إن الله عز وجل جلّت قدرته و تعالت
حكمته
إذا أراد شيئاً من بني الانسان وضع نوازعه , فينزع إلى ذلك المراد رغماً
عنه و إن ظن أنه مختار
وفي وسط هذا الإجبار يكمن أيضا الاختيار الذي هو أصل الإختبار
فحركة الانسان منذ بدايات وعيه هي عبارة عن اختيارات و عليها يحاسب
وكلما عظمت نوازع و جواذب الخير كلما صعب الحساب , فليس من ولد على
الاسلام كمن ولد على الكفر
وبدون هذه النوازع المتضادة لما كان للاختبار محل أو معنى , بل و لتضاءلت
قيمة الطاعة و هي تأتي بأدنى مجهود , بل و لما وجد للطاعة من حلاوة أو لذة , فتذوق
الطاعة يكتمل ادراكه بتذوق المعصية !
و مكانة الطاعة في القدرة على المعصية وتركها , بل و فعل الطاعة زيادة عن
مجرد ترك المعصية
ملحوظة :
وهذه النوازع متنوعة و مختلفة , منها ما هو عام مزروع في كل بني الانسان
, و منها ما وضع بشكل نوعي – ذكر وأنثى - , و منها ما وضع بشكل قبلي – شعوبا و
قبائل - , و منها ما هو مكاني – أهل البادية أو الصحراء أو البحر الخ – و منها ما
هو زمني – في زمان دون زمان - , ومنها ما هو فردي لأشخاص بعينهم دون بقية الأفراد