عن الحسن ، عن حطان ، عن عبادة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " السبيل للثيب المحصن الجلد والرجم "



  ــ ترجمة حطان بن عبد الله الرقاشى البصرى :

ـ
أقوال العلماء : قال المزى فى "تهذيب الكمال"  :
( م د ت س ق ) : حطان بن عبد الله الرقاشى البصرى . اهـ .
و قال المزى  :
قال أبو الحسن بن البراء ، عن على ابن المدينى : ثبت .
روى له الجماعة سوى البخارى . اهـ .
                ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 2/396 :
و قال العجلى : بصرى تابعى ثقة .
و قال ابن حبان فى " الثقات " : مات فى ولاية بشر بن مروان على العراق .
و قال أبو عمرو الدانى : كان مقرئا ، قرأ عليه الحسن البصرى .
و  قال ابن سعد : كان ثقة ، قليل الحديث . اهـ .
                ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ

الخلاصة :
أرى أن هذا الحديث لا يرقى لدرجة الحسن (أو الصحة بالطبع ) , فهو انفراد غريب من راو غير مشتهر بالحديث و ليس له أي شاهد من حديث صحيح أو ضعيف (أعني جزء "خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا" ) , و معارضته للسنة الفعلية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في انه لم يجمع الجلد و الرجم على أحد , و خصوصا أن نوعية هذا الحديث مما لا يخفى على بقية الصحابة , بل و اشتغال حطان الرقاشي بالقراءة – تجعل القلب أميل إلى تضعيفه – لكثرة الضعف في القراء كظاهرة حديثية - , و شهرة هذا الحديث تؤكد أن البخاري أعرض عنه – لا أنه غاب عنه - , و كذلك النسائي لم يختره في المجتبى , و يستأنس بتضعيف الطبري للحديث

ليست هناك تعليقات:

تابعونا على تويتر

Translate