الأحد، 16 يناير 2011

تعليقات على حديث الجساسة والحكم عليه


تعليقات على حديث الجساسة والحكم عليه

طلب مني أحد الأخوة الفضلاء رأيي حول بحثين قام بهما الدكتور حاكم المطيري – في موقعه - و الأخ حاتم الأقطش في ملتقى أهل الحديث كل على حدة حول حديث الجساسة – في صحيح مسلم – و كلاهما توصل – أو حاول أن يصل – أن الحديث ضعيف , و عندما اطلعت على البحثين وجدت فيهما مجهودا كبيرا , و يصعب على من يريد أن يضعف هذا الحديث أن يأتي بكلام زائد على ما كتبوه , لكن مع تكرار القراءة – وتوفيق الله سبحانه و تعالى – ظهر لي انتقادات عدة على البحثين مما يخل بالنتائج المتوصل إليها , ثم – بتوفيق الله و فضله – بالتدقيق في المتون توصلت لنتيجة تطمئن لها نفس سأذكرها في آخر هذا الموضوع , و أنوه اني لن أعيد تخريج الروايات الخاصة بهذا الحديث – فقد قاما به خير القيام – فالمقصود هو الوصول لنتيجة صحيحة و ليس الاستكثار من المراجع و تكديس الأسانيد

و أقول هذه المقدمة لأبين أني لست من هواة تضعيف أحاديث في الصحيحين و ليس من أهدافي تتبع ما أخطؤا فيه – إنما محور اهتمامي دائما هو المتن و لا أستهدف بالبحث كتاب معين

محاور البحث :
التعليق على بحث الدكتور حاكم المطيري
تعليقات على بحث الأخ أحمد الأقطش
الكلام عن أحاديث الصحابية فاطمة بنت قيس
تحرير توقيت إسلام الصحابي تميم الداري
هل أقر النبي – صلى الله عليه و سلم – حديث الجساسة ؟
الحكم على الحديث و الإجابة عن أسئلة :
لماذا لم يورد البخاري الحديث في صحيحه رغم حكمه عليه بالصحة ؟
لماذا انفردت فاطمة بنت قيس بهذا الحديث ؟
لماذا لم يرو هذه القصة غير فاطمة ؟


التعليق على نتائج بحث الدكتور حاكم المطيري :

1-     القول بأن الحديث حديث مجالد و دلسه الباقون عنه , هو قول الدليل ضده و ليس معه , و هو أقرب لنظرية مؤامرة منه نقد حديثي , فعشرات الرواة تآمروا و تمالئوا بتدليسهم و ضعفهم ليرووا هذا الحديث , و تجاهل عشرات الرواة الذين رووه عن الشعبي – غير مجالد - , و تجاهل رواية أبي سلمة عن فاطمة و إسنادها حسن و تصلح للمتابعة في أقل الأحوال – و ليست من طريق عامر الشعبي , و تجاهل رواية أبي هريرة بسند ضعيف
2-     توهم أن الحديث معارض للآيات القرآنية مرجعه أنه يجزم أن الدجال – بشري – و نحن لا نعرف حقيقته هل هو بشر أم شيطان أم مخلوق خاص ؟
3-     استشهد بأن البخاري ترك حديث الجساسة و لم يضمنه في صحيحه , و هو استشهاد غير صحيح لأن البخاري قال عن حديث الجساسة حديث صحيح , فإما أن يقلد البخاري أو على الأقل لا يستشهد بفعله , ثم نقل قول ابن حجر أن عدم ذكر البخاري في صحيحه لحديث الجساسة سببه أنه يرجح عليه أحاديث أن الدجال هو ابن صياد , و غفل الدكتور أن ابن حجر نفسه يجزم أن ابن صياد ليس هو الدجال !
ترجمة عبد الله بن صياد في أسد الغابة
يقول ابن حجر : الذي صح عندنا أنه ليس الدجال


التعليق على البحث نفسه :
·        الظاهر جدا أن الدكتور حاكم شرع في البحث و هو ينوي تماما تضعيف الحديث سندا  و متنا , و الأساس أن تدخل البحث و تترك الأدلة تقودك
استنتج الدكتور من رواية ستة من الحفاظ الأثبات الحديث عن مجالد , أنمه لم يجدوا طريقا غيرها , و اقول أنه هناك احتمال آخر و هو أنهم قبلوا رواية هذا الحديث  بعينه من مجالد أي أنهم يقوون هذا الحديث كاستثناء لضعف مجالد , و نفس الاستنتاج يمتد لإيراد الأمام أحمد للحديث من طريق مجالد
و رواية إسماعيل ابن أبي خالد عن مجالد تقوي الرواية فهو أدرى بالشعبي و أدرى بمجالد , فلمّا فاته الحديث أخذه باستيثاق , كمثال  :
مسند إسحاق بن راهويه
عقب رواية أبو أسامة عن مجالد الحديث بطوله
 قال أبو أسامة : فحدثني من سمع عامرا ، زاد في الحديث أنه سألهم : « هل بنى الناس بالأجر بعد ، وفيه أنه ضرب قدمه باطن قدمه ، وفيه أنه قال : من قبل اليمن ما هو ثم قال : لا بل من قبل العنان ».
فهذا مثال أن الأئمة لم يأخذوا حديث مجالد دون استيثاق ! فهم يعرفون ما يأخذون و ممن يأخذوه
·        يقول الدكتور حاكم أنهم اضطروا للرواية عن مجالد – و أقول ما وجه الاضطرار ؟ فقد كانوا يمكن أن يهملوا هذا الحديث بالكلية
·        استخدم الدكتور رفض الطريق لأدنى جرح , هذا مسلك خاطئ لا يمت للعلم بصلة و لو اتبعنا هذه الطريقة لضعفنا نصف الأحاديث الصحيحة
·        اتهم ابن بريدة بالاضطراب في روايته لهذا الحديث , و الدكتور هنا يحمل أخطاء بقية الرواة لابن بريدة وحده , فعند وجود اضطراب لابد أن ننظر من السبب فيه , و الدكتور يجزم أن رواية ابن بريدة عن يعلي بن يعمر خطأ من عون بن كهمس و رغم ذلك يقول أن ابن بريدة اضطرب اضطرابا شديدا – و الدكور يناقض كلامه جدا -  , و يقول عن الطريق الرواية الثالثة لابن بريدة : """كما وهم بشير بن المهاجر فرواه عن ابن بريدة عن أبيه بريدة في قصة الجساسة.ذكره ابن أبي حاتم لأبيه وأبي زرعة الرازيين وسألهما ما علته؟ فقالا: (له عورة، روى عبد الوارث عن حسين بن ذكوان المعلم عن ابن بريدة عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس عن النبي e في ذلك. قالا: فأفسد هذا الحديث حديث بشير""" , وأقول كلام الدكتور في نسبة الخطأ لغير ابن بريدة , و هو في أول البحث يتهم بريدة بالاضطراب الشديد و و انظر إلى مسلك أبي حاتم و أبي زرعة في اعلالهما لطريق بشير , و لم يعلا طريق حسين المعلم – فهذا تقوية منهما لهذا الطريق و لم يقولا أنه غير محفوظ مثلا أو أن الروايتين تضعفان بعضهما
·        الدكتور يفترض أن المدلس يدلس طوال الوقت و في كل الأحاديث و لكل التلاميذ , فجرير مثلا صاحب كتاب و حدث عنه ابنه , فهل يدلس الأب على ابنه ؟ و ابنه عنده أصول والده ؟!
و في حالة قرة بن خالد عندما وجد التصريح بالتحديث يقول الدكتور هو خطأ ! و مقتضى كلامه أننا نترك كل أحاديث من دلس و لو مرة واحدة حتى ولو صرح بالسماع ! فتنبه للمنهج و خطورته !
·        ذكر الدكتور تسعة طرق عن الشعبي غير طريق مجالد و تجاهل طرقا أخرى عند الطبراني , ثم يأتي الدكتور و يقول أن كل هؤلاء دلسوه عن مجالد !
·        لا يفرق الدكتور بين من تدليسه نادر و بين من عرف بكثرة التدليس
·        و أقول هناك ما ينسف هذا الهرم الجميل الذي بناه الدكتور , و هذا الهرم هو أن الحديث حديث مجالد و أن العشرات دلسوه عنه , و ما ينسف هذا الهرم و هذه الفرضية أنه لا يوجد تشابه في الألفاظ بين الطرق ! فهم متفقين في فحوى القصة و مضطربون أشد الاضطراب في ألفاظها , و لم يثبت الدكتور تطابقا بين ألفاظ رواية مجالد و بين أي رواية أخرى غير رواية أبي إسحاق الشيباني عند الطبراني ! فلو كان المأخذ واحد – عن مجالد – لتطابقت معظم الألفاظ في معظم الروايات ! و لا نستطيع أن ننسب هذا لاضطراب لمجالد لأن رواية الأئمة الستة الكبار عنه تكاد تكون متطابقة مما يدل أن الاضطراب ليس من مجالد ! فلا مجال أبدا لبناء الفرضية حول مجالد ! و أقول أن الاضطراب سببه الشعبي نفسه فهو الأصل
·        يقول الدكتور حاكم :" فيبدوا أنه كاهن يخيل إليه أنه المسيح فلذا حبسه النصارى في دير ناء في جزيرة بعيدة لتجديفه" أهـ .و هذا كلام جيد , كلمة تجديف عند النصارى معنها معناها زندقة أو كفر و خروج عن العقيدة الصحيحة

**

تعليقات على بحث الأخ أحمد الأقطش :

1-     تحميل الصحابية فاطمة بنت قيس أوهام و أخطاء كل الرواة خطأ جسيم , فاثبات خطأها أو وهمها في الحديث لا يمكن اثباته إلا عندما يروي عنها رواه كثيرون و هذا لم يحدث في حديث الجساسة إذ لم يروه عنها إلا عامر الشعبي ! و رواية أبو سلمة مشكوك فيها
2-     ادعى الباحث أن فاطمة توهمت  أو أفتت بفهمها الخاطئ أن المبتوتة لا نفقة لها و لا سكنى , و الصحيح أنها لم تتوهم لأن الذي أخبرها بذلك هم أهل زوجها فذهب لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – لتتأكد فأكد لها كلامهم ! , و الكلام على حديثها و فقهه لابد من افراد موضوع خاص له , و قد قمت بذلك عند بحثي في موضع الطلاق السني – يسر الله اتمام البحث و نشره , و خلاصة الكلام أن من اختلف معها من الصحابة اختلف في تعميم تطبيق هذه القاعدة على كل المبتوتات , أي أن الخلاف كان فقهي بالدرجة الأولى و إن أخذ الشكل الحديثي في الظاهر
3-     خطأ الباحث الصحابية فاطمة بنت قيس في توقيت الحديث بناءا على رواية أخرى لها و بناءا على وقائع تاريخية , و كان الأولى الترجيح أولا حتى نصل للفظ الدقيق و إذا كان هناك خطأ أن ننسبه لمرتكبه لا أن نلصق كل الأخطاء بفاطمة بنت قيس رضي الله عنها !
4-     يصف الباحث أن رواية ابن بريدة معلولة و يستدل على ذلك بأخطاء في جزء من الحديث – و هذه الأخطاء على فرض صحتها لا تثبت إلا خطأ هذا الجزء فقط و لا توهن بقية الحديث – أي أن لقصة الجساسة أصلا
و يعل رواية كهمس [انه ذكر "يعلي بن يعمر" بدلا من "عامر الشعبي" و لا يوجد علة طالما قد عرفنا الصواب ! إنما تكون علة لو كان الرواي – الشعبي في حالتنا – ضعيفا و هذا لم يحدث .
5-     كلام الباحث يثبت اضطراب المتن , لكن الأدلة المذكورة لا تدل أو تقترب من نفي اثبات مجمل القصة و نسبتها إلى الرسول – صلى الله عليه و سلم –

الكلام عن أحاديث الصحابية فاطمة بنت قيس
لا نستطيع أن ننسب الاضطراب الحديثي لأحاديث الصحابية فاطمة بنت قيس , لأن حديث الجساسة مروي عنها من خلال عامر الشعبي فقط – ما عدا رواية أبي سلمة المختصرة جدا – فلكي نثبت الاضظراب لابد أن ينقل الحديث أكثر من راو عن الصحابي حتى نقارن بين رواياتهم
و حديث طلاقها – و إن كان غالب الرويات هي عن عامر الشعبي أيضا , لكن هناك روايات كثيرة أيضا من غير طريق الشعبي , و للحق فالحديث فيه بعض الاضطراب – و كثير من رواياته بالمعنى– لكن للحق أيضا فإن غالبية أحاديث الطلاق – بشكل عام – فيها ضعف ! و كأن الله عز و جل يريد أن يضعف الأحاديث المتعلقة بالطلاق حتى نحتكم لآيات الطلاق فقط و فيها كل ما نحتاجه من تفصيل !

تحرير توقيت إسلام الصحابي تميم الداري

تطرقت تعليقات للأخوة على حديث الجساسة بتعليل الحديث بناءا على التعارض بين توقيت طلاق فاطمة بنت قيس و توقيت إسلام تميم الداري – رضي الله عنه -
و أقول أن متن الحديث فيه اضطراب لكن القصة اجمالا منقولة نقلا صحيحا – لكن ليس تفصيلا –
و هذا بحث فرعي عن توقيت إسلام تميم الداري – توصلت فيه لنتيجة مختلفة عما هو مشهور في توقيت إسلامه رضي الله عنه -

عن أبي هند قال : حمل تميم الداري معه من الشام إلى المدينة قناديل وزيتا ومقطا ، فلما انتهى إلى المدينة وافق ذلك يوم الجمعة فأمر غلاما له يقال له أبو البراد فقام فشد المقط وهو بضم الميم وسكون القاف وهو الحبل وعلق القناديل وصب فيها الماء والزيت وجعل فيها الفتل ، فلما غربت الشمس أسرجها ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المسجد فإذا هو يزهر ، فقال : من فعل هذا ؟ قالوا تميم يا رسول الله ، قال : نورت الإسلام نور الله عليك في الدنيا والآخرة ، أما إنه لو كانت لي ابنة لزوجتكها ، فقال نوفل بن الحرث بن عبد المطلبلي ابنة يا رسول الله تسمى أم المغيرة بنت نوفل ، فافعل فيها ما أردت ، فأنكحه إياها على المكان
الراوي: أبو هند الداري المحدث: ابن حجر العسقلاني المصدر: الإصابة - الصفحة أو الرقم: 4/18
خلاصة حكم المحدث: إسناده ضعيف


أسد الغابة
أبو البراد- غلام تميم الداري‏.‏
روى سعيد بن زياد بن فائد، عن أبيه، عن جده عن أبي هند قال‏:‏ حمل تميم معه من الشام إلى المدينة قناديل وزيتاً، فلما انتهى إلى المدينة وافق ذلك ليلة الجمعة، فأمر غلاماً له يقال له أبو البرد فعلّق القناديل، وجعل فيها الماء والزيت، فلما غربت الشمس أسرجها، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فإذا هو يزهر، فقال‏:‏ ‏"‏من فعل هذا؟‏"‏ فقالوا‏:‏ تميم فقال‏:‏‏"‏نورت الإسلام نوّر الله عليك في الدنيا والآخرة، أما إني لو كانت لي ابنة لزوجتكها‏"‏ فقال نوفل بن الحارث بن عبد المطلب‏:‏ لي ابنة يا رسول الله، تسمى أم المغيرة، فافعل فيها ما أردت، فأنكحه إياها على المكان‏.‏ أخرجه أبو موسى‏.‏


أسد الغابة
سراج أبو مجاهد
ب د ع، سراج أبو مجاهد اليمني، من أهل اليمن‏.‏ روى عنه ابنه علي بن مجاهد بن سراج، قال‏:‏ وكان اسمه فتحاً‏.‏ قال‏:‏ قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن خمسة غلمان لتميم الداري، وكانت تجارتهم الخمر، فلما نزل تحريم الخمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني فشققتها، وأنه أسرج في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قنديلاً بزيت، وكانوا لا يسرجون فيه إلا بسعف النخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من أسرج مسجدنا‏"‏‏؟‏‏.‏ فقال تميم‏:‏ غلامي هذا، فقال‏:‏ ‏"‏ما اسمه‏"‏‏؟‏ فقال‏:‏ فتح فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏بل اسمه سراج‏"‏، قال‏:‏ فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم سراجاً‏.‏

جبلة بن مالك
ب س جبلة بن مالك بن جبلة بن صفارة بن دراع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم اللخمي الداري، من رهط تميم الداري، وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع الداريين منصرفه من تبوك.
أخرجه أبو عمر, و أبو موسى
قلت : هذا وقت قدوم وفد الداريين – و لعل تميما ذهب و أتى بهم

عن تميم الداري رضي الله عنه أنه كان يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم كل عام راوية خمر ، فلما أنزل الله – تعالى – تحريم الخمر جاء بها ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك وقال : إنها قد حرمت بعدك . فقال : يا رسول الله ، أفأبيعها وأنتفع بثمنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لعن الله اليهود ، حرم عليهم شحوم البقر والغنم فأذابوه وباعوه ، فإن الله – تعالى – قد حرم الخمر وثمنها
الراوي: عبدالرحمن بن عثمان التيمي المحدث: ابن حجر العسقلاني المصدر: المطالب العاليةالصفحة أو الرقم: 2/249
خلاصة حكم المحدث: حسن

قلت :  وفق هذه الرواية و التي قبلها يكون إسلام تميم قبل تحريم الخمر

إن رجلا أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم راوية خمر . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هل علمت أن الله قد حرمها ؟ ) قال : لا . فسار إنسانا . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بم ساررته ؟ ) فقال : أمرته ببيعها . فقال ( إن الذي حرم شربها حرم بيعها ) . ففتح المزاد حتى ذهب ما فيها .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: مسلم المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1579
خلاصة حكم المحدث: صحيح

***
قدم تميم الداري من الشام يعني: إلى المدينة وحمل معه قناديل وحبالاً وزيتاً... حتى قدمنا المدينة. وكانوا إذا حضرت العتمة أوقدوا سعف النخل فلما أمسينا أمرني تميم فعلقت الحبال بالسواري وعلقت فيها القناديل وصببت فيها الماء والزيت ووضعت الفتيل وأمرني فأوقدتها حتى جاء بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: نورت يا تميم المسجد نور الله عليك أما إنه لو كانت لي ابنة لأنكحتكها فقال نوفل بن الحارث بن عبد المطلب: إن لي ابنة فأفعل يا رسول الله؟ فأنكحه إياها ودعا تميم جد أبي الحسن البراد فأعتقه علي المكان وأقمنا. فلما كان يوم الجمعة خطب النبي صلى الله عليه وسلم الناس قائماً فلما انصرف قال له تميم: يا رسول الله! إني قد رأيت بالشام شيئاً يصنعونه في كنائسهم لأساقفتهم يسمى المرقاة أو لا أعمل لك مرقاة تقوم عليها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعملها يا تميم!. فخرج تميم إلى السوق فاشترى خشبة ونشرها وعمل منها ثلاث درجات المنبر ففضل من الخشبة فضلة فعملها تابوتاً فهي عندنا إلى اليوم نضع فيها نفقاتنا وتترك بها.
الراوي: أبو الحسن البراد المحدث: ابن كثير المصدر: الأحكام الكبير - الصفحة أو الرقم: 2/29
خلاصة حكم المحدث: غريب

نلاحظ الكلام عن المنبر

أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بدن قال له تميم الداري ألا أتخذ لك منبرا يا رسول الله يجمع أو يحمل عظامك قال بلى فاتخذ له منبرا مرقاتين
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1081
خلاصة حكم المحدث: صحيح


أن تميما الداري قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسن وثقل : ألا أتخذ لك منبرا يحمل – أو يجمع أو كلمة تشبهها – عظامك ؟ فاتخذ له مرقاتين – أو ثلاثة – فجلس عليها , قال : فصعد النبي صلى الله عليه وسلم فحن جذع كان في المسجد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب يستند إليه فنزل فاحتضنه , فقال له شيئا لا أدري ما هو , ثم صعد المنبر وكانت أساطين المسجد جذوعا وسقائفه جريدا .
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الذهبي المصدر: المهذب - الصفحة أو الرقم: 3/1125
خلاصة حكم المحدث: أحسبه غلطاً من ابن أبي رواد فإن تميماً متأخر الإسلام قيل: أسلم عام تبوك بعد عمل المنبر بمدة وقد قال ابن حبان في ابن أبي رواد: روى عن نافع عن ابن عمر نسخة موضوعة

قلت : نلاحظ كلام الذهبي "قيل"  فهذا يعني أن توقيت إسلام تميم في عام تبوك ليس مؤكدا , و أيضا نلاحظ أن كلام الذهبي يفيد أن عمل المنبر كان متقدما على تبوك بمدة , و أن الحديث الصحيح المذكور دليل على أن تميما هو الذي أشار بعمل المنبر و كذلك الشواهد السابق ذكرها

***


 أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر تميما الداري وأبي بن كعب أن يقوما بالناس بإحدى عشرة ركعة.
الراوي: - المحدث: ابن عثيمين المصدر: الشرح الممتع - الصفحة أو الرقم: 4/50
خلاصة حكم المحدث: إسناده من أصح الأسانيد
الراوي: السائب بن يزيد المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 2/192
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح جدا

قلت : هذا يدل على أن تميما كان حافظا للقرآن , و يصعب جدا أن يقدم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – من هو متأخر الإسلام ليؤم الناس في مسجد رسول الله – صلى الله عليه و سلم - !
و أيضا هناك روايات متعددة مرسلة عن ابن سيرين فيها أن تميم الداري كان ممن أتموا حفظ القرآن في عهد النبي – صلى الله عليه و سلم -  و أقول يصعب جدا أن يتم حفظ القرآن في سنتين ! فالأغلب أن إسلامه كان متقدما

***


قال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج:11 ص:64 
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنبأنا أبو نعيم حدثنا أحمد بن جعفر بن سالم حدثنا يحيى بن عبد الباقي الأذني حدثنا سعيد بن زياد بن فائد بن زياد بن أبي هند حدثني زياد بن فائد عن أبيه فائد بن زياد عن جده زياد عن أبي هند الداري قال قدمنا على رسول الله بمكة ونحن ستة نفر تميم بن أوس ونعيم أخوه ويزيد بن قيس وأبو هند بن عبد الله وأخوه الطيب بن عبد الله فسماه رسول الله عبد الرحمن وفاكه بن النعمان فأسلمنا وسألناه أن يعطينا أيضا من أرض الشام فأعطانا وكتب لنا في جلد أدم كتابا فيه شهادة العباس وجهم بن قيس وشرحبيل بن حسنة قال أبو هند فلما هاجر رسول الله إلى المدينة قدمنا عليه فسألنا أن يجدد لنا كتابا فكتب لنا كتابا نسخته 
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أنطى محمد رسول الله تميم الداري وأصحابه وفيه وشهد أبو بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان 
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس النعالي أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم الجبلي حدثنا يحيى بن عبد الباقي الأذني حدثني سعيد بن زياد بن فايد بن زياد بن أبي هند الداري حدثني زياد بن فايد عن ابيه فايد بن زياد عن جده زياد بن أبي هند عن أبي هند الداري قال قدمنا على رسول الله ونحن ستة نفر تميم بن أوس ونعيم بن أوس أخوه ويزيد بن قيس وأبو هند بن عبد الله وهو صاحب الحديث وأخوه الطيب بن عبد الله فسماه رسول الله عبد الرحمن وفاكه بن النعمان فأسلمنا وسألنا رسول الله أن يقطعنا من أرض الشام فقال رسول الله سلو حيث شئتم فقال تميم أرى أن نسأله بيت المقدس وكورها فقال أبو هند وكذلك يكون فيها ملك العرب وأخاف أن لا يتم لنا هذا فقال تميم فنسأله بيت حبرين وكورتها فقال أبو هند هذا أكبر وأكبر فقال فأين فقال أرى أن نسأله القرى التي يقع فيها حصن تل مع آثار إبراهيم فقال تميم أصبت ووفقت قال فقال رسول الله تميم أتحب أن تخبرني ما كنتم فيه أو أخبرك فقال تميم بل تخبرنا يا رسول الله نزداد إيمانا فقال رسول الله أردتم أمرا وأراد هذا غيره ونعم الرأي رأى قال فدعا رسول بقطعة جلد من أدم فكتب لنا فيها كتابا نسخته 
بسم الله الرحمن الرحيم 
هذا ذكر ما وهب محمد رسول الله للداريين إذ أعطاه الله الأرض وهب لهم بين عين حبرون وبيت إبراهيم بمن فيهن لهم أبدا شهد عباس بن عبد المطلب وجهم بن قيس وشرحبيل بن حسنة وكتب 
قال ثم دخل بالكتاب إلى منزله فعالج في زاوية الرقعة وعساه شيء لا يعرف وعقده من خارج الرقعة بسير عقدين وخرج إلينا به مطويا وهو يقول إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ثم قال انصرفوا حتى تسمعوا بي قد هاجرت قال أبو هند فانصرفنا فلما هاجر رسول الله إلى المدينة قدمنا عليه فسألناه أن يجدد لنا كتابا فكتب لنا كتابا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أنطى محمد رسول الله لتميم الداري وأصحابه إني أطيتكم عين حبرون والرطوم وبيت إبراهيم بدمنهم وجميع ما فيهم نطية بتة ونفذت وسلمت ذلك لهم ولأعقابهم من بعدهم أبد الأبد فمن آذاهم فيها آذاه الله شهد أبو بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وكتب 

وخرّج الطبرانيّ في [المعجم الكبير]، وأبو نعيم في [معرفة الصحابة]، وابن عساكر في [تأريخ دمشق]؛ على ما نقلته من طريق سعيد بن زياد بن فائد بن زياد ابن أبي هند الداريّ عن أبيه عن جدّه عن أبي هند الداريّ قال: (قدمنا على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بمكّة ونحن ستّة نفر تميم بن أوس ونعيم أخوه ويزيد بن قيس وأبو هند بن عبد الله وأخوه الطيّب بن عبد الله فسمّاه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عبد الرحمن وفاكه بن النعمان فأسلمنا وسألناه أن يعطينا أرضًا من أرض الشام فقال: سلوا حيث شئتم، فقال تميم: أرى أن نسأله بيت المقدس وكورتها، فقال له أبو هند: لا تفعل، فإنّي أخاف أن لا يتمّ لنا هذا، قال تميم: فنسأله بيت/11/ جبرين وكورتها، فقال له أبو هند: هذا أكبر وأكبر، قال: فأين ترى أن نسأله؟ فقال: أرى أن نسأله القرى الّتي تصنع فيها حصرنا مع آثار إبراهيم، فقال تميم: أصبت ووفّقت، قال: فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لتميم: أتحبّ أن تخبرني بما كنتم فيه أو أخبرك؟ فقال تميم: بل تخبرنا يا رسول الله نزداد إيمانًا، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أردتم أمرًا فأراد هذا غيره، فنعم الرأي رأيه. قال: فدعا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بقطعة جلد من أدم فكتب فيها كتابًا نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما وهب محمّد رسول الله الداريّين إن أعطاه الله الأرض؛ وهب لهم بيت عين وحبرون وبيت إبراهيم بما فيهنّ لهم أبدًا شهد عبّاس بن عبد المطّلب وجهم بن قيس وشرحبيل بن حسنة وكتب، قال: ثمّ دخل بالكتاب إلى منزله وغشّاه بشيء لا نعرفه وعقده من خارج الرقعة بسيرٍ عقدين وخرج إلينا به مطويًّا وهو يقول: إنّ أولى الناس بإبراهيم للّذين اتّبعوه وهذا النبيّ والّذين آمنوا والله وليّ المؤمنين ثمّ قال: انصرفوا حتّى تسمعوا بي قد هاجرت. قال أبو هند: فانصرفنا، فلمّا هاجر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة قدمنا عليه فسألناه أن يجدّد لنا كتابًا فكتب لنا كتابًا نسخته: هذا ما أنطى محمّد رسول الله لتميم الداريّ وأصحابه أن أنطيتكم بيت عين وحبرون وبيت إبراهيم بذمّتهم وجميع ما فيهم نطيّة بتّ نفذت وسلمت ذلك لهم ولأعقابهم من بعدهم أبد الأبد فمن آذاهم/12/ فيها آذاه الله، شهد أبو بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطّاب وعثمان بن عفّان وعليّ بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وكتب. فلما قبض رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وولي أبو بكر رضي الله عنه ووجه الجنود إلى الشام كتب لنا كتابًا نسخته: (بسم الله الرحمن الرحيم من أبي بكر الصديق إلى عبيدة ابن الجراح سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أمّا بعد؛ امنع من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، من الفساد في قرى الداريّين، وإن كان أهلها قد جلوا عنها وأراد الداريّون أن يزرعوها فليزرعوها، فإذا رجع أهلها إليها فهي لهم وأحق بهم، والسلام عليك).
هذا سياقه [عند ] ابن عساكر، وهو حديث منكر؛ لأن قوله إن ذلك وقع مرتين مرة بمكة ومرة في المدينة لا يعرف في شيء من الآثار، وقدوم تميم على النبي صلى الله عليه وسلم بلا خلاف كان بالمدينة، والأكثر أنه كان في سنة تسع، وقيل سنة ثمان. ومع هذه النكرة فإن سنده ضعيف، وقد ذكر سعيد بن زياد المذكور أبو حاتم بن حبّان وقال: حديثه باطل، ولا أدري البلاء منه أو من أبيه أو جدّه، وقال أبو الفتح الأزديّ في الضعفاء: سعيد بن زياد متروك.
كتاب ضوء الساري لمعرفة خبر تميم الداري للمقريزيّ

قلت : هذا كلام صحيح لو كان هو وحده الدليل على تقدم إسلام تميم , و أيضا لو كان توقيت إسلام تميم مؤكدا مع قدوم وفد الداريين , فكما قلت سابقا قد يكون ذهب و أتى بهم , و رواية سعيد بن زياد هي رواية تاريخية عن أسلافه

و الحديث راوه ابن أبي عاصم – مباشرة عن سعيد , في الآحاد و المثاني ,
 - حدثني سعيد بن زياد بن فائد بن أبي هند ، نا زياد بن فائد بن أبي هند ، وهو ابن عم تميم الداري اللخمي ، عن أبيه ، فائد بن زياد ، عن جده ، زياد بن أبي هند رضي الله عنه قال : قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن ستة نفر تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن جذيمة بن دراع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نمار بن لخم بن عمرو بن مالك ، وأخوه نعيم بن أوس ، ويزيد بن قيس ، وأبو هند بن عبد الله الذي حدث الحديث ، وأخوه الطيب بن عبد الله فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن ، وفاكه بن النعمان ، فسألناه أن يقطعنا أرضا من أرض الشام وهو يومئذ بمكة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « حيث أحببتم » فنهضنا من عنده نتشاور في موضع نسأله فيه ، فقال تميم الداري رضي الله عنه أسأله ببيت المقدس وكورها فقال أبو هند : أرأيت ملك العجم الذي هو في بيت المقدس ؟ فقال تميم رضي الله عنه : نعم . قال : فكذلك يكون بيت ملك العرب فيها وأخاف أن لا يتم لنا هذا . فقال تميم : فنسأل بيت جبرين وكورها فقال أبو هند : هذا أعظم وأكبر . فقال تميم : فأين ترى أنت ؟ فقال : القرى التي تضع حضرها فيها معها فيها من أثر إبراهيم عليه السلام . قال تميم رضي الله عنه : أصبت . فنهضنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « يا تميم ، إن شئت أخبرني وإن شئت أخبرتك بما كنتم فيه » فقال تميم رضي الله عنه : بل أخبرنا يا رسول الله لنزداد إيمانا . فقال : « أردت أمرا وأراد هذا غيره ونعم الذي رأى » وكتب له كتابا في قطعة جلد من قطعة أدم ثم دخل به إلى بيته فعالج في زاوية الرقعة من أسفل خاتما وغشاه بشيء لا يعرف وعقد بسير من خارج الرقعة عقدين وفي الكتاب : « بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما وهب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم للداريين إذا أعطاه الله عز وجل الأرض ؛ وهب لهم بيت عين وجبرون وبيت إبراهيم نمر فيهن أبدا » شهد العباس بن عبد المطلب وجهم بن قيس وشرحبيل بن حسنة وكتب قال : ثم قدمنا عليه المدينة فجدد لنا كتابا آخر : « هذا ما أعطى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم تميما الداري أنطيتهم بيت عين وبيت جبرون والمربطون بيت إبراهيم نطية تبقى لهم ولا تبقى بهم ونفذت وسلمت ذلك بهم أبد الأبد ، فمن أذاهم فيهم فآذاه الله عز وجل » شهد أبو بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، ومعاوية رضي الله عنهم وكتب


***

في هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت } . قال : برئ الناس منها غيري وغير عدي بن بداء ، وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الإسلام ، فأتيا الشام لتجارتهما ، وقدم عليهما مولى لبني سهم – يقال له : بديل ابن أبي مريم – بتجارة ومعه جام من فضة يريد به الملك وهو عظم تجارته ، فمرض ، فأوصى إليهما ، وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله . قال تميم : فلما مات أخذنا ذلك الجام فبعناه بألف درهم ، ثم اقتسمناه أنا وعدي بن بداء ، فلما أتينا إلى أهله دفعنا إليهم ما كان معنا ، وفقدوا الجام ، فسألونا عنه ، فقلنا : ما ترك غير هذا ، وما دفع إلينا غيره . قال تميم : فلما أسلمت بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة تأثمت من ذلك ، فأتيت أهله ، فأخبرتهم الخبر ، وأديت إليهم خمسمائة درهم ، وأخبرتهم : أن عند صاحبي مثلها ، فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسألهم البينة ، فلم يجدوا ، فأمرهم أن يستحلفوه بما يعظم به على أهل دينه ، فحلف ، فأنزل الله : { يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت } إلى قوله : { أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم } . فقام عمرو بن العاص ، ورجل آخر فحلفا ، فنزعت الخمسمائة درهم من عدي بن بداء
الراوي: تميم الداري المحدث: الألباني المصدر: ضعيف الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3059
خلاصة حكم المحدث: إسناده ضعيف جداً

***


فتوح البلدان للبلاذري
1032 - حدثنا الحسين، قال: ثنا وكيع، عن اسماعيل بن أبى خالد، عن قيس بن أبى حازم قال: فرض عمر لاهل بدر عربهم ومواليهم في خمسة آلاف خمسة آلاف.
وقال: لافضلنهم على من سواهم.
1033 -
حدثنا الحسين(صدوق يخطئ كثيرا)، حدثنا وكيع(ثقة)، عن إسرائيل(ثقة)، عن جابر(ضعيف)، عن عامر قال: كان فيهم خمسة من العجم: منهم تميم الدارى، وبلال.
قال وكيع: الدار من لخم، ولكن الشعبى قال هذا.

قلت : هذه الرواية غريبة جدا و هي عن عامر الشعبي أيضا !

***

في حديث الجساسة كانت في إجابة من لقي الدجال على أسئلة الدجال ما يدل على أن المتكلم مع الدجال كان مسلما

الخلاصة : أن الراجح هو تقدم إسلام تميم الداري في أول قدوم الرسل – صلى الله عليه و سلم – للمدينة , لكثرة الرويات التي تؤيد ذلك – و هذا شئ تاريخي لا يشترط فيه صحة الرواية


هل أقر النبي – صلى الله عليه و سلم – حديث الجساسة ؟


مسند أحمد بن حنبل
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا مجالد قال حدثنا عامر قال‏:‏ قدمت المدنية فأتيت فاطمة بنت قيس فحدثتني أن زوجها طلقها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية قالت‏:‏ فقال لي أخوه اخرجي من الدار فقلت إني لي نفقة وسكني حتى يحل الأجل قال لا قالت‏:‏ فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إن فلان طلقني وإن أخاه أخرجني ومنعني السكنى والنفقة فأرسل إليه فقال‏:‏ ما لك ولابنة قيس قال‏:‏ يا رسول الله إن أخي طلقها ثلاثا جميعا قالت‏:‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
‏(‏انظري يا ابنة آل قيس إنما النفقة والسكنى للمرأة على زوجها ما كانت له عليها رجعة فإذا لم يكن له عليها رجعة فلا نفقة ولا سكنى اخرجي فأنزلي على فلانة ثم قال أنه يتحدث إليها انزلي على ابن أم مكتوم فإنه أعمى لا يراك ثم لا تنكحي حتى أكون أنكحك قالت‏:‏ فخطبني رجل من قريش فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستأمره فقال‏:‏ ألا تنكحين من هو أحب إليَّ منه قلت بلى يا رسول الله فأنكحني من أحببت قالت‏:‏ فأنحكني أسامة بن زيد قال فلما أردت أن أخرج قالت‏:‏ اجلس حتى أحدثك حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت‏:‏ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الأيام فصلى صلاة الهاجرة ثم قعد ففزع الناس فقال‏:‏ اجلسوا أيها الناس فإني لم أقم مقامي هذا لفزع ولكن تميما الداري أتاني فأخبرني خبرا منعني القيلولة من الفرح وقرة العين فأحببت أن أنشر عليكم فرح نبيكم صلى الله عليه وسلم أخبرني أن رهطا من بني عمه ركبوا البحر فأصابتهم ريح عاصف فألجئتهم الريح إلى جزيرة لا يعرفونها فقعدوا في قويرب بالسفينة حتى خرجوا إلى الجزيرة فإذا هم بشيء أهلب كثير الشعر لا يدرون أرجل هو أو امرأة فسلموا عليه فرد عليهم السلام قالوا ألا تخبرنا قال‏:‏ ما أنا بمخبركم ولا مستخبركم ولكن هذا الدير قد رهقتموه ففيه من هو إلى خبركم بالأشواق أن يخبركم ويستخبركم قال قلنا‏:‏ فما أنت قال‏:‏ أنا الجساس فانطلقوا حتى أتوا الدير فإذا هم برجل موثق شديد الوثاق مظهر الحزن كثير التشكي فسلموا عليه فرد عليهم فقال‏:‏ ممن أنتم قالوا‏:‏ من العرب قال‏:‏ ما فعلت العرب أخرج نبيهم بعد قالوا‏:‏ نعم قال‏:‏ فما فعلوا قالوا‏:‏ خيرا آمنوا به وصدقوه قال‏:‏ ذلك خيرا لهم وكان له عدو فأظهره الله عليهم قال‏:‏ فالعرب اليوم إلههم واحد ودينهم واحد وكلمتهم واحدة قالوا نعم قال‏:‏ فما فعلت عين زغر قالوا‏:‏ صالحة يشرب منها أهلها لشفتهم ويسقون منها زرعهم قال‏:‏ فما فعل نخل بين عمان وبيسان قالوا‏:‏ صالح يطعم جناه كل عام قال‏:‏ فما فعلت بحيرة طبرية قالوا‏:‏ ملائ قال‏:‏ فزفر ثم زفر ثم زفر ثم حلف لو خرجت من مكاني هذا ما تركت أرضا من أرض الله إلا وطئتها غير طيبة ليس لي عليها سلطان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إلى هذا انتهى فرحي ثلاث مرار إن طيبة المدينة إن الله حرم حرمي على الدجال أن يدخلها ثم حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي لا إله إلا هو ما لها طريق ضيق ولا واسع في سهل ولا في جبل إلا عليه ملك شاهر بالسيف إلى يوم القيامة ما يستطيع الدجال أن يدخلها على أهلها قال عامر فلقيت المحرر بن أبي هريرة فحدثته حديث فاطمة بنت قيس قال‏:‏ أشهد على أبي أنه حدثني كما حدثتك فاطمة غير أنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إنه نحو المشرق قال ثم لقيت القاسم بن محمد فذكرت له حديث فاطمة فقال‏:‏ أشهد على عائشة أنها حدثتني كما حدثتك فاطمة غير أنها قالت‏:‏ الحرمان عليه حرام مكة والمدينة‏)‏‏.‏
قلت : إن صحت الجملة الأولى التي تحتها خط , فيكون الشعبي قد انفرد بسماع هذا الحديث و القصة من فاطمة , و يكون رواية أبو سلمة عنها سمعها من الشعبي لا منها مباشرة , و يؤيد ذلك أن أبا سلمة روى الحديث مختصرا , و كذلك في رواية حديث طلاق فاطمة ذكر أبو سلمة أنه كتبه عنها إملاءا , فلو كان سمع حديث الجساسة منها لكتبه أيضا و لكانت روايته أطول و أدق , و لو صح ما أقول فيكون تعارض رواية أبو سلمة مع رواية الشعبي مرجعه إلى اضطراب الشعبي أيضا !

صحيح مسلم
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطعن بمخصرته في المنبر "هذه طيبة. هذه طيبة. هذه طيبة" يعني المدينة "ألا هل كنت حدثتكم ذلك؟" فقال الناس: نعم. "فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة. ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن. لا بل من قبل المشرق، ما هو. من قبل المشرق، ما هو. من قبل المشرق، ما هو" وأومأ بيده إلى المشرق. قالت: فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.


المعجم الكبير للطبراني
بسند حسن
قلنا : ماله لا بارك الله فيه وكأنه سر رسول الله صلى الله عليه و سلم من ذلك قوله مكة وطيبة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : طيبة مرتين لا يدخلها الدجال ليس منها نقب إلا عليه ملك شاهر السيف ومن نحو اليمن ما هو ؟ ثم قال بيده : وكم قميصه قريب من ثلاثين مرة من نحو العراق وما هو قريب من ثلاثين مرة 


* رواية أبو سلمة – ليس فيها أن الرسول فرح أو أقر بهذه الرواية – انما ذكر ان تميم حدثه بكذا و كذا

الخلاصة : أن إقرار النبي – صلى الله عليه و سلم – هو لجزء أن الدجال لن يدخل المدينة لا للقصة بأكملها

فائدة من صحيح ابن حبان
قال أبو حاتم رضي الله عنه : قول أبي هريرة ( وأشار نحو المشرق ) أراد به البحرين لأن البحرين مشرق المدينة وخروج الدجال يكون من جزيرة من جزائرها لا من خراسان والدليل على صحة هذا أنه موثق في جزيرة من جزائر البحر على ما أخبر تميم الداري وليس بخراسان بحر ولا جزيرة


الحكم على حديث الجساسة :

حديث الجساسة هو في صحيح مسلم , وأسانيد مسلم في هذا الحديث هي ما بين صحيحة و حسنة , أما المتن ففيه اضطراب و يصعب جدا الوصول لألفاظ دقيقة في هذا الحديث , فعلى كثرة طرقه المروية عن عامر الشعبي يكاد لا يوجد طريقين متطابقين , لكن القصة في مجملها ثابتة صحيحة – بالمعنى – اجمالا , و ما يأتي هو إجابة عن سؤال هام جدا و هو : هل قصة الجساسة سمعها النبي – صلى الله عليه و سلم - من تميم و رواها هو بنفسه للصحابة رضوان الله عليهم ؟ فيما يعرف برواية الأكابر عن الأصاغر , أم ماذا ؟ !

مسند أبي داود الطيالسي
قرة بن خالد حدثنا سيار أبو الحكم عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس
رجال البخاري و مسلم – و غاية في الثقة , رواية قرة موجودة في صحيح مسلم لكنه لم يسق الحدث كاملا
رقم الحديث: 1740
39 (
حديث مرفوع) حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ ، فَأَتْحَفَتْنَا بِرُطَبٍ ، يُقَالُ لَهُ : ابْنُ طَابٍ ، وَسَقَتْنَا سَوِيقَ سُلْتٍ ، فَسَأَلْنَاهَا " عَنِ الْمُطَلَّقَةِ ثَلاثًا : أَيْنَ تَعْتَدُّ ؟ فَقَالَتْ : أَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَعْتَدَّ فِي أَهْلِي ، أَيْ : أَتَحَوَّلُ ، وَيَوْمَئِذٍ نُودِيَ فِي النَّاسِ : الصَّلاةَ جَامِعَةً ، فَخَرَجْتُ فِيمَنْ خَرَجَ مِنَ النِّسَاءِ وَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ ، مِمَّا يَلِي الصَّفَّ الْمُؤَخَّرَ مِنَ الرِّجَالِ ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ بَنِيَ عَمٍّ لِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَكِبُوا الْبَحْرَ ، وَإِنَّ سَفِينَتَهُمْ قَذَفَتْهُمْ إِلَى سَاحِلٍ مِنْ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ ، وَهُنَاكَ دَابَّةٌ يُوَارِيهَا شَعَرُهَا ، فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهَا ، قَالَتْ : أَنَا الْجَسَّاسَةُ ، ثُمَّ قَالَتْ : إِنَّ فِيَ ذَلِكَ الدَّيْرِ مَنْ هُوَ إِلَى رُؤْيَتِكُمْ بِالأَشْوَاقِ ، فَدَخَلْنَا ، فَإِذَا رَجُلٌ مُكَبَّلٌ فِي الْحَدِيدِ بِصَرُورَةٍ ، فَقَالَ : أَخَرَجَ صَاحِبُكُمْ ؟ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : فَاتَّبِعُوهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ بَيْسَانَ ، أَيُطْعِمُ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : أَخْبِرُونِي عَنْ بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ أَكَثِيرَةُ الْمَاءِ هِيَ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : فَأَخْبِرُونِي عَنْ عَيْنِ زُغَرَ أَكَثِيرَةُ الْمَاءِ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : أَمَا إِنِّي لَوْ قَدْ خَرَجْتُ لَوَطِئْتُ الْبِلادَ غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ ، قَالَتْ فَاطِمَةُ : فَأَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بِمِخْصَرَتِهِ : أَلا وَهَذِهِ طَيْبَةُ يُومِئُ إِلَى أَرْضِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةُ مَكَّةُ " .
الحكم المبدئي: إسناده متصل، رجاله ثقات، على شرط الإمام مسلم.

قلت : دخلنا و قلنا – قرينة على أن الذي روى القصة و سمعها منه الصحابة هو تميم نفسه
و الآتي أكثر صراحة و أكثر قوة :

في رواية لمسلم في صحيحه : رواية وهب بن جرير عن أبيه جرير:
بعد ذكر القصة (أخرجه رسول الله – صلى الله عليه و سلم - إلى الناس فحدثهم , قال : هذه طيبة و ذاك الدجال)
و في رواية وهب بن جرير في كتاب "الجزء الأول و الثاني من فوائد ابن بشران" بسند حسن إلى وهب : بعد ذكر قصة الجساسة (قالت : فخرج رسول الله – صلى الله عليه و سلم -  فحدث الناس , و قال : هذه طيبة و ذاك الدجال)
و في كتاب الايمان لابن منده رواية جرير من طريق صحيح آخر –غير طريق وهب ابنه- إلى جرير :
في آخر الحديث : (قال : فأخرجه رسول الله - صلى الله عليه و سلم - إلى الناس فحدثهم , فقال : هذه طيبة و ذاك الدجال)

الإيمان لابن منده
رقم الحديث: 1070
(
حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالا : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، قَالَ :سَمِعْتُ غَيْلانَ بْنَ جَرِيرٍ ، يُحَدِّثُ عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ ، قَالَتْ : " قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأَنَّهُ رَكِبَ الْبَحْرَ فَقَامَتْ بِهِمْ سَفِينَتُهُمْ فَسَقَطَ إِلَى جَزِيرَةٍ ، فَخَرَجَ يَلْتَمِسُ الْمَاءَ فَلَقِيَ إِنْسَانًا يَجُرُّ شَعْرَهُ ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتِ ؟ قَالَتْ : أَنَا الْجَسَّاسَةُ ، قَالَ : فَأَخْبِرِينَا ، قَالَتْ : مَا أَنَا بِمُخْبِرِكُمْ وَلا مُسْتَخْبِرِكُمْ ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْجَزِيرَةِ ، فَدَخَلْنَاهَا فَإِذَا رَجُلٌ مُقَيَّدٌ إِلَى أَرْنَبَتِهِ ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا : نَحْنُ نَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ ، فَقَالَ : مَا فَعَلَ هَذَا النَّبِيُّ الَّذِي خَرَجَ فِيكُمْ ؟ قَالُوا : صَدَّقَهُ النَّاسُ فَآمَنُوا بِهِ ، وَنَصَرُوهُ ، وَقَاتَلُوا مَعَهُ ، قَالَ : أَمَا إِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لَهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : مَا فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ ؟ فَأَخْبَرَنَاهُ عَنْهَا ، ثُمَّ قَالَ : مَا فَعَلَ بَيْسَانُ ؟ فَقَالُوا : قَدْ أَطْعَمَ ، فَوَثَبَ وَقَدْ كَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ وَرَاءِ الْحَائِطِ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَا إِنَّهُ لَوْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ لَقَدْ وَطِئْتُ الأَرْضَ كُلَّهَا غَيْرَ طَيْبَةَ ، قَالَ : فَأَخْرَجَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّاسِ فَحَدَّثَهُمْ ، فَقَالَ : " هَذِهِ طَيْبَةُ ، وَذَاكَ الدَّجَّالُ " .
قلت : إسناد صحيح

هذا سياق مسلم في صحيحه :
وحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ النَّوْفَلِيُّ ، قَالَا : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ غَيْلَانَ بْنَ جَرِيرٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ ، قَالَتْ : قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ ، فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رَكِبَ الْبَحْرَ ، فَتَاهَتْ بِهِ سَفِينَتُهُ ، فَسَقَطَ إِلَى جَزِيرَةٍ ، فَخَرَجَ إِلَيْهَا يَلْتَمِسُ الْمَاءَ ، فَلَقِيَ إِنْسَانًا يَجُرُّ شَعَرَهُ ، وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ وَقَالَ فِيهِ : ثُمَّ قَالَ : أَمَا إِنَّهُ لَوْ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ ، قَدْ وَطِئْتُ الْبِلَادَ كُلَّهَا غَيْرَ طَيْبَةَ ، أَخْرَجَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّاسِ ، فَحَدَّثَهُمْ ، قَالَ : هَذِهِ طَيْبَةُ وَذَاكَ الدَّجَّالُ 

ورواية أخرى عن الشعبي تؤيد ما سبق :

أخبار أصبهان لأبي نعيم
رقم الحديث: 608
1 : 234 (
حديث مرفوع) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السِّنْدِيِّ بْنِ عَلِيٍّ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ، ثناأَبِي ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ ، قَالَتْ : تَأَيَّمْتُ حِينَ تُوُفِّيَ زَوْجِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ , فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَعْتَدَّ فِي بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ , وَقَالَ : " إِنَّهُ رَجُلٌ لا يُبْصِرُ " , فَكُنْتُ عِنْدَهُمْ إِذْ سَمِعْتُهُمْ يُنَادُونَ : الصَّلاةُ جَامِعَةٌ , فَخَرَجْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ , فَقَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنِ الدَّجَّالِ , وَهَذَا تَمِيمٌ الدَّارِيُّ قَدْ رَآهُ وَسَيُخْبِرُكُمْ عَنْهُ " , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا تَمِيمُ أَخْبِرْهُمْ " , قَالَ : خَرَجْتُ فِي ثَلاثِينَ رَكْبًا . . . فَذَكَرَ قِصَّةَ الْجَسَّاسَةِ .
الحكم المبدئي: إسناد شديد الضعف فيه سلمى بن عبد الله الهذلي وهو متروك الحديث.


ملحوظة : في رواية عون بن كهمس في صحيح ابن حبان : "" إِِنِّي لَمْ أَجْمَعْكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلا لِرَهْبَةٍ ، وَلَكِنْ حَدِيثٌ حَدَّثَنِيهِ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ ، زَعَمَ أَنَّهُ رَكِبَ الْبَحْرَ فِي ثَلاثِينَ رَجُلا "

و رواية أخرى محتملة عن الشعبي :

إتحاف المهرة
رقم الحديث: 2224
(
حديث مرفوع) حَدِيثٌ ( عه ) : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ ، صلى الله عليه وسلم ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : تَمِيمٌ الدَّارِيُّ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي كُنْتُ فِي ثَلاثِينَ مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامٍ ، فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ فِي سَفِينَةٍ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ . عه فِي الْفِتَنِ : ثنا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، ثَنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ، ثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، بِهِ .

قلت : الاحتمال الأكبر أن يكون بشير أخطأ و جعل الحديث من رواية ابن بريدة عن ابيه لكن صحته ابن بريدة عن عامر الشعبي , و الاحتمال الأقل أن يكون ابن بريدة سمعه من أبيه مختصرا و سمعه من الشعبي عن فاطمة بنت قيس – بطوله كاملا

ورواية أبي هريرة أيضا تؤيد ما سبق :

 إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة
رقم الحديث: 5412
(
حديث مرفوع) قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ ، ثَنَا ابْنُ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدٌ ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ زِيَادٍ ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَوَى عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَقَالَ : " حَدَّثَنِي تَمِيمٌ الدَّارِيُّ " ، فَرأَى تَمِيمً فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : " يَا تَمِيمُ ، حَدِّثِ النَّاسَ مَا حَدَّثْتَنِي " ، فَقَالَ تَمِيمٌ : كُنَّا فِي جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ , فَإِذَا نَحْنُ بِدَابَّةٍ لَا يُدْرَى قِبَلُهَا مِنْ دُبُرِهَا , فَقَالَتْ : تَعْجَبُونَ مِنْ خَلْقِي وَفِي الدَّيْرِ مَنْ يَشْتَهِي كَلَامَكُمْ قَالَ : فَدَخَلْنَا الدَّيْرَ , فَإِذَا بِرَجُلٍ مُوَثَّقٍ بِالْحَدِيدِ مِنْ كَعْبِهِ إِلَى أُذُنِهِ ، وَإِذَا أَحَدُ مُنْخَرَيْهِ مَسْدُودٌ وَإِحْدَى عَيْنَيْهِ مَطْمُوسَةٌ وَالْأُخْرَى كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ فَسَأَلَنَا : مَنْ أَنْتُمْ ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ فَقَالَ : مَا فَعَلَتْ بُحَيْرَةُ طَبَرِيَةَ ؟ قُلْنَا كَعَهْدِهَا ، قَالَ : فَمَا فَعَلَ نَخْلُ بَيْسَانَ ؟ قُلْنَا : بِعَهْدِهِ ، قَالَ : لَأَطَأَنَّ الأرض بِقَدَمِي هَاتَيْنِ إِلَّا بَلْدَةَ إِبْرَاهِيمَ , وَطَابَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " طَابَا هِيَ الْمَدِينَةُ " ، قُلْتُ : قِصَّةُ الدَّجَّالِ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ , وَغَيْرِهِ , مِنْ حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ .
الحكم المبدئي: إسناده ضعيف ويحسن إذا توبع.

قلت : هكذا في النسخة , و قد سقط منها "عن أبي هريرة" كما استفدناه من الآتي :

فتح الباري
وأخرجه أبو يعلى من وجه آخر عن أبي هريرة قال استوى النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال حدثني تميم - فرأى تميما في ناحية المسجد - فقال يا تميم حدث الناس بما حدثتني فذكر الحديث وفيه فإذا أحد منخريه ممدود وإحدى عينيه مطموسة الحديث وفيه لأطأن الأرض بقدمي هاتين إلا مكة وطابا

ابن كثير في الملاحم
  [219]  قال الحافظ أبو يعلى ثنا محمد بن أبي بكر ثنا أبو عاصم سعد بن زياد ثنى نافع مولاي عن أبي هريرة…)، ثم قال ابن كثير: (حديث غريب جداً وقد قال أبو حاتم ليس بالمتين).



الخلاصة :
أن قصة الجساسة لم يروها الرسول – صلى الله عليه و سلم – على لسانه – يقيناً إنما سمعها الصحابة مباشرة من تميم الداري , و أن إقرار النبي – صلى الله عليه و سلم – و سروره كان لجزء عدم دخول الدجال للمدينة و مكة
و قد صدق الشيخ محمد بن صالح العثيمين حين قال :
حديث الجساسة.
الراوي: - المحدث: ابن عثيمين المصدر: شرح مسلم لابن عثيمين - الصفحة أو الرقم: 7/321
خلاصة حكم المحدث: فيه بعض الشيء من الاضطراب

و صدق حدسه و إحساسه – رحمه الله – حين قال :
يقول العلامة العثيمين : " سياق حديث تميم الداري في ذكر الجساسة في نفسي منه شيء هل هو من تعبير الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، أو لا "
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الحادي عشر - باب اليوم الآخر

و الآن يتضح لماذا لم يورد البخاري لهذا الحديث في صحيحه , رغم إقراره بصحته – فهو يقصد صحة السند وصحة القصة إجمالا , لكنه لم يوردها في صحيحه للاضطراب في المتن و الشك في ورود القصة على لسان النبي – صلى الله عليه و سلم – , و لله دره.
و يتضح لماذا تفردت فاطمة بنت قيس – رضي الله عنها - برواية القصة , - إضافة للرواية الضعيفة الواردة عن أبي هريرة - , لأن القصة من كلام تميم الداري و العناية تكون في نقل كلام النبي و حديثه – صلى الله عليه و سلم – لذلك فالجزء الخاص بعدم دخول الدجال – طيبة – المدينة وارد عن أكثر من صحابي , و إنما أرادت فاطمة أن تتحف الشعبي بقصة غريبة كما هو وارد في بعض الروايات.

و الله أعلى و أعلم

تابعونا على تويتر

Translate